الأحد 2018/05/06

“اللاجئون السوريون”.. تعهدات بالطرد من “أرض اللجوء” وتحذيرات من العودة إلى “الوطن”!

الأمر الطبيعي في البرامج الانتخابية لدى الأحزاب السياسية والمرشحين في جميع دول العالم أن تتضمن وعوداً في تطوير الاقتصاد والتعليم وتخفيف الضرائب وسواها مما يغري الناخب بالتصويت لصاحب تلك الشعارات. السوريون اليوم صنعوا في الدول التي لجؤوا إليها برنامجاً انتخابياً جديداً عنوانه "طرد اللاجئين السوريين".

البرنامج الانتخابي للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب تضمن تعهداً بطرد اللاجئين السوريين والتضييق على وصولهم إلى الولايات المتحدة، وتتعهد بالأمر نفسه الأحزاب اليمينية في دول أوربا، وفي لبنان، وهذا العنوان نفسه يتصدر قائمة التعهدات الانتخابية لدى المعارضة التركية، بدءاً بـ"كليجدار أوغلو" وانتهاء بـ"ميرال أكشنار" رئيسة حزب "الخير" المرشحة لانتخابات الرئاسة المقبلة.

لعل الأسباب التي تدفع هؤلاء السياسيين بالتعهد بطرد اللاجئين السوريين يطول سردها، ويطول كذلك الحديث في فراغ تلك الأسباب وخلوها من المنطق الإنساني أو السياسي أو الاقتصادي، حتى يصح القول بأن قضية "اللاجئين السوريين" باتت شماعة يعلق عليها السياسيون كل ما يجري في بلدانهم من مشاكل وجودية.

المفارقة هنا أن اللاجئين السوريين أنفسهم ليسوا متمسكين بصفة "لاجئ"، ولعل جميعهم أو معظمهم على الأقل ينتظر الساعة التي يعودون فيها إلى ديارهم وبيوتهم، عند زوال الأسباب التي دفعتهم إلى اللجوء، والمفارقة الأكثر فداحة أن تهديد السوريين بالطرد تقابله تهديدات من نوع آخر يلقيها بين الحين والآخر مسؤولون في نظام الأسد أو شخصيات محسوبة عليه، تحذر اللاجئين من مغبة العودة، ولسان حالها يقول: "هذه الأرض لم تعد لكم"، وهنا نستذكر تصريحات الضابط الهالك "عصام زهر الدين" صاحب مقولة "نصيحة من هالدقن لا ترجعوا"، وتصريحات مشابهة لـ "الأمين القطري المساعد لحزب البعث - هلال هلال" الذي تعهد كذلك بطرد اللاجئين من سوريا في حال عودتهم واصفاً إياهم بـ"المتخاذلين"، قائلاً : "من ترك البلد في أزمته والآن يعود الينا حين النصر لن أعطيه مكان من دافع عن الوطن وتحمل التعب والفقر وضحى بدمه". إضافة إلى تصريحات أخرى يطول ذكرها صدرت عن شخصيات في نظام الأسد تطلب من اللاجئين السوريين عدم العودة، وتحذرهم من ذلك.