السبت 2018/11/10

في دير الزور.. إذا كنت “شيعياً” فتقدّم!

إذا كنت شيعياً فتقدّمْ.. عبارة أو قانونٌ يُطبّق الآن في دير الزور التي أصبحت مهدّدة بالـ "تشيّع الجَبْري" البعيد عن وسائل الإعلام، فمنذ سيطرة المليشيات الإيرانية وقوات النظام على ضفة الفرات اليسرى من المحافظة بما في ذلك ريفها الشرقي أو ما يعرف بـ"الشامية"، عملت طهران على نشر التشيع بشتّى الوسائل الترغيبية منها حيناً، والترهيبية أحياناً أخرى.

المنتسب إلى مليشيات الحرس الثوري الإيراني يتقاضى راتباً شهرياً يقدر بـ 80 ألف ليرة سورية، في حين تدفع قوات النظام لمليشياتها المحلية أو ما يعرف بـ"الدفاع الوطني" مبلغ 30 ألف ل.س فقط؛ ما جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام "الحرس الثوري" لتطويع الشباب بدير الزور وذلك بعد انتشار البطالة، وانعدام فرص العمل في المحافظة التي أرهقتها ثماني سنوات من الثورة ضد بشار الأسد، قتل خلالها عشرات آلاف المدنيين بدمٍ باردٍ، وهُجّرَ مئات الآلاف، ولاسيما بعد سيطرة تنظيم الدولة على المناطق المحررة فيها، والتي كانت تشكل أكثر من 90% من مساحة المحافظة.

بدايةَ الأمر وبعد سيطرتها على المنطقة قدمت مليشيات إيران مساعدات للمدنيين على عكس ما فعله شبيحة النظام من سرقة مساعداتهم المقدمة من الأمم المتحدة، في خطوة مدروسة من طهران لاستمالة المدنيين الذين أتعبهم الفقر والجوع والحصار الذي فرض عليهم نحو عامين من قبل تنظيم الدولة والنظام معاً، ولكن.. سرعان ما أصبحت المساعدات مشروطة في الآونة الأخيرة، بأن يكون المستفيد منها متشيّعاً، أو لديه ولد متطوع في الحرس الثوري الإيراني.

وعلى نفس المنوال ذهبت مليشيات إيران في القطاع الصحي، فقد استولت على منازل مدنيين وحولتها على مشافٍ ونقاطٍ طبية تقدم الخدمات الطبية والأدوية بالمجان بادئ الأمر، ولكنّها نفّذت ما طبّقته من شروط على المساعدات، لتجبر الفقراء من المدنيين على التشيع، ويضاف إلى ذلك الأسلوب الترغيبي بث الرعب في قلوب المدنيين الذين لم يتشيعوا من خلال تهديدهم بالقتل او مصادرة الأملاك والتهجير، من خلال إلصاق تهمة الانتماء لتنظيم الدولة بهم، في ظل انعدام القانون وغياب العدل والحق في المنطقة.

وبناء على كل ما قامت به قوات النظام ومليشيات إيران من تصرفات فقد باتت المحافظة في شقها الذي تسيطر عليه مليشيات الأسد مقسّمة على النحو التالي:

 

  • "شيعة" وعناصر الحرس الثوري: مواطنون من الدرجة الأولى.
  • الموالون وعناصر قوات نظام: وهي الطبقة الوسطى ولديها هواجس من القتل والطرد من قبل مليشيات إيران المتحكمة بالمنطقة.
  • الشبيحة وعناصر الدفاع وطني: وهي الطبقة التي تستقوي وتستعرض على الطبقة المسحوقة في المحافظة وتعتمد على السرقة والتعفيش وأخذ الرشاوى من المدنيين.
  • الطبقة المسحوقة وهم مدنيو دير الزور الذين حلموا ذات يوم بالحرية وهتفوا لها، ولكن العالم بأسره وقف سداً منيعاً في وجه تحقيق ذلك الحلم.