السبت 2018/01/06

أيتها الفصائل جميعاً.. حذار من هذا السيناريو القاتل !

المناطق المحررة اليوم في الشمال السوري أمام سيناريو كارثي جديد سيؤدي إلى خلق واقع مأساوي لأراضٍ محاصرة جديدة تثقل كاهل الثورة المتعب أصلاً كريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وجنوب دمشق وغيرها من المناطق التي كانت محاصرة من قبل لكنها اليوم باتت تحت سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية له عقب اتفاقات التهجير القسرية، كالغوطة الغربية وحي الوعر بحمص.

أتحدث هنا عما يجري من معارك في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وحملة النظام بدعم روسي إيراني بهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي، حيث شن النظام والمليشيات الطائفية التي تسانده حملةً في محور سنجار بهدف السيطرة على هذه البلدة التي تعد بوابة أساسية للوصول إلى منطقة أبو الظهور وأدت أيضاً إلى مقتل وإصابة المئات وتشرد عشرات الآلاف.

مكمن الخطر في محور المعارك الحالية يأتي ليس من ناحية خسارة قرى محررة جديدة في ريفي حماة وإدلب أو حتى خسارة مطار أبو الظهور نفسه ، لا فالمخطط أكبر من ذلك بكثير وتطلعات إيران بشكل أساسي إضافة إلى روسيا لا تقتصر على هذا المنظور البسيط، فهم يريدون فصل نحو ثلث الأراضي المحررة عن ثلثيها الآخرَين ، وذلك يتم بمجرد وصول النظام إلى مطار أبو الظهور ثم يتبعه بإطلاق عملية عسكرية من محاور ريف حلب الجنوبي للالتقاء بالمليشيات المتقدمة والتي تنوي التمركز في أبو الظهور ، عند هذه الحال سيتم عزل ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي وريف حماة الشرقي بالكامل عن المناطق المحررة التي لا يمكن للنظام حصارها بسبب اتصالها مع الأراضي التركية، ما يعني أننا سنكون أمام فصول جديدة من الحصار الخانق ستليها بلا شك عمليات تهجير قسري، بعد أن يتم حصار مئات آلاف المدنيين في هذه المساحة التي تشكل نحو 30 % من مساحة الأراضي المحررة والتي تتقلص بشكل متزايد لاسيما بعد اتفاقية أستانا.

صورة توضيحية لوضع الخارطة إن تقدمت إيران

الوصول إلى هذا السيناريو الذي يسير وفق الكثير من المحللين تطبيقاً لاتفاقات غير معلنة في أستانا قد لا يكون بعيداً في ظل المجريات الحالية على الأرض، فهناك الكثير من الفصائل التي شاركت في أستانا لم تكترث حتى الآن للمجريات الحالية ولم تتحرك للوقوف بوجه خارطة السيطرة الجديدة التي تنوي إيران رسمها في المنطقة بهدف تعزيز وجودها وتأمين قاعدة عسكرية لمليشياتها في ريف حلب الجنوبي المعقل الرئيس لتلك المليشيات بسوريا، كما إن هناك فصائل أخرى غير مشاركة في أستانا لم تتحرك أيضاً لكسر خطة التقدم الحالية التي ستهدف أيضاً إلى التحضير لعمليات مستقبلية بهدف وصول إيران إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب واللتان لا تزال خاضعتان للمليشيات الإيرانية رغم "صفقة المدن الأربع" في نيسان الماضي والتي كانت تنص على تسليمهما للفصائل مقابل الزبداني ومضايا وبقين بريف دمشق.

إن عدم الوقوف بوجه المخطط الإيراني اليوم سيؤدي إلى نكبات جديدة تلحق بالمناطق المحررة ، حيث سيتفرغ النظام لكل منطقة محاصرة على حدا بعد تقطيع أوصالها بالكامل ويجبرها على الخنوع ، تماماً كما حصل في حمص ودمشق ، وإن على الأستانيين وأيضاً من هم في مناطق درع الفرات والمنطقة الجنوبية عدم الظن بأنهم بعيدون عن مرمى نيران حلف الشر الثلاثي النظام وروسيا وإيران ، لا بل هم هدف قائم لكنه مؤجل ، ولن يأتي دوره حتى يفرغ النظام من تصفية نظيره في إحدى المناطق ، وهذا ما حصل عند هجوم النظام شرق سوريا حيث جمد عملياته في إدلب وحماة، إلا أن الفصائل بقيت تتفرج وتنظر كيف يتمدد النظام هناك، ما لبث أن انتهى حتى أقبل إليهم بكل شراسة هو وضامنتَي اتفاقية أستانا "روسيا وإيران" ! .

الحل موجود أيتها الفصائل ويكمن بشكل أساسي في بنادقكم وآلياتكم إن أنتم تنبهّتم لما يُحاك من مخططات لإنهائكم واحداً تلو الآخر، انظروا كيف تغير سير المعارك في الغوطة الشرقية وكيف تحول النظام في أعتى حصونه العسكرية من محاصِر إلى محاصَر بمجرد معركة واحدة أطلقها فصيل واحد منكم فكيف لو كنتم يداً واحداً على قلب رجل واحد !