الأثنين 2018/07/16

مهاجرو فرنسا يهدونها “كأس العالم”..هل وصلت الفكرة؟

للمرة الثانية في تاريخها رفعت فرنسا كأس العالم للمرة الثانية ( المرة الأولى عام 1998 ) في تاريخها بعد فوزها برباعية على المنتخب الكرواتي.

ما يميز هذه النسخة من الفريق الأول الفرنسي هو نسبة اللاعبين المشاركين فيه من أصول مهاجرة غير فرنسية، إذ يشكل أبناء المهاجرين فيه نسبة 73% من مجموع الفريق، بواقع 17 لاعباً من أصول أفريقية أو عربية، يمثلون دولة تحتضن الملايين من أصول مهاجرة.

الصورة في فرنسا اليوم ربما تعطي درساً للاتجاهات والأحزاب التي ما فتئت تحارب نموذج الهجرة، وترفض دمج "تفوقها النوعي" بثقافة العابرين للحدود والقارات. فإنجاز المهاجرين مع المنتخب الفرنسي يأتي في وقت تتزايد فيه الحركات والمذاهب التي تحارب الهجرة، بقيادة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" واليمين المتطرف في إيطاليا وألمانيا والنمسا وفرنسا.

كيليان مبابي ( ابن لمهاجر كاميروني وأم جزائرية )، وبول بوغبا (ذو أصول غينية) ونغولو كانتي ( أصوله من مالي) وصامويل أومتيتي (من الكاميرون).. أسماء ساهمت في حيازة فرنسا على مجد كروي له امتدادات سياسية واقتصادية لبلادهم الجديدة. هم يعيدون في 2018 ما حققه النجم ذو الأصول الجزائرية "زين الدين زيدان" قبل 20 عاماً في 1998، ويثبتون من جديد أن المهاجرين ليسوا عبئاً على مجتمعات اللجوء، وليسوا مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة أو رابعة. أعطى مهاجرو فرنسا درساً جديداً في قدرات بشر لم يجدوا في أوطانهم فرصة للعيش الكريم وتقديم الأفضل، فبدؤوا في مهاجرهم حياة جديدة مليئة بالعطاء والتفاني.

"منتخب الديوك" قدم للعالم اليوم صورة حقيقية لواقع الدول التي تحترم مهاجريها، ولا تنظر إليهم نظرة دونية، ولا تطردهم أو تبقيهم في مخيمات أو مجتمعات منغلقة على نفسها. ولعل حصول فرنسا على "كأس العالم" بجهود أبناء المهاجرين يزيل شيئاً من "الفوبيا المزمنة" التي يعاني منها سياسيون جعلوا طرد المهاجرين وإبعاد اللاجئين على رأس برامجهم الانتخابية!