الأثنين 2017/07/03

في “كوكب الإمارات” .. “جبال الجليد” لن تطفئ “نيران المؤامرات” !

بعد رعايتها الواسعة لبرامج المسابقات الفنية في الوطن العربي، وتصدُّرها مراكز متقدمة على مستوى العالم في استهلاك "الويسكي"، وإقامتها مسابقات أجمل عنز وأجمل صقر وأجمل بعير.. يواصل "كوكب  الإمارات" خطواته نحو لفت الأنظار عبر مشاريع يصفها المسؤولون بالفريدة والنوعية، في دولة فاض فيها المال عن حاجة أصحابه حتى صارت مرتعاً لجواسيس الأرض ومخابراتها وشذاذ الآفاق.

المشروع الذي دار الحديث عنه منذ نحو شهرين يقوم على أن تسحب الإمارات جبالاً جليدية من القارة القطبية الجنوبية إلى ساحل إمارة الفُجيرة السنة القادمة، لتوليد مياه الشرب النقية من الجليد ضمن ما يسمى مشاريع 'الربع العامر".

الحقيقة أن الخبر لا بد أن يثير لدى القارئ العربي موجة من التساؤلات، حول طبيعة تلك الدولة التي لا يُعرف بالضبط من يحكمها، ولا يمكن للشعب العربي أن يصل إلى الأهداف التي يريدها حكام تلك البقعة العجيبة، فمزيج "المال والمؤامرات والعمالة" يجعل المرء مشدوهاً بالحال التي وصلت إليها الإمارات وكيفية تعاطيها مع الشعوب والأمم وكأنها ذاك الغني البطر الذي أكلت الخمرة من عقله ما أكلت فلم يعد يعرف أين يذهب بالمال وكيف ينفقه.

خبر جبال الجليد التي لا يُعرَف علمياً إن كانت ستنجح أصلاً في منطقة تصل الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية، لا يقل في الحقيقة غرابة عن الخبر الذي تصدر مواقع التواصل منذ أيام حول تقديم حاكم دبي "محمد بن راشد" مبالغ طائلة لمساعدة سكان قرية صغيرة في مقاطعة "كورنويل" جنوب غرب إنجلترا، في شراء كنيسة تابعة للمذهب الميثودي!.

قد يقول قائل: لماذا أنكرتم على الرجل تلك الخطوة ..فلعله يريد تحسين صورة الإسلام "المتسامح" بين الغرب المسيحي؟ .. ولعل هذا السؤال يبدو منطقياً لمن لا يعرف أن الإمارات تفعل كل شيء إلا ما يخدم صورة العرب والإسلام.. فهي التي وقفت في وجه الربيع العربي وحولته عبر أدواتها وأموالها إلى صحراء مُجدبة، وهي التي سعت عبر الثورات المضادة إلى إعادة إنتاج أنظمة العسكر والدكتاتوريات في حلة جديدة مُلمّعة، وهي التي تسعى اليوم إلى تصنيف كل من يقاوم في سبيل أرضه تحت قائمة "الإرهاب".

لا يمكن للقارئ العربي أن يعجب من خبر سحب جبال الجليد لو لم تكن الإمارات تسعى إلى "رفاهية فارغة" على حساب نيران الفتن التي تشعلها من سوريا إلى اليمن إلى مصر إلى ليبيا إلى تركيا ...قائمة طويلة من المحطات السوداء التي وضعت بها "دولة الإمارات" يدها عبر المال السياسي لخدمة أطراف لم تعُد مجهولة.

تسحب الإمارات جبال الجليد في الوقت الذي تورط فيه جاراتها السعودية والبحرين في فرض فتنة خليجية عربية وقد تصبح عالمية عن طريق اتهام قطر بدعم الإرهاب، جاهلة أو متجاهلة عواقب هذه الفتنة على جميع الجوانب، متناسية أن من يشعل النيران في بيوت جيرانه لا بد يوماً من الأيام أن تصل تلك النيران بيته ولو سحب كل جبال الجليد !