الثورة ضد بشار الأسد كانت المستحيل الذي اخترقناه و قدرنا الصعب الذي اخترناه ،فأشعلنا شمعة وانطلقنا نريد تحرير البلاد . في كل المدن السورية انتفضنا فواجهنا جيشه بالقوّة ووقف كلّ العالم بحرّيته المزعومة وإنسانيته الكاذبة في وجهنا ، قاتلنا بأسلحته المحرمة دولياً ، شدّ على يد المجرم لحصارنا ، وتدمير أرضنا ، وحرق أحلامنا ، فخيّم الخريف على مدن الربيع وأهلها ، وشحب لونها ، واصفّرت الأمنيات .الغوطة الشرقيّة وادلب ، بقعة لملايين السوريين ، استقروا فيها بعد رحلة عذاب طويلة فكانت هذه المدن الملاذ الأخير لأهلها ونازحيها .في كلّ مؤتمرات السلام ، وفي أثناء بحثهم عن حلول للأزمة السورية “كما يقولون” ، يمطرون أرضنا بوابل من الحمم ، يقتلون الشعب المسكين ، ويرسلون لشعبوهم رسائل تأديب كتب فيها بأشلائنا هذا مصيركم إن أردتم حريّة و ربيع .كلّ اجتماعات القاعات الجميلة تترجم بمجزرة وموت ، لا رادع للطائرات الروسية ، ولا مانع من الميليشيات الإيرانية الطائفية وكلهم مع جيش الأسد يداً بيد لسحقنا ، رغم اتفقاهم على السلام .شهدت الغوطة وادلب في الأيام الماضية تصعيداً عسكرياَ غير مسبوق رغم اتفاق وقف إطلاق النّار ، فاستخدمت روسيا النابالم و الصواريخ الفراغية ، وغاز الكلور في قصفها للمدنيين .ارتفع عدد الشهداء فتجاوز المائة وخمسين شهيد خلال ثلاثة أيام .لا إحصائيات محددة لعدد المصابين هناك مئات الجرحى ، وعائلات كاملة دُفنت تحت الأنقاض .عسكرياً لا جديد فبعد أن تم مصادرة معظم سلاح الثوار وإضعاف قوة العديد من الفصائل ، لم تعد هذه المدن قادرة على الدفاع عن نفسها ، وخسر الثوار نقاط مهمة .لن يكون هناك حظر للطيران ، لن يكون هناك أي تحرك أو رادع دولي ، سيناريو الموت هذا هو أفضل ما يمكن الحديث عنه وأكثر ما يتم تداوله هنا .كما لم تلتزم روسيا ومعها الأسد وإيران بإتفاقيات وقف إطلاق النار يوماً ولن تفعل .أما بالنسبة لنا فلا بقاء للأسد في بلادنا ، ولا حوار مع قاتلنا .. وروسيا وإيران أعداؤنا ولن نسمح لهم بشرعنة الأسد ولن نسمح لهم بتجاهل تضحياتنا كل هذه السنوات سقفنا رحيل الأسد وحتماً لنا النصر ولو بعد حين .رصيد حياتنا الباقية هذه الثورة ، وهذه الكلمات نكتبها ولا نوّفي المعاناة حقّها ، رصيدكم وقوفكم مع الحق ، مع ثورتنا ، كونوا عوناً لنا وسمّوا المجرمين بأسمائهم !تنتهي حياة المئات في مدن الثورة تحت ركام منازلهم وفي وقت قصير جداً بين مؤتمر وآخر .تدور آلة القتل بلا توقف تحصد كتب أهل المدن و أثاث منازلهم و أحلام أطفالهم و أسواقهم ومدارسهم و تبعثر وجبات طعامهم فلا ثمن لمن اختار الكرامة ُيدفع غير موته فالأسد لن يتركنا نعيش بسلام ولا يريد لنا الخلاص .
اقرأ المزيد