الأحد 2018/03/11

نظام الأسد يصفع المليشيات الكردية في عفرين

ما حصل بعفرين بين نظام الأسد والميليشيات الكردية هي صفقة ضحك فيها النظام ومن خلفه إيران على مليشيات "ب ي د" .. كيف ولماذا؟ فهذا تكشفه الوقائع والتطورات على الأرض.

بعد بدء عملية غصن الزيتون التي تقودها تركيا لدعم الجيش السوري الحر لتحرير مدينة عفرين من المليشيات الكردية الانفصالية، لجأت تلك المليشيات لنظام الأسد وطلبت منه الدعم العسكري، وذلك بعد فشلها بالضغط على أمريكا لإيقاف "غصن الزيتون".

قوات النظام وجدت بذلك الطلب فرصة سانحة لتضرب من خلاله عصفورين بحجر واحد؛ الأول تسيطر من خلاله على المناطق التي تحت قبضة الأكراد داخل مدينة حلب (الشيخ مقصود والأشرفية والحيدرية والهلك) حيث طلبت خروج القوات الكردية من تلك المناطق لتدخل مدينة عفرين، وهذا ما حصل وسيطرت على تلك المناطق دون قتال، وحتى حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية الذي لم يشمله الاتفاق، بقي فيه قوات كردية قليلة لا تكفي للسيطرة عليه.

أما العصفور الثاني فكان عن طريق القوات التي أتت لعفرين، فتلك القوات دخلت على ثلاث دفعات بسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات لا تكفي لإيقاف تقدم قوات غصن الزينون، والنظام لم يحرك ساكنا ولم يرد حتى بعد قصفها من الطائرات التركية، تلك القوات هي عبارة عن مليشيات إيرانية دخلت لعفرين بهدف حماية نبل والزهراء الشيعيتين وليس للوقوف مع القوات الكردية، فالنظام يعلم أنه لن يقدم شيئاً لمليشيات "ب ي د" وليس لديه القوة على ذلك، والمسألة أكبر منه، وفيها تفاهمات دولية.

إذاً .. ما حصل أن النظام أخذ المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الكردية بحلب المدينة، ودفع بقوات شيعية لحماية نبل والزهراء موهماً المليشيات الكردية أنه جاء لمساعدتها على حماية عفرين، ويذلك يكون النظام وجَّه صفعة أخرى للقوات الكردية ستكون سبباً بزعزعة تلك العلاقة المهتزة أساساً، والقائمة على المصالح المشتركة بين الطرفين مجسدة مقولة "لا يوجد صديق دائم بل يوجد مصلحة دائمة"، وهذا ما ينذر بمزيد من التوتر والاشتباكات بين النظام والقوات الكردية بمناطق التماس بدير الزور والحسكة والقامشلي.