الجمعة 2018/11/09

شرق الفرات.. بين السعي التركي والخطط الأميركية

أوقفت المليشيات الكردية الانفصالية معركتها ضد تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي مؤقتاً، مبررة ذلك بالقصف التركي على مناطق شرق الفرات المحاذية للحدود التركية السورية، وذلك بعد خسارة كل ما سيطرت عليه من مناطق في آخر جيوب التنظيم.

مصدر عسكري في الجيش التركي رجح فرضيةَ أن تشن الولايات المتحدة الأمريكية حملتها العسكرية المرتقبة ضد تنظيم الدولة في مناطق شرق الفرات المحاذية للحدود التركية عوضا عن محافظة دير الزور، مشيراً إلى أنها تسعى وراء خطط جديدة مع شركائها في المنطقة في إشارة إلى مليشيات "ب ي د".

أما عن كيفية ذلك فقد أوضح المصدر العسكري لصحيفة "يني شفق" التركية أنَّ الولايات المتحدة يمكن أن تلجأ لنقل خلايا نائمة من عناصر تنظيم الدولة إلى المنطقة المحاذية للحدود التركية السورية شرق الفرات، حتى تضفي شرعية لبقائها، من خطط تعمد إلى إعادة خلق تهديدات التنظيم من المتوقع أن تلجأ أمريكا إليها حتى لا تغادر المنطقة.

هذه الفرضية جائزة ويمكن تحقيقها، ولاسيما مع تهاون المليشيات الكردية والتحالف الدولي في المعركة التي تدور ضد تنظيم الدولة على أرض لا تتجاوز مساحتها 30 كم طولاً و10 كم عرضاً، ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد حسمها، ولها غايات من ذلك، وعلى رأس غاياتها، شرعنة بقائها في سوريا أولاً، وتغيير مواقع البيادق على الأرض السورية وفق ما تشتهي.

وبناء على هذه الفرضية يتردد سؤال على لسان المدنيين الذين دفعوا الفاتورة الأغلى من دمائهم، خلال الحرب ضد تنظيم الدولة، "هل سنرى التنظيم في المرحلة القادمة يعود للظهور مجدداً في مناطق شرق الفرات المحاذية لتركيا، بإرادة وتسهيلات أمريكية؟"

منبج... مفتاح مناطق شرق الفرات، تسعى تركيا بكل ما تستطيع لطرد المليشيات الكردية الانفصالية منها، لم تنفذ الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة اتفاقية خارطة الطريق الخاصة بها، أو بالأحرى لم تنفذ جوهرها المتعلق بطرد "ب ي د" والاكتفاء بتسيير دوريات مشتركة بين تركيا وأمريكا على حدودها، ما جعل تركيا تشك -وفق مصدر عسكري- في نوايا ومساعي واشنطن الداعم الأول لـ"ب ي د" في عدم تنفيذ الاتفاق المبرم حولها، لأنها تعلم أنه مع تمكّن تركيا من بسط نفوذها على منبج لن تبقى أمريكا قادرة على الوقوف في وجه الضغط التركي بالمنطقة، وستضطر إلى سحب عناصر الميليشيات الكردية من مدينة منبج، كما لن يبقى أية عوائق في وجه تركيا في تلك المنطقة.