الجمعة 2018/04/20

الاقتتال يدبُّ في صفوف تنظيم الدولة بريف ديرالزور

الاقتتال الداخلي في صفوف الثوار أضعفهم وجعل نظام الأسد يستغله لمصالحه في استعادة السيطرة على معظم المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ولعلَّ ما تشهده المناطق المحررة في إدلبَ وحلبَ من معارك، طرفاها جبهة تحرير سوريا وجبهة تحرير الشام، خير دليل على مدى الانقسام الذي غذّاه الأسد وروسيا وشجّعا عليه.

لم يقتصر الاقتتال الداخلي على الثوار فقط، فمنذ أكثر من خمسة عشر يوماً تدور خلافاتٌ ونزاعات مسلّحةٌ بين عناصر تنظيم الدولة بريف ديرالزور الشرقي، قتل فيها العشرات منهم.

طرفا الاقتتال داخل جسم التنظيم، هما فئة تدعى "الحازميون" وهم مجموعة من المهاجرين ومعظمهم تونسيو الجنسية من جهةٍ، وباقي عناصر التنظيم من جهةٍ أخرى.

"الحازميون" هم الفئة الأكثر تشدّداً وتكفيراً في صفوف عناصر التنظيم المتشدّد، حيث أنهم كفّروا "أبا بكر البغدادي" زعيم التنظيم، وقد أعدمَ مناصروه الكثيرَ منهم، ومن بينهم "أبو مصعب التونسي" أحد قياديي التنظيم البارزين، وذلك بتهمة اتباع منهج مايسمّى بـ"الخوارج" وذلك بعد إصدارهم فتوى يكفرون بها البغدادي.

وبدأ تيارُ "الحازميون" بالتشكّلِ ضمن التنظيم أواسط 2014 وأهم مايميّز هذه الجماعة هو تكفير عدد من خطبائه لمن يخالفهم في الفكر حيثُ اعتبروا أن من لم يكفر زعماء تنظيم القاعدة السابقين اعتبروه كافراً، بالإضافة إلى فرضهم تكفير أيمن الظواهري، وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالة قالت فيها إن بداية ظهور هذا التيار "كانت إعلاميا باعتقال أبو عمر الكويتي (واسمه بالكامل حسين رضا لاري) في آب 2014 ثم إعدامه في أيلول من العام نفسه، وأعقبه إعدام التونسي أبو جعفر الحطاب في 7 آذار سنة 2015 وتم اعتقاله مع مجموعة أخرى من الحازميين في أيلول سنة 2014، كان أبرز المعتقلين حينها حسب بيان للحازميين في هذا التاريخ منشور على الشبكة العنكبوتية".

كما ذكرت الصحيفة في مقالتها أنَّ " أحمد بن عمر الحازمي" يعتبر المؤسس الحقيقي للتيار وتأثرت بأفكاره وفتاويه مجموعة من التونسيين والمغاربة كان من أبرزهم أبو جعفر الحطاب عضو اللجنة الشرعية لجماعة أنصار الشريعة في تونس وأبو مصعب التونسي أحد قيادييه، وكذلك أبو عبد الله المغربي وغيرهم ممن انضموا لـلتنظيم بعد إعلان خلافته، وتولوا مناصب مهمة في لجانه الشرعية والإعلامية حينها، ولا يزال البعض على ما يبدو موجودا فيه".

أما ساحةُ المعركةِ فهي ريف ديرالزور الشرقي.. وبالتحديد مدينة هجين أكبر معاقل التنظيم التي لاتزال تحت سيطرته في سوريا، حيث شهدت المدينة اقتتالاً عنيفاً قتل فيه العشرات من الطرفين، خلال الأيام القليلة الماضية، ويتزامن هذا الاقتتال مع ضربات صاروخية للتحالف الدولي من مواقعه في حقل العمر النفطي في بادية ذيبان بريف ديرالزور الشرقي على المنطقة، وتدخّل الطيران العراقي في قصف مواقع التنظيم أيضاً في محيط مدينة هجين، وتحديداً قرية موزان التابعة للسوسة في ريف البوكمال.