السبت 2018/12/15

من سيكون “رأس الحربة” في معركة أميركا ضد إيران؟

أكثر من نحو 4 سنوات على ظهور تنظيم الدولة في العراق وسوريا واستخدامه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية "فزاعة" لدول المنطقة.

مراقبون يرون أن إيران هي "بعبع" أمريكا القديم الجديد، ولاسيما بعد توغلها في العراق وتوليها دور الحاكم هناك، وفي سوريا من خلال عملها كرأس حربة بالدفاع عن بشار الأسد وتمكينه بالتعاون مع روسيا على القضاء على الثورة وإبقائه كدمية على كرسي الحكم، وتسهيل عمل طهران في نشر التشيع في سوريا لكسب مؤيدين للوجود الإيراني كهدف تكتيكي، وانتظار ظهور أجيال قادمة من الشيعة المدافعين عن نظام الملالي كهدف استراتيجي بعيد قد يستغرق عشرات السنين.

المتابع لوضع المنطقة يرى أن المشهد يوحي بصراع (عربي - إيراني) لم يكن وليد اللحظة بقدر ما هو متجذر وأزلي ولم يطفُ على السطح إلا في سنوات الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، ولكنّ أمريكا تحاول إشعاله من جديد، بهدف فتح سوق أسلحة جديد "تحلب" فيه ما تبقى في خزائن السعودية من أموال كانت ولاتزال الممول الأكبر للبنوك الأمريكية والغربية، على حساب التضييق على المواطنين السعوديين الذين يعيش بعضهم على حدود خط الفقر ولاسيما بعد القرارات الاقتصادية الجديدة والتي ترافقت مع وصول ابن سلمان لولاية العهد.

هذه الحرب قادمة "لامحالة" برأي متابعين، فمن سيكون رأس الحربة فيها؟؟

الدعم الأمريكي السعودي الإماراتي للمليشيات الكردية رغم انحسار مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سوريا يشكل نقطة استفهام عن طبيعة الدور الذي ستقوم به في المرحلة القادمة (ما بعد التنظيم)، فمع دورها كشرطي أمريكي في مناطق شرق الفرات بعيداً عن الحدود السورية التركية، يرى مراقبون أن المرحلة القادمة سيكون لها دور في إنهاء الوجود الإيراني في سوريا وقد يمتد عملها ليشمل العراق وذلك من خلال استغلال الامتداد الكردي في شمال العراق، ويعتمد المراقبون في وجهة النظر هذه على أن الأكراد أثبتوا ولاءهم وطاعتهم في تنفيذ أوامر أمريكا في كل ما طلبته، وتمكّنوا خلال فترة قصيرة من تشكيل قوة لا يستهان بها، يمكن الزج بها في محرقة الصراع ضد إيران، وتمكين الولايات المتحدة من التحكم بالمقابل المادي الذي قدّمته وستقدمه الدول التي تعتبر الوجود الإيراني يشكل خطراً على عروش ملوكها وحكامها.

مرحلة "ما بعد التنظيم" تحمل في طيّاتها خفايا ما سيدور بين الدول التي قدّمت الدعم لمحاربته في سوريا والعراق أولاً، المتمثلة بـ أمريكا وروسيا وإيران وتركيا، فالمليشيات الكردية "إرهابية" بالنسبة لتركيا، و"انفصالية" بنظر روسيا وإيران وهي نظرة نظام الأسد إليها، وجنديٌّ وفيٌّ بالنسبة لترامب، ويعوّل عليها في إطلاق شرارة معركة قادمة ضد نظام الملالي في طهران تبدأ على الأرض السورية والعراقية، ولا يعلم أحد إن كانت ستنتهي بعد نفاد ذخيرة ابن سلمان وابن زايد من المال.