الأثنين 2017/03/13

آخر حصون الثورة في عاصمتها الأولى ..تفاصيل “اتفاق التهجير” في حي الوعر

بعد حصار دام نحوَ أربعة أعوام لما يقارب خمسين ألف مدني في حي الوعر الواقع غرب مدينة حمص ، يجمع الأهالي ما تبقى من الذكريات ويلملمون جراحهم ويودعون شهداءهم بعد ست سنوات من الثورة، ليتم تسليم آخر حي في عاصمة الثورة إلى مليشيات النظام