الخميس 2016/02/18

تقدم الوحدات الكردية في الشمال السوري والموقف الروسي من القصف التركي على الأكراد

الجزء الأول : تقدم الوحدات الكردية في الشمال السوري

مقدمة : سيطر كل من "جيش الثوار" و"الوحدات الكردية" تحت مظلة ما تُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، على كامل "مطار منغ العسكري" وقرية "منغ" المجاورة، بعد اشتباكات عنيفة دارت مع الفصائل المقاتلة، تزامنت مع أكثر من أربعين غارة بالصواريخ الفراغية، شنتها طائرات "العدوان الروسي" على مواقع الفصائل في المطار.

كما استولت قوات سوريا الديمقراطية على مدينة تل رفعت، إحدى أهم مواقع المعارضة السورية المسلحة في المنطقة.

وسيطرت على بلدة كفرنايا وقرية الشيخ هلال في ريف حلب الشمالي لتصبح بذلك على بعد أربعة كيلومترات من مدينة تل رفعت، التي تقع جنوب مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا بريف حلب الشمالي (شمالي سوريا) قبل أن تستولي على أجزاء كبيرة منها لاحقا.

كما سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة على بلدة عين دقنة لتقطع بذلك الطريق الرئيسي الممتد إلى الشمال من تل رفعت إلى إعزاز وبلدة كفر ناصح جنوب شرقي تل رفعت التي قالت مصادر من الثوار إنها أصبحت مدمرة بشكل شبه كامل نتيجة القصف الروسي عليها.

وقالت المصادر ذاتها لوكالة الأناضول، إن الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات المعارضة استمرت ثلاثة أيام، قامت المقاتلات الروسية خلالها بمساندة الوحدات في تقدمها إلى داخل المدينة.

ويشكل فقدان مدينة تل رفعت نكسة جديدة للفصائل المعارضة التي ما تزال تسيطر على مارع الواقعة شرق تل رفعت، وكذلك على مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا.

الجزء الثاني : واشنطن تدعو الاكراد إلى الانسحاب من مطار منغ وتحذرهم من إحداث توتر مع تركيا

مقدمة : قالتِ الخارجيةُ الأمريكية، إنَّها وجَّهت نداءً إلى مليشياتِ وحداتِ الحمايةِ الكرديةِ بضرورةِ الابتعادِ عن أيِّ تحركٍ من شأنه إحداثُ توترٍ مع تركيا وقواتِ المعارضةِ السورية.

و أكَّدَ المتحدثُ الرسميُّ باسمِ الخارجيةِ الأمريكيةِ "مارك تونِرْ" أنَّ الهجَماتِ التي تشنُّها الوحداتُ الكرديةُ في مدينة إعزاز شمالَ حلب " تُلحِقُ الضررَ" بحسَبِ تعبيره.

وأشارَ المتحدثُ الأمريكيُّ إلى أنَّ تركيا عضوٌ في حلفِ شَمالِ الأطلسي، مبيناً الدورَ المهمَّ الذي تؤدّيه في عملياتِ مكافحةِ تنظيمِ الدولة.

ودعا تونِرْ المليشياتِ الكرديةَ إلى ضرورةِ الانسحابِ من مطار منّغ في ريفِ حلبَ الشَّمالي الذي سيطرت عليه قبلَ أيامٍ.

وكانت الوحداتُ الكرديةُ التابعةُ لحزب الاتحاد الديمقراطي بدأت الأسبوعَ الماضي، عمليةً عسكريةً بريفِ حلبَ الشَّمالي، ضدَّ فصائلِ المعارضةِ السورية، مستغلّةً انشغالَ المعارضةِ بالتصدِّي لقواتِ النظامِ والميليشيات الطائفية المواليةِ لها.

الجزء الثالث : سفير النظام السوري في الأمم المتحدة "البي واي دي يتلقى دعماً منا"

مقدمة : أفاد مندوبُ النظامِ السوريّ في الأممِ المتحدةِ "بشار الجعفري"، أنَّ الولاياتِ المتحدةَ الأمريكيةَ وروسيا والنظامَ السوريَّ يدعمون حزبَ الاتحادِ الديمقراطيّ الكرديّ وجناحَه المسلَّحَ "بي. بي. كي".

وقال الجعفري إن هذه المجموعةَ الكرديةَ المدعومةَ من قِبَلِ الإدارةِ الأمريكيةِ تتلقى الدعمَ بنفس الوقتِ من النظامِ السوريِّ.

إلى ذلك.. تجنَّبَ الجعفري الردَّ على سؤالِ أحدِ الصَّحفيينَ حولَ أسبابِ عدمِ مشاركةِ "ب. ي. د" إلى جانبِ النظامِ في المفاوضات، قائلاً " لن آخُذَ سؤالَكَ على مَحمَلِ الجِدّ. يُذكَرُ أنَّ حزبَ الاتحادِ الديمقراطيّ الكرديّ يسوِّقُ نفسَه دَولياً بأنه معارضٌ لنظامِ الأسد، بينما يتلقَّى هذا الحزبُ دعماً جوّياً من روسيا حليفِ الأسد ، وقد اعترفَ رأسُ النظامِ في تصريحٍ سابق بأنَّ نظامَه درَّبَ عناصرَ من الحزب وأمدَّه بالسلاحِ والذخيرة.

