الثلاثاء 2018/03/20

هل سيسكت ترامب على استخدام الأسد المتكرر للسلاح الكيماوي؟

 كتب المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» جوش روغين مقالا تساءل فيه عن الموقف الأمريكي من مسألة استخدام غاز الكلور في الحرب السورية. وقال إن إدارة دونالد ترامب أكدت أنها لن تتسامح مع الهجمات الكيميائية لنظام  الأسد والجماعات الداعمة له. ورغم التقارير المتكررة عن استخدام غاز الكلور والتقارير الموثوقة عن استخدام غاز الأعصاب، السارين إلا أنه لا توجد خطط لوقف كل هذا بشكل يدعو للشك في مصداقية الولايات المتحدة.

وتحدث الكاتب عن دعوات مستشار الأمن القومي أتش ار ماكمستر الأسبوع الماضي الذي قال إن على روسيا وطهران دفع الثمن السياسي والاقتصادي جراء دعمها لنظام الأسد. وقال: «على كل الدول المتحضرة أن تحاسب إيران وروسيا للدور الذي أدّتاه في دعم الجرائم وإطالة المعاناة الإنسانية»، حيث كان يتحدث في متحف الهولوكوست التذكاري بواشنطن. وقال أيضاً: «على الأسد أن لا يفر من العقاب على جرائمه ولا من يدعمونه».

ويقول روغين إن النظام يمارس أفظع جرائمه في الغوطة الشرقية التي حاصر فيها أكثر من 400.000 شخص بدعم من الميليشيات التي ترعاها إيران وغطاء جوي روسي، وعادة ما تنشر القنابل الغاز الفتاك.

ووصف المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الغوطة الشرقية بأنها «مركز المعاناة». ولا يعرف إن كان لدى ترامب خطة للرد مع أن سفيرته في الأمم المتحدة نيكي هيلي هددت الأسبوع الماضي قائلة إن الرئيس سيرد كما فعل في نيسان (إبريل) 2017 حالة استمر الأسد باستخدام السلاح الكيميائي. وحاول الدبلوماسيون حول العالم تحليل تهديدات هيلي ومدى مصداقيتها حيث هدد رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري جيراسيموقف بأن روسيا سترد هذه المرة.

واستدعى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف السفير الأمريكي في موسكو جون هانتسمان وحمله الرسالة نفسها. وحصلت هيلي على إذن من المؤسسات الحاكمة قبل أن تطلق تهديداتها مع أن قراراً لم يتخذ بعد على المستوى العسكري. فالبنتاغون لا تحبذ مثلاً هجمات على الأسد قرب دمشق مع أن وزير الدفاع جيمس ماتيس حذر الأسد قائلاً إنه من «غير الحكمة» مواصلة استخدام السلاح الكيميائي. أما ريكس تيلرسون، وزير الخارجية السابق فقد حبذ التفاوض مع روسيا. ولا نعرف موقف ترامب.

وقبل أن تضرب عسكرياً، على إدارة ترامب بناء حالة قوية لاستخدام الغاز الكيماوي وهو أمر صعب في ظل الفوضى على الأرض. فمع أن قوات الدفاع المدني «الخوذ البيض» والأطباء السوريين جمعوا عينات كثيرة إلا أن التأكد من صحتها يحتاج لأشهر. وقال مايك بومبيو، مدير سي آي إيه والمرشح للخارجية «لدينا معايير عالية للتأكد من ما جرى.. ولهذا فيجب أن يكون ردنا مناسباً على التهديد». وهذا يعني البحث عن طرق أخرى، ومن هنا يقوم فريق هيلي بالتفاوض من أجل وقف إطلاق نار جديد ومراقبة استخدام السلاح الكيميائي. ففي عام 2013 أدى تدخل روسيا لوقف الهجوم الأمريكي من خلال تخلي النظام عن ترسانته.

ويشير الكاتب إلى تقرير نشره متحف الهولوكوست في واشنطن الأسبوع الماضي دعا فيه لحماية المدنيين وزيادة الضغط على إيران وروسيا وتأمين الدعم الإنساني ودعم منظمات المجتمع المدني في المناطق المحررة ومحاسبة مجرمي الحرب. وأصدر الكونغرس قرار «قيصر» الذي فرض عقوبات على نظام الأسد ودعا لوقف وصول السلاح له. وأطلق على اسم المصور السوري الذي وثق وهرب أكثر من 55.000 صورة عن ضحايا التعذيب في سجون الأسد.

ويفضل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بوب كوركر تشريعاً يركز على التحقيق في جرائم الحرب. ولم يصدر عن إدارة ترامب ما يشي أنها تدعم العقوبات أو التحقيق في جرائم. ويحذر الكاتب أنه لم لو يحدث شيء قبل سقوط الغوطة فستكون تصريحات هيلي وماكمستر نوعا من العبث.

ونقل عن المعارض السوري هادي البحرة قوله إن الأسد «يتحدى إرادة وجدية إدارة ترامب» و «طالما ظل النظام يقصف بدون تداعيات فلن يجلس على طاولة المفاوضات». ويرى الكاتب أن استمرار هذا الوضع سيشجع عدداً من الأنظمة الأخرى مثل كوريا الشمالية. وقال إن استمرار الجرائم وعدم حماية المدنيين يعني استمرار تدفق اللاجئين وصعود التطرف وديمومة الحرب.