السبت 2017/10/28

“معهد واشنطن” يعرض “السجل المريب” لشركاء أميركا “الفاسدين” في الشرق السوري


مركز الجسر للدراسات...


أصدر "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" في 17 من الشهر الجاري تحليلاً بعنوان "إدارة شركاء واشنطن الفاسدين في شرق سوريا"، تحدث فيه عما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي باتت شريكاً عسكرياً للولايات المتحدة في سوريا.

التحليل أسهب الحديث عما يُعرف بـ" مجلس دير الزور العسكري" الذي يعد أحد مكونات مليشيات "قسد" التي تشكل مليشيات "ب ي د" الكردية عمودها الفقري.

وقال الكاتب " باراك بارفي" إن "مجلس دير الزور العسكري" يتزعمه المدعو أبو خولة الديري (المعروف أيضاً باسم أحمد حميد الخبيل)، "وهو رجلٌ يُزعم أنه سيئ السمعة، ويمثل المعضلة التي تواجهها واشنطن في حرب اختفى فيها عدد كبير من الأشخاص الفاعلين الفاضلين منذ فترة طويلة، ليحل محلهم آخرون مجردون من المبادئ ويحاربون من أجل الموارد الهيدروكربونية في المحافظة وغيرها من المكاسب المادية".

السجل المريب لـ "مجلس دير الزور العسكري" :

أوضح بارفي أن كلاً من الولايات المتحدة ومليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" اضطُروا إلى "الاستعانة بشركاء مشبوهين هم أكثر بقليل من مجرد مرتزقة يبحثون عن مصدر دخل. فالتطرف والاستنزاف والانشقاقات لم يترك أمامهم سوى القليل من الخيارات الجيدة...ويُعتبر أبو خولة خير مثال على المعضلة التي تواجهها واشنطن فيما يخص التجنيد".

ومضى الكاتب يسرد تاريخاً مشوهاً للمدعو "أبو خولة" قائلاً إنه "غالباً ما تمّ توقيفه بتهمة سرقة الدراجات النارية قبل عام 2011. وبعد اندلاع الحرب، يُزعم أنه أنشأ عصابة كانت تجول في الطرق بحثاً عن سائقين لسرقتهم. وحين حاصر المتمردون المعتدلون اللواء 113 في أواخر عام 2013، تردّد أنه وفّر إمدادات غذائية إلى قوات النظام وقام بتهريب الجنود.

وعندما دخل تنظيم الدولة إلى محافظة دير الزور في عام 2014، أعلن ولاءه للمنظمة الإرهابية، ليعود ويهرب في وقت لاحق إلى تركيا بعدما أعدمت كوادر التنظيم شقيقه".

ومضى الكاتب يسرد قصة تشكيل «مجلس دير الزور العسكري» وانضمامه إلى مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، موضحاً أنه "ليس هناك معلومات كثيرة متوافرة عن القوات المكونة لـ «مجلس دير الزور العسكري». فأبو خولة كان الممثل الوحيد للجماعة الذي تحدث خلال المؤتمر الصحفي في 9 أيلول/سبتمبر، وكان غامضاً بصورة مستمرة عند حديثه عن أعضاء "المجلس". وفي 21 آذار/مارس، ادّعى أن "العديد من أبناء القبائل انضموا إلى «مجلس دير الزور العسكري»" دون أن يذكر أي أسماء. وفي 10 أيلول/سبتمبر، وصف مجدداً مقاتليه بأنهم من عشائر المحافظات، ليدّعي لاحقاً أنهم ينتمون إلى قبائل الجبور والعقيدات والمعامرة والمشاهدة. ويأتي مقاتلون آخرون من جماعات المعارضة المرتبطة بلواء المظلة "قوات النخبة" المنسوبة إلى أحمد الجربا. وفي 25 آب/أغسطس، انضم سبعة من فصائله إلى «مجلس دير الزور العسكري»، وخاصة أعضاء من «تجمع شباب البكارة» و«الشعيطات». ويدّعي الآن أبو خولة أن عدد مقاتليه الإجمالي يبلغ 4 آلاف شخص".

أهداف الحملة الحالية:

تذكر المقالة أن حملة دير الزور المسماة "عاصفة الجزيرة" تهدف إلى الاستيلاء على وادي الخابور شرق دير الزور، وأن المتحدث باسم البنتاغون أشار بشكل خاص إلى أن «مجلس دير الزور العسكري» لن يدخل إلى المدينة. "غير أن قوات أبو خولة استولت على المنطقة الصناعية في الضواحي الشمالية الشرقية لدير الزور في 10 أيلول/سبتمبر، ثم استولت على محطة كهرباء ومصنع للسكر في وقت يقرب من 16 أيلول/سبتمبر.

وفي 21 أيلول/سبتمبر، صرّح قائلاً "لقد وضعنا خططاً لتحرير الضفاف الشرقية وصولاً إلى الحدود العراقية-السورية".

ويتساءل الكاتب : " لا يزال من غير الواضح كيف سيشعر سكان محافظة دير الزور حول تولي قادة مثل أبو خولة مسؤولية مجتمعاتهم. وعلى الرغم أنه من المستحيل التأكد من صحة الإدعاءات الكثيرة الموجهة ضده، فمن المرجّح أن يصدقها السكان المحليون، وربما تُحفز البعض منهم على الاعتراض بشدة على وجود «مجلس دير الزور العسكري». وكبديل، قد يقرروا التغاضي عن روابطه مع "تنظيم الدولة" إذا كان باستطاعته إعادة فرض القليل من النظام وتوفير الخدمات الحيوية".

وبعد الحديث عن سباق بين مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" ونظام الأسد على منابع الطاقة في محافظة دير الزور خرج الكاتب باستنتاج شبيه بالتوصيات التي تقدمها مراكز الدراسات في العادة، قائلاً : "في الوقت الذي أصبح فيه "تنظيم الدولة" على شفير الانهيار، تسعى واشنطن إلى منع ظهور خلف محتمل. وسيتطلب ذلك اتخاذ تدابير توفر التهدئة وتُجنّب اندلاع أي اشتباك كبير بين النظام و«قوات سوريا الديمقراطية»، فضلاً عن فرض تدابير للسيطرة على الحدود مع العراق. كما يجب على واشنطن أن تراقب أبو خولة عن كثب لمنع قواته من إبعاد السوريين في المناطق المحررة. وإلا، فإن الحرب ضد "تنظيم الدولة" ستُستبدل بصراع جديد، الأمر الذي يهدّد المكاسب التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية بالتوازي مع زيادة التوترات الأمريكية-الروسية".