الثلاثاء 2018/01/02

“الدور الإيراني في الملف السوري وتأثيره على داخلها”

المقدمة :

دعم كبير قدمته السلطة الإيرانية لنظام الأسد بغية قمع الثورة ليس حباً به ولكن طمعاً بمصالح لها وتنفيذاً لمشروع تروج له منذ عشرات السنين، هذا الدعم لم يقتصر على مجال دون آخر فقد تجلى بجميع الصور والأشكال سياسياً وعسكرياً وأمنياً فإيران التي بدأت بتقديم الدعم الأمني والاستشاري للنظام لم تتمنع عن الغوص في وحول قمع الثورة السورية عبر ميليشياتها العابرة للحدود وعلى رأسها مليشيا حزب الله اللبناني الذي وقف جنباً إلى جنب مع بقايا قوات الأسد في قمع تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة وعندما توسعت دائرة الثورة وقوي عودُها زجَّت إيران ميليشياتِها المختلفة في عموم الساحة السورية وصعَّدَت من دعمها العسكري، حتى رأينا المدعو قاسم سليماني القيادي بالحرس الثوري الإيراني في مختلف الجبهات مشرفاً على القتال بنفسه بمشهد أثار حفيظة السوريين وكثيراً من العرب هذا المشهد الذي أرادت إيران تكريسه والقول من خلاله إن الإمبراطورية الفارسية عادت من جديد كلفها الكثير دماً ومالاً في بلد هو أصلاً محاصرٌ اقتصادياً وخاضعٌ لضغوطٍ لا عدَّ لها ولا حصر، فإيران التي بالغت كثيراً في لعبة التمدد والتوسع تعوم على بحر من الاستياء والرفض الشعبي لهذه السياسة كما يرى مراقبون ما أدى إلى انفجار الوضع مؤخراً فيها بحراك شعبي كانت إحدى مطالبه كفَّ إيران يدها خارجياً وخاصة في سوريا والالتفاتَ إلى الوضع الداخلي الذي يرى الإيرانيون أنه في أسوأ أحواله.