الجمعة 2018/07/27

هل ننتظر فيديو بيع “السبايا الدرزيات” في أسواق تنظيم الدولة؟

تعرّضت نظرية "النظام حامي الأقليات" وأن الأقليات تعيش حالة رعب من الأكثرية "العربية السنّيّة" في سوريا، إلى هزّة شديدة كادت تقضي عليها تماماً، وبالتالي لا بدّ من هزّة شديدة مماثلة تعيد تثبيتها، فالنظام يستمد شرعية وجوده واستمرار بقائه في السلطة منها، والنظرية تشفع له كل جرائمه وانتهاكاته التي ارتكبها على مدى العقود الماضية.

فوجئ النظام بردّة فعل أبناء جبل العرب في محافظة السويداء على النكبة التي حلّت بجيرانهم في سهل حوران، وقيام عناصر قوات النظام والميليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية والعراقية بعمليات سلب ونهب وتعفيش واسعة لممتلكات السكان المدنيين الذين فرّوا من منازلهم، فقد أفتت "مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين" الدروز في السويداء في البيان الصادر عن دار الطائفة تحرّم فيه "مشيخة العقل تناول وبيع أو شراء أو الإتجار بهذه البضائع المسروقة تحريماً مطلقاً، هو من المال الحرام المهلك لصاحبه"، كما حرّمت حركة "رجال الكرامة" هذه الظاهرة، وكانت الاستجابة الشعبية لهذه الدعوات عالية، أغلق السكان محلات وأحرقوا سيارات كانت تبيع هذه المسروقات.

سبق ذلك رفض أهالي ريف السويداء الغربي أن تكون أراضيهم نقطة انطلاق قوات الأسد والميليشيات للاعتداء على درعا، وخرجوا بالمئات مدنيين ومسلّحين على الطرقات العامة رافضين السماح للقوات المهاجمة المرور عبر مناطقهم.

وبسبب إغلاق الأردن حدوده بوجه النازحين لجأ العدد الأكبر منهم للانتقال شرقاً وغرباً، وفتح أهل السويداء كما أهل القنيطرة بيوتهم واستقبلوا النازحين من درعا.

كان لا بد للنظام أن يتدارك هذا الأمر بسرعة فشرعيته على المحكّ الآن، ولا بد من عمل وحشي يسبب صدمة قوية لأهل السويداء ويعيدهم للخضوع للنظام في نظريته كحامٍ لهم، وتخويفهم من هذا التسرّب الحاصل إليهم من درعا، الذي سيجلب لهم "الإرهابيين" المتسلّلين بين المدنيين.

وسائل النظام معروفة ومتكررة، فعلها سابقاً مع الآشوريات في منطقة الخابور، وفعلها مع الإيزيديات المختطفات في سوريا والعراق، سيقوم عناصر تنظيم الدولة صنيعة المخابرات السورية ببث مقاطع فيديو يبيع فيها عناصرُه هؤلاء النساء المخطوفات، سيفعلها النظام قبيل معركة إدلب وجبال الساحل القادمة، سيكون هناك هجوم على قرى علويّة تختطف فيها النساء والأطفال ويتم عرضهم للبيع لتكتمل دائرة خوف الأقليات، وليحاول النظام إعادتهم إلى جبهة واحدة مقابل الأكثرية السنّية المتوحّشة التي صارت كلها تنظيم الدولة حسب تصنيف النظام. ما لم تعلن استسلامها وخضوعها له كما كان الأمر قبل 2011.

هل سيكسر دروز السويداء هذه النظرية العنصرية، ويفهموا لعبة النظام القذرة، وأنها عقوبة منه لهم في عدم التعاون معه في حربه على درعا؟ ، النظام لا يقبل بالحياد في حربه النازية هذه، فكيف بالتعاطف مع من يعتبرهم إرهابيين؟