السبت 2017/10/14

لم نحتفل بالهدف، كنا نلعب الكرة على جثث الضحايا

صورة طفل ضربته المجاعة في السودان، وأنهكت جسده النحيل التقطت عام 1994 وحصلت على جائزة بولترر، كان الطفل يزحف باتجاه مخيم للطعام يبعد عنه كيلومتر واحد، النسر الذي لا يأكل غير الجيف يقف على مقربه منه ينتظر موته ليأكله.

صورة هزّت العالم.

المصور كيفن كارتر غادر المكان بعد التقاطه للصورة، وحصل على الجائزة بعد نشرها، ومع أنه لم يعلم يقيناً ماذا حدث للطفل بعدها؟ لكنه بعد ثلاثة شهور وجد منتحراً، أنّبه ضميره، لم يقدم المساعدة للطفل، كانت الصورة همّه.

"لاعبو الكرة لا يملكون وعياً سياسياً، لم نكن ندرك هذا الكم الهائل من القتلى والضحايا للدكتاتورية على مدار 17 عاماً، لم يكن يتخيل أحد ذلك، كنا فقط نريد الذهاب إلى المونديال. لكن بمرور الوقت أدركنا مدى فداحة تلك الكارثة، وتمنينا لو أننا لم نلعب تلك المباراة".

كانت هذه كلمات "ليوناردو فيليز" لاعب منتخب التشيلي مستحضرًا ذكريات المباراة مع الاتحاد السوفييتي عام 1973 في تصفيات كأس العالم ألمانيا 1974، ومع أنها كانت مباراة هزلية، رفض السوفييت اللعب فيها على ملعب كان الديكتاتور "بينوشيه" قد حوّله إلى معتقل لآلاف من الشعب التشيلي الثائر عليه، شيء يشبه ملعب العباسيين بدمشق.

حضر جمهور قليل، خمسة عشر ألفاً، أغلبهم كانوا من أهل الضحايا، الذين لم يروا جثث أقربائهم يوماً ما، كانت الفرصة الوحيدة للاقتراب من ساحة التعذيب والموت، وتذكر صورهم وأرواحهم.

عبّر فيليز عن أسفه "شعرنا بحزن شديد لأننا نلعب الكرة على جثث الضحايا، كتمنا أحزاننا فلم نملك خيارا آخر، ودافعنا عن بلدنا".

هل كان أحد في منتخب ديكتاتور سوريا يشعر بالحزن، وبجثث مئات آلآف الضحايا؟

سجّل منتخب الديكتاتور هدفاً، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم، يستعيد فيليز ذكريات تلك اللحظة "لم نحتفل بالهدف".

نجم منتخب ديكتاتور سوريا احتفل بالهدف، سيزيد سعره قليلاً في بورصة كرة القدم، كل شيء عنده قابل للبيع والشراء.

نهائيات كأس العالم 1978 في الأرجنتين، الديكتاتور الأرجنتيني فيديلا، يريد الكأس بأي ثمن، سيلمّع ذلك صورته كثيراً.

يقول لاعب الأرجنتين ريكاردو فيا: «لقد استغلونا للتستر على اختفاء 30 ألف شخص، أشعر بالخداع، وأتحمل المسؤولية على الصعيد الفردي، لقد كنّا كتلة واحدة لا تفكر سوى في الكرة».

بعد فوات الأوان قال اللاعب أوسفالدو أرديليس "من المؤلم معرفة أنّنا كنا أداة للتغطية على الانتهاكات بحق شعبنا".

الحياة موقف، كان التاريخ قد كتب أسماء منتخب الديكتاتور.

اليوم 15 تموز/يوليو 2018ملعب لوجنيكي، مدينة موسكو، المباراة النهائية لكأس العالم، ويفوز منتخب ديكتاتور سوريا، ويحمل كأس الدم، هل يشعر المنتخب براحة الضمير، وهو يشرب منه، وهو يرفع صورة قاتل الأطفال.

ليس المطلوب أن ينتحر منهم أحد!!

يجب أن يعتذروا للشعب السوري.