الجمعة 2018/02/09

إدلب والغوطة توءم الحصار والحرية

الثورة ضد بشار الأسد كانت المستحيل الذي اخترقناه و قدرنا الصعب الذي اخترناه ،فأشعلنا  شمعة وانطلقنا نريد تحرير البلاد . في كل المدن السورية انتفضنا فواجهنا جيشه بالقوّة ووقف كلّ العالم بحرّيته المزعومة وإنسانيته الكاذبة في وجهنا ، قاتلنا بأسلحته المحرمة دولياً  ، شدّ على يد المجرم لحصارنا ، وتدمير أرضنا ، وحرق أحلامنا ، فخيّم الخريف على مدن الربيع وأهلها ، وشحب لونها ، واصفّرت الأمنيات .

الغوطة الشرقيّة وادلب ، بقعة لملايين السوريين ، استقروا فيها بعد رحلة عذاب طويلة فكانت هذه المدن الملاذ الأخير لأهلها ونازحيها .

في كلّ مؤتمرات السلام ، وفي أثناء بحثهم عن حلول للأزمة السورية “كما يقولون” ، يمطرون أرضنا بوابل من الحمم ، يقتلون الشعب المسكين ، ويرسلون لشعبوهم رسائل تأديب كتب فيها بأشلائنا هذا مصيركم إن أردتم حريّة و ربيع .

كلّ اجتماعات القاعات الجميلة تترجم بمجزرة وموت ، لا رادع للطائرات الروسية ، ولا مانع من الميليشيات الإيرانية الطائفية وكلهم مع جيش الأسد يداً بيد لسحقنا ، رغم اتفقاهم على السلام .

شهدت الغوطة وادلب في الأيام الماضية تصعيداً عسكرياَ غير مسبوق رغم اتفاق وقف إطلاق النّار ، فاستخدمت روسيا النابالم و الصواريخ الفراغية ، وغاز الكلور في قصفها للمدنيين .

ارتفع عدد الشهداء فتجاوز المائة وخمسين شهيد خلال ثلاثة أيام .

لا إحصائيات محددة لعدد المصابين هناك مئات الجرحى ، وعائلات كاملة دُفنت تحت الأنقاض .

عسكرياً لا جديد فبعد أن تم مصادرة معظم سلاح الثوار وإضعاف قوة العديد من الفصائل ، لم تعد هذه المدن قادرة على الدفاع عن نفسها ، وخسر الثوار نقاط مهمة .

لن يكون هناك حظر للطيران ، لن يكون هناك أي تحرك أو رادع دولي ، سيناريو الموت هذا هو أفضل ما يمكن الحديث عنه وأكثر ما يتم تداوله هنا .

كما لم تلتزم روسيا ومعها الأسد وإيران بإتفاقيات وقف إطلاق النار يوماً ولن تفعل .

أما بالنسبة لنا فلا بقاء للأسد في بلادنا ، ولا حوار مع قاتلنا .. وروسيا وإيران أعداؤنا ولن نسمح لهم بشرعنة الأسد ولن نسمح لهم بتجاهل تضحياتنا كل هذه السنوات سقفنا رحيل الأسد وحتماً لنا النصر ولو بعد حين .

رصيد حياتنا الباقية هذه الثورة ، وهذه الكلمات نكتبها ولا نوّفي المعاناة حقّها ، رصيدكم وقوفكم  مع الحق ، مع  ثورتنا ، كونوا عوناً لنا وسمّوا المجرمين بأسمائهم !

تنتهي حياة المئات في مدن الثورة تحت ركام منازلهم وفي وقت قصير جداً بين مؤتمر وآخر .

تدور آلة القتل بلا توقف تحصد كتب أهل المدن و أثاث منازلهم و أحلام أطفالهم و أسواقهم ومدارسهم و تبعثر وجبات طعامهم فلا ثمن لمن اختار الكرامة ُيدفع غير موته فالأسد لن يتركنا نعيش بسلام ولا يريد لنا الخلاص .