الأثنين 2018/06/11

المليشيات الكردية بدأت بالحصاد

اعتمدت المليشيات الكردية منذ دخولها مناطق شرق الفرات بريف ديرالزور بعد طرد تنظيم الدولة منها، على مبدأ ضم من كانوا يقاتلون مع التنظيم إلى صفوفها، وعملت أيضا على مبدأ عدم التعرض لمن كان منتسبا للتنظيم وتركه بعد سيطرتها على المنطقة.

وواصلت المليشيات الكردية عملها بهذه السياسة حتى اللحظة، وبدأت هذه الأيام تظهر نتائجها على الأرض جلية واضحة، فخلايا تنظيم الدولة التي لم تكن نائمة في يوم من الأيام تواصل عملها في مناطق سيطرة المليشيات الكردية في ريفي ديرالزور الشرقي والغربي الممتدين من الجزرة غربا إلى غرانيج والبحرة شرقا.

قتلى المليشيات الكردية بعمليات تنظيم الدولة التفجيرية والذين تتستر المليشيات عليهم ولاتعلن أسماءهم، في تزايد ..

واتسعت رقعة هذه العمليات لتشمل مناطق ظنت "قسد" أنها آمنة، فأصبحت مقراتها أهدافا سهلة للتنظيم وخلاياه غير النائمة.

عمليات تنظيم الدولة في مناطق سيطرة المليشيات الكردية أصبحت تهدد كيان المليشيات الكردية المنشغلة أصلا في حربها ضد التنظيم في الدشيشة جنوب الحسكة وفي هجين والباغوز شرق ديرالزور، والتي لم تستطع التقدم فيها رغم حصارها ومساعدة التحالف الدولي الذي لم تتوقف مقاتلاته عن قصف مناطق سيطرة التنظيم وارتكبت مجازر كثيرة راح ضحيتها مئات المدنيين في ريفي الحسكة وديرالزور.

الجزرة.. محيميدة.. سفيرة.. قرى تقع غرب ديرالزور على ضفة الفرات اليسرى شهدت عمليات تفجير حصدت ارواح الكثير من العناصر في صفوف المليشيات الكردية وكان آخرها مقتل عنصرين بتفجير أحد عناصر التنظيم نفسه بدراجته النارية بأحد الحواجز في محيميدة غرب ديرالزور.

أما ريف ديرالزور الشرقي فهو الساحة التي تنشط فيها خلايا تنظيم الدولة بشكل أكبر من الريف الغربي، فعمليات التنظيم لم تقتصر على التفجير والقتل بل تعدته لتصل لنصب حواجز طيارة بين قرى هذا الريف، فقد قام ٨ عناصر من التنظيم بقتل عناصر من المليشيات الكردية على أحد حواجزهم في قرية "سويدان جزيرة" وقاموا بإيقاف السيارات المارة وتطبيق ماكانوا يمارسونه اثناء سيطرتهم على الرقة ودير الزور من تفتيش على اللباس الشرعي والدخان.. الخ، ماجعل المناطق التي ظنت "قسد" أنها آمنة تبدو وكأنها فخاخ وقعت فيها ، وتكرر المشهد في الشنان والطيانة وغرانيج، التي شهدت مقتل ٤ عناصر من المليشيات وإصابة ٣ مدنيين آخرين أمام مخفر غرانيج الذي تتخذه "قسد" مقرا لها.

كل هذه الحوادث جعلت المليشيات الكردية تغير سياستها في ريف ديرالزور بمنطقة الجزيرة شرق الفرات فقد شنت حملة اعتقالات لعناصر سابقين بتنظيم الدولة غرب ديرالزور، كما فرضت حظر التجول على المناطق الممتدة بين الشعيطات والبصيرة بريف ديرالزور الغربي.

فهل بدأت المليشيات الكردية بحصاد مازرعته من سياسات ساوت فيها بين المدنيين وعناصر التنظيم السابقين في الحقوق والواجبات...

جواب هذا السؤال يكمن في عدد قتلى "قسد" في مناطق شرق الفرات بريف ديرالزور.