الأربعاء 2017/10/11

منتخب البراميل أم “نسور قاسيون”؟

بعد خسارة منتخب نظام الأسد، أو ما يدعوه كثير من السوريين (منتخب البراميل) أمام المنتخب الأسترالي بالملحق المؤهل لبطولة كأس العالم لعام 2018، تعالت الكثير من الأصوات من مؤيدي النظام ومن بعض من هم ضده للمطالبة بفصل السياسة عن الرياضة، وأن ذلك الفريق يحمل اسم سوريا وليس النظام. وهنا يجب أن ندرس وجهتي النظر، ولنبدأ بالأخيرة.

الرياضة مفصولة عن السياسة لأن الفريق يلعب باسم سوريا وليس نظام الأسد، والعَلم الذي يُرفع هو "العَلم السوري" والنشيد كذلك، وإذا تأهل منتخب سوريا فذلك الإنجاز يسجل في سجلات الرياضة وليس السياسة والنظام سيزول ويبقى الإنجاز مسجلاً باسم سوريا، وليس النظام الزائل، لذلك نحن نشجع المنتخب السوري.

الآن دعونا نأخذ وجهة النظر التي تقول إن المنتحب يتبع لنظام الأسد وليس للدولة السورية، وهو يمثل ذلك النظام الذي قَتل شعبه بالبراميل المتفجرة لذلك اُطلق عليه اسم (منتخب البراميل).

وجهة النظر هذه تبرر كلامها بالآتي فتقول:

لو فرضنا أن السياسة مفصولة عن الرياضة فلماذا يُهدي ذلك المنتخب الفوز لبشار الأسد وليس للشعب السوري؟ ولو كانت الرياضة مفصولة عن السياسة فلماذا رئيس الاتحاد الرياضي العام لواء في الجيش؟

وهل يسمح للاعب معارض لنظام الأسد وما يقوم به بحق الشعب السوري أن يلعب بذلك المنتخب مع الاحتفاظ برأيه تجاه ذلك النظام.. ويستشهدون (أصحاب هذا الرأي)  بما حصل مع اللاعب عمر السومه الذي رفع علم الثورة في الكويت وكان معروفاً بتأييده للثورة، فلم يُسمح له باللعب في المنتخب لا هو ولا فراس الخطيب الذي يحمل نفس الرأي المعارض للنظام، إلا بعد أن عادوا لدمشق ومجّدوا النظام ورأسه بشار الأسد.

وهنا ودعماً للرأي الثاني لدي سؤال: في كل دول المؤسسات والدول الديمقراطية هناك فصل بين السلطات الثلاث وهي: التشريعية (مجلس الشعب) والتنفيذية (الشرطة) والقضائية، ولا يحق لأي سلطة أن تتدخل بعمل الثانية، فهل هذا الأمر معمول به في سوريا؟

في سوريا.. بشار الأسد هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو من يعيّن القضاة وهو أفرعُه الأمنية من تعيّن أعضاء مجلس الشعب في انتخابات أقل ما يقال عنها أنها هزلية.

فإذا كانت السلطات الثلاث بيد بشار وزبانيته فهل يعقل أن تكون الرياضة بهذا الحكم الدكتاتوري مفصولة عن السياسة ؟.

ولهؤلاء أقول: هذا النظام دكتاتوري وظالم ، سرق خيرات سوريا ثم باعها  لروسيا وإيران، وفوق كل ذلك قتل الشعب السوري وشرده في كل بقاع الأرض، ونظامٌ بهذه الصفات لن يسمح بأن تنفصل الرياضة عن سياسته الظالمة، ويكفينا مغالطةً لأنفسنا واختلاقاً للحجج والأعذار لتشجيع فريق يلعب باسم نظام الأسد وأقل ما يقال عنه أنه "منتخب البراميل"