الأربعاء 2018/01/24

تأثير “غصن الزيتون” على معركة “قسد” ضد تنظيم الدولة بريف دير الزور

مع انطلاق معركة "غصن الزيتون".. بدت مصداقية "قسد" على المحك، فإما أن تكمل طريقها في حربها المعلنة على تنظيم الدولة في ريف ديرالزور الشرقي، أو تنسحب للدفاع عن الحلم بدويلة كردية تحكمها مليشيات حلمها الانفصال عن سوريا.

السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها.. ولعل معظم المتابعين يرجّحون أن تكمل المليشيات الكردية معركتها للسيطرة على ما تبقى من مناطق تنظيم الدولة والتي لا تتجاوز مساحتها ثلاثين كيلومتراً على امتداد بين قرية غرانيج في منطقة الشعيطات وصولاً إلى الباغوز على الحدود العراقية السورية، وتضمن من خلال متابعة معركتها ضد التنظيم بدير الزور دعم التحالف الدولي بالسلاح الذي يمكن أن يُستغل في معركة غصن الزيتون.

لكنّ وزارة الدفاع الأميركية حذرت المليشيات الكردية من استخدام الدعم العسكري الذي تقدمه لها لأهداف غير محاربة تنظيم الدولة، وأكّد البنتاغون في بيان أنه لن يتغاضى عن استخدام الأسلحة والمعدات المقدمة من التحالف لأي غرض سوى هزيمة التنظيم، وحذّر البيان من أنّ قيام أي مجموعة أو أفراد بانتهاك ذلك سيتم التحقيق فيه وقد يؤدي إلى قطع المساعدات إن لزم الأمر وفق البيان.

ولعلّ المليشيات الكردية ومن خلال إعلانها النفير العام في مناطق سيطرتها للمشاركة في معركة غصن الزيتون، تريد إقناع الأمريكان بأنها ماضية في معركتها شرق ديرالزور، رغم أنَّ المعارك ضد التنظيم سارت ببطء منذ انطلاق ما يسمى بـ "عاصفة الجزيرة"، وذلك بهدف غير معلن للمليشيات وهو البقاء تحت كنف ورعاية ودعم حليف قوي كالتحالف الدولي، وتضع من ناحية ثانية كل جهدها من خلال العنصر البشري والسلاح والذخيرة في معركة عفرين.

ترك المكون العربي في مليشيات "قسد" يواجه تنظيم الدولة فيما تبقى من مناطق سيطرته، هو السيناريو الآخر والأقرب لما تفعله "ب ي د" وهي بذلك تضمن إرضاء التحالف الدولي وتسحب عناصرها الأكراد للمشاركة في "غصن الزيتون" رغم تحذير وزارة الدفاع الأمريكية بعدم سحب العناصر من منطقة شرق الفرات، ولعل توقعات الكثير من المتابعين لمجريات الأحداث على الأرض تشير إلى أن المليشيات الكردية ستعطي قيادة المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً لمقاتلين من المكون العربي ولكن باتباع مركزية الأوامر من خلال بعض القيادات التي تم إبقاؤها في المنطقة.

ولعلَّ السيناريو الأصعب تحقيقاً والذي ومن خلال مجريات المواجهات في عفرين ومحيطها يبدو بعيداً، هو أن تنسحب المليشيات الكردية من عفرين، لتحافظ على سلامة المدنيين الأكراد الذين زجّت بهم سياسات قادة الأحزاب الكردية إلى معركة هم الحلقة الأضعف فيها حتى اللحظة وفقاً لما يجري على الأرض شمال حلب.

في النهاية تبقى أنظار الأتراك والتحالف الدولي مركّزة على عفرين ومحيطها، بالإضافة إلى ما تبقى من مناطق سيطرة التنظيم شرق دير الزور، غير أنّ الرصاص سيكون الفاصل في أن تزهر غصن الزيتون سلاماً وأمناً لحدود تركيا كما هو الهدف المعلن عنها، وأن تؤتي المعركة أكلها لينعم السوريون بمنطقة آمنة بعيداً عن متناول مقاتلات الأسد والمحتل الروسي.