الأثنين 2018/04/02

واشنطن بوست: هل يشنّ ترامب حرباً جديدة بعد أن اكتمل عقد الصقور في إدارته ؟

منذ أن عين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جون بولتون مستشارا للأمن القومي، وسبقه بإقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وتعيين مايك بومبيو خلفا له، والأحاديث داخل مؤسسات السياسة الخارجية تنصب حول ما إذا كان ترامب سيشن حربا جديدة.

فمعروف عن بولتون أنه واحد من صقور الولايات المتحدة، ومن الذين يؤيدون الضربة الاستباقية ضد كل من إيران وكوريا الشمالية، فهل سيشن ترامب حربا جديدة بعد أن اكتمل عقد الصقور في إدارته؟

هذا سؤال طرحه الكاتب الأمريكي جاكسون ديهل، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، وقال: "في السنة الأولى من توليه الرئاسة كان ترامب متشككا من المشاريع العسكرية الأمريكية، وتعهد قبل أيام بالانسحاب من سوريا، كما إنه يعتزم خفض عدد القوات في أفغانستان" .

الأكثر من ذلك، يقول الكاتب، أن أي تحرك من جانب ترامب لشن هجوم غير مسوغ على إيران أو كوريا الشمالية سيواجه بمعارضة من حلفاء الولايات المتحدة، والكونغرس، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، وقادة في "البنتاغون"، وعلى الأرجح من القاعدة السياسية الخاصة لترامب التي اعتادت تشجيع لهجته حول الحروب غير المجدية.

كما إن الحرب ستمثل مسارا مغايرا للدبلوماسية التي ينتهجها ترامب، وهي دبلوماسية ناشئة تعتمد على الإرهاق والخداع ثم التوصل إلى اتفاق، وهو ما حدث مع كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، التي علقت على اتفاقية التجارة الحرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي.

واعتبرت كوريا الجنوبية أن الاتفاقية "فظيعة"، لكنها قبلت بالتعديل عليها، وهو ما يحاول أن يفعله ترامب مع إيران، فبينما يهدد بتمزيق الاتفاق النووي معها، فإن دبلوماسييه يضغطون بهدوء على الحكومات الأوروبية للموافقات على إجراء مزيد من التعديلات عليها.

الخطر الحقيقي لا يكمن في أن ترامب سيختار طريق الحرب، كما يقول الكاتب، فهو حتما سيتعثر ولن يتمكن من شنها، وإنما الخوف من أن يقدم الرئيس الأمريكي على أعمال متهورة غير مرتبطة بأي استراتيجية.

وبرأي الكاتب، فإن مايو المقبل سيكون حاسما بالنسبة إلى إيران وكوريا الشمالية، فعلى ترامب أن يتخذ قرارا حيال طهران، إضافة للقاء القمة الذي من المقرر أن يجمعه بالزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، نهاية الشهر ذاته.

وإذا قبل كيم بصفقة على غرار الصفقة الإيرانية، أو وعد بنزع السلاح النووي، فإنه سيتناقض مع طرح جون بولتون، صاحب نظرية الضربة الاستباقية، ليبقى السؤال الأكثر إثارة لماذا تم تعيين بولتون إذن؟

وإذا قرر بولتون دفع ترامب لتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، أو توبيخ كيم، فإنه سيخلق أزمتين ويسلم المبادرة لأعداء أمريكا، فالإيرانيون سيكونون سعيدين جدا، بحسب الكاتب.

فطهران تشعر بخيبة أمل بسبب الاتفاق النووي، كما إن الشركات الأوروبية لم تدخل لسوق الاستثمار، في حين أن النظام يواجه أزمة الاضطرابات.

ومن ثم فإن إلغاء ترامب للاتفاق النووي سيعني انقساما بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين، وأي تفكير بشن حرب على إيران سيعني أن طهران ستستخدم مليشياتها في العراق وسوريا لقتال القوات الأمريكية هناك، إضافة إلى أن إيران يمكن أن تعاود تخصيب اليورانيوم.

ومن الواضح جدا أن ترامب لم يفكر كثيرا بالخطوة التالية بعد تمزيق الاتفاق النووي مع إيران، فهو لا يملك أي استراتيجية لاحتواء الرد الإيراني العدواني، لكن ربما سيدفع بولتون، ومعه السعودية والإمارات وإسرائيل، ترامب إلى خوض تجربة الحرب مع إيران.

ويمكن أن يحدث شيء مماثل مع كوريا الشمالية إذا فشل ترامب بفرض شروطه على كيم، وأيضا لا يبدو أن لدى الرئيس الأمريكي خطة، ما عدا ما سبق أن أعلنه بولتون عن قصف كوريا الشمالية ثم إرسال قوات أمريكية لاحتلالها.

ويختم الكاتب مقاله: "يمكن أن يتجنب ترامب كل هذه السيناريوهات المزعجة من خلال القبول بعرض أوروبا بشأن إيران، أو أن يمنح المزيد من الوقت للمفاوضات، وأيضا يمكن أن يتوصل إلى اتفاقية مهمة مع كيم، وينهي من خلالها سنوات طويلة من القطيعة، لكن أيضا عليه أن يعمل على شراء الوقت ".