السبت 2017/02/04

قم والشيطان الأكبر..

لست مع قرار ترامب حول منع دخول اللاجئين، بالمقابل لست مع الذين طبلوا وزمروا لقرار طهران الذي اتخذته بمبدأ المعاملة بالمثل ومنع دخول الأمريكيين إلى إيران... لأن الظاهر العداء والمخفي الود والوفاق والهدف الواحد؛ والأحداث التاريخية تثبت ذلك.

ففي ثمانينات القرن الماضي وعندما توترت العلاقات بين أمريكا وطهران أثناء الحرب العراقية الإيرانية زودت أمريكا طهران بآلاف الصواريخ المضادة للدروع وآلاف قطع الغيار بصورة سرية عن طريق الاحتلال الإسرائيلي؛ وبينما كان المسؤولون الأمريكيون يهاجمون نظام طهران في وسائل الإعلام المختلفة، كان وقتها الخميني كذلك ووسائل إعلام طهران يصفون أمريكا بالشيطان الأكبر والمظاهرات تجتاح شوارع طهران تنديداً بها؛ في ذلك الوقت كان رئيس وزراء إيران (أبو الحسن بني صدر ) يجتمع في باريس بصورة سرية مع (جورج بوش الأب ) الذي كان أنذاك نائباً للرئيس الأمريكي ريغن؛ وذلك من أجل إتمام الصفقة في حضور ممثلي الموساد الإسرائيلي، و عرفت تلك القضية بعد الكشف عنها بفضيحة (إيران جيت).

وفي عهد بوش الابن وبعد أن تم غزو العراق أخذت إيران تندد بالشيطان الأكبر واشتد غضب أمريكا وتهديدها لطهران فكانت النتيجة تسليم العراق لإيران.

وعندما غضبت أمريكا على إيران في عهد أوباما أطلقت يدها لا بل سلمتها لبنان وسوريا.

لذلك يجب ألا نكون ساذجين؛ وأن نعرف أن ما يحصل بين إيران وأمريكا هو عبارة عن مسرحيات هزلية مكشوفة هدفها محاربة الإسلام عن طريق إيران التي تلبس جلباب الإسلام وتحاربنا باسمه وبذلك هي أخطر من الغرب أنفسهم.

وهاهي أمريكا تغضب على إيران في عهد ترامب فما هي النتيجة المتوقعة بعد أن أعلنت إيران أنها سيطرت على أربعة عواصم عربية وهي بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء، فهل ستعطيها أمريكا المزيد من العواصم وعلى من الدور؟ البحرين أم الكويت أم قطر وربما حتى الرياض.

إيران الخطر الأكبر على الإسلام والمسلمين وهي أداة طيّعة بيد أمريكا، ومن يعتقد غير ذلك فهو من الذين لا يرون الشمس من الغربال.