الجزء الرابع : الموقف الروسي من القصف التركي على الأكراد

مقدمة : قالت روسيا إن القصف المدفعي التركي على شمال سوريا فوضى مطلقة ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن تركيا تقصف مناطق عبر حدودها مع سوريا وتنقل أموالا وأشخاصا وإمدادات هناك.

وفي نيويورك ناقش مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة الثلاثاء طلبًا روسيًّا لبحث استهداف تركيا مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وأعرب خلالها أعضاؤه عن قلقهم من القصف، بحسب رئيس الدورة الحالية للمجلس الفنزويلي رفائيل راميريز كارينو.

وقال كارينو إن دول المجلس الـ15 أعربت "عن مستويات متفاوتة من القلق، لكن الجميع اتفق على انتقاد عمليات القصف التركية
من جهته، قال فلاديمير سافرونكوف نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة للصحفيين إن بلاده تدعو دول المجلس للعمل على وقف ما وصفه بالنشاط التركي غير المقبول.

وبدوره، انتقد مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت انعقاد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن قصف القوات التركية مواقع منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي.

وقال في تصريحات للصحفيين في نيويورك "يبدو إلى حد كبير أن روسيا تحاول تغيير الموضوع، وبدلا من الحديث عن سوريا نتحدث عن اليمن أو عن تركيا".

الجزء الخامس : الموقف التركي

قال رئيسُ الوزراءِ التركيّ، أحمد داود أوغلو، إنَّ قواتِ بلادِه، قصَفَت، المناطقَ القريبةَ من مدينةِ أعزاز شمال حلب، رداً على نيرانٍ صدَرَت من هناك، وفقاً لقواعدِ الاشتباك، مشيراً إلى أنَّ التطوراتِ في سوريا تهدِّدُ أمنَ تركيا القوميّ.وفق تعبيره.‎‎

وأشار داود أوغلو إلى أن وحداتِ حمايةِ الشعبِ تعتبر امتداداً للنظام السوري، وهي تتعاون مع روسيا في قصفِ المدنيين.

وأكَّد تصميمَ بلادِه على حمايةِ حدودها، وحمايةِ اللاجئين المتوجِّهينَ نحوَ أراضيها، وكذلك حماية المعارضة، التي تقاتلُ ضدَّ كلٍّ من النظامِ السوريِّ،
والتنظيماتِ الإرهابيةِ. بحسَبِ وصفِه. وأكَّد داود أوغلو أنه أبلغ جو بايدن نائبَ الرئيسِ الأميركيّ بأن أنقرةَ ستَّتخِذُ كلَّ التدابير، لتأمينِ الأجواء ، على
طولِ الشريطِ الحدوديِّ، لتكون المنطقةُ خاليةً من تنظيمِ الدولة ، وقواتِ النظام، ووحداتِ حمايةِ الشعب الكردية.

وحذَّرَ داود أوغلو، من حصارِ حلبَ، والتهديدِ باحتلالِها، وشدَّد على ضرورةِ ابتعادِ وحدات حماية الشعب الكردية، عن أعزاز ومحيطها، وقال.. نحن لن نسمحَ لها بالاقتراب حتى إلى ضواحيها، وهدَّدَ المليشياتِ الكرديةَ من محاولة إغلاقِ الممرِّ بين تركيا وحلب، وألا تقَعَ في ما سماه هَوَسَ استخدامِ مطارِ منِّغْ ضدَّ تركيا أو المعارضةِ السورية، وأكَّدَ رئيسُ الوزراءِ التركيّ أنَّ مطارَ منغ سيتمُّ إفراغُهُ، وأنه أبلغ جو بايدن بهذا الأمر.

ومن جهته قال نائبُ رئيسِ الوزراءِ التركيّ يالجين أقدوغان اليومَ الأربعاءَ إنَّ أنقرةَ تريد منطقةً آمنةً بعمق عشَرةِ كيلومترات داخلَ سوريا على حدودِ تركيا الجَنوبية تشمَلُ مدينةَ أعزاز.

وقال أقدوغان في مقابلةٍ تلفزيونيةٍ .. ما نريده هو إقامة شريطٍ أمنيٍّ يشمَلُ أعزاز بعمقِ عشَرةِ كيلومترات داخلَ سوريا ، وهذه المنطقةُ يجبُ أن تكونَ خاليةً من الاشتباكات.

وكان الرئيسُ التركيُّ رجب طيب أردوغان قال أمسِ إن ما سماها "العملية الوحشية" التي تقوم بها روسيا والنظام السوري في شمال سوريا، تهدف إلى شقِّ ممرٍّ للمقاتلينَ الأكرادِ.

وقال أردوغان في مؤتمرٍ صَحَفيٍّ بأنقرة .. أودُّ أن أخاطِبَ حلفاءَنا الغربيين مرةً أخرى، الوحَداتُ الكرديةُ وحزبُ الاتحادِ الديمقراطيّ هما منظَّمتانِ إرهابيتان، ولن يغفرَ التاريخُ لمن ساعدَهما على تشكيلِ هذه البُنية.