الأثنين 2017/11/20

الصقور أم الحمائم ؟

بعد اجتماع عقده زير الخارجية السعودي عادل الجبير مع الهيئة العليا للمفاوضات والذي سربت قناة الجسر آنذاك ملخصه، وهو طلب الجبير من المعارضة عدم التمسك برحيل بشار الأسد كأولوية للحل في سوريا وطلب وقتها توسيع المعارضة في إشارة واضحة لإدخال منصتي القاهرة وموسكو، وبالفعل جرت عدة اجتماعات برعاية الرياض بين الهيئة العليا للمفاوضات وتلك المنصتين "موسكو والقاهرة" ولكن لم يتم التوصل لأي حل أو حتى تقارب وخاصة مع منصة موسكو التي تعتبر معارضة للمعارضة وليس لنظام الأسد.

بعد تلك الفترة تسارعت الأحداث والتطورات العسكرية على الأرض والسياسية في دهاليز وأروقة الأمم المتحدة، فعلى الأرض تقدم النظام وسيطر على مساحات كبيرة من الأرض على حساب تنظيم الدولة ومن محافظة هامة وهي دير الزور، وسط صراع مكشوف بين روسيا وأمريكا على السيطرة، أما سياسياً فروسيا تابعت دفاعها عن نظام الأسد واستخدمت الفيتو مرتين خلال 48 ساعة لإنهاء عمل لجنة التحقيق في الكيماوي السوري، ودعت "روسيا" إلى اجتماع بين المعارضة والنظام بسوتشي لكنها فشلت بعقده.

ولا أريد أن أدخل في التفاصيل أكثر حول تلك التطورات؛ ولنعد للحديث عن الصقور والحمائم محور كلامنا.

دعت السعودية المعارضة السورية لمؤتمر موسع تحت اسم الرياض2 على غرار الرياض1 الذي شُكلت خلاله الهيئة العليا للمفاوضات، والتي أصبحت ممثلةً للمعارضة السورية بكل أطيافها، وحَضَرت اجتماعات جنيف؛ وعُرفت بمواقفها القوية، وبتمسكها بثوابت الثورة السورية، وعلى رأسها رحيل بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية وليس حكومة وحدة وطنية والفارق كبير بينهما.

ولكن ذلك التمسك لم يرُقْ لبعض الدول التي دعت لتوسيع المعارضة وإدخال معارضة مدجّنة كمنصتي موسكو والقاهرة وبعض الشخصيات المستقلة التي لا تَعرف من المعارضة إلا الاسم.

بدأ أرسال الدعوات وتقسيم المقاعد بإشراف السعودية، والعمل خلال الدعوات على الدفع بشخصيات لاستلام مكان حجاب تكون أكثر مرونة.

وبذلك وبإدخال منصتي موسكو والقاهرة وشخصيات مستقلة تحدثنا عنها سابقاً، وباتباع طريقة التصويت بالأغلبية بدلا من الإجماع، وهنا وإن كانت التوسعة خلال الرياض 2 كبيرة فيسكون عدد المعارضة المدجنة أكثر من المعارضة الحقيقية..

إذن سيكون الصراع بين الصقور من المعارضة الحقيقية التي تسعى لتحقيق طموحات الشعب السوري، وبين الحمائم ممن يسمون معارضة، وما يهمها هو تنفيذ أوامر أسيادهم من الدول التي ترعاهم وتعطيهم رواتبهم، وللأسف الحمائم والمعارضة المدجنة أكثر بكثير من الصقور..

وللمدجنة نقول أصواتكم ثمنها دماء وأشلاء فاتقوا الله بها وبأنفسكم..

وتبقى الأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف من سينتصر، وإن كانت النتيجة سلبية فلن تؤثر على الشعب السوري الثائر الذي تعوّد على خذلان العالم، وإن عداً لناظره لقريب.