الأثنين 2017/09/11

هذه الصور ليست قصوراً… اليونيسيف تغدق أموالها على مدارس النظام وتحرم (المحرر)

ساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) التابع لمنظمة “اليونيسيف” العالمية في بناء وترميم عشرات المدارس وتحويلها إلى ما يشبه القصور في مناطق سيطرة نظام الأسد بحلب، فيما يقتصر دعمها للمدارس والمجمعات التربوية في ريف حلب ومحافظة إدلب على تقديم القرطاسية فقط، وتجاهل مئات المدارس المدمرة بفعل الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الحربية التابعة للنظام وللاحتلال الروسي على معظم مدارس المنطقة.

وقالت “مديرية التربية التابعة” التابعة لنظام الأسد في حلب، إنها قامت ببناء عدد كبير من المدارس وترميم بعضها في عدد من أحياء مدينة حلب، ومن بينها أحياء (الحمدانية والإسماعيلية والمشارقة والعزيزية والشهباء)، رغم عدم تعرض تلك الأحياء للضرر أو القصف طيلة السنوات الماضية، مؤكدةً أن منظمة اليونيسيف تقوم بدعم دائرة الأبنية المدرسية التابعة للمديرية، لقاء تنفيذ تلك المشاريع.

وأظهرت الصور تجهيز تلك المدارس وتحويلها إلى أماكن فخمة جداً يتوفر فيها جميع ما يلزم الطفل لمساعدته على الدراسة، ورسم لوحات فنية على جدران المدارس وفِي مداخلها الأمامية.

ويأتي هذا في الوقت الذي يعاني فيه الأطفال والمعلمين من صعوبات كبيرة خلال الموسم الدراسي، نظراً إلى عدم وجود الإمكانيات التي تمكنهم من إعادة ترميم مئات المدارس التي دمرتها طائرات الأسد والاحتلال الروسي، حيث يجبر آلاف الأطفال في ريف حلب على اللجوء للأقبية والمنازل لمتابعة تعليمهم فيها، بينما يتلقى مئات الأطفال التعليم في العراء وبين الأشجار في الأراضي الزراعية.

من جانبه، قال الأستاذ “عمر ليلى” مدير (برنامج إدارة) في “مديرية التربية الحرة” بحلب، أن برنامج إدارة يقدم مبلغ 100 دولار أمريكي لكل موظف في مديرية التربية والمجمعات التربوية وما يقارب 400 مدرسة في المنطقة، بينما تقدم باقي الجمعيات والمنظمات دعم لبعض المدارس في ريف حلب بمبالغ مختلفة، حيث تختلف مصادر الدعم المقدم من تلك المنظمات، مشيراً إلى نسبة 75 في المئة من المدارس التابعة لمديرية التربية في المناطق المحررة تحصل على الدعم من برنامج إدارة التابع لوزارة التنمية الخارجية البريطانية والاتحاد الأوروبي.

وأكد “ليلى” لـ “كلنا شركاء”، أن “اليونسيف تدفع مبلغ 500 دولار لكل مدرّس يقوم بتعليم الأطفال في المدارس الموجودة بمناطق سيطرة نظام بشار الأسد في حلب، فيما لا يصل إلى المناطق المحررة إلا جزء بسيط من الدعم المقدم للمدارس ومديرية التربية، نظراً إلى أن المنظمات التي تقوم بتنفيذ المشاريع التعليمية في الداخل السوري، تتقاضى نسبة 40 في المئة من قيمة العقد الأساسي المبرم مع الجهات الداعمة لقاء تنفيذ تلك المشاريع”، مشيراً إلى أن “اليونسيف قدم للهلال الأحمر السوري، خلال العام الماضي شاحنات تحوي كميات من القرطاسية لتوزيعها على المدارس في ريف حلب فقط”.

وأضاف “الجمعيات والمنظمات قاموا بترميم عدد من المدارس، ولم تقدم اليونيسف أي دعم مالي لقاء ترميم المدارس المدمرة”، مؤكداً أن “نظام الاسد دمر أكثر من 60% من المدارس في المناطق المحررة، حيث يتم تعليم الأطفال في المنازل والأقبية التي لا تصلح لهذه الأمور”.

وتعرضت عشرات المدارس في المناطق المحررة بريف حلب لقصف عنيف، ودمر عدد كبير منها، دون أن تشارك اليونيسيف في أي أعمال تذكر لترميم أو دعم العملية التعليمية في المناطق المحررة بريف حلب ومحافظة إدلب، في الوقت الذي كانت قوات النظام تستعمل خيم اليونيسيف في أعمالها العسكرية وأظهرت عشرات الصور ذلك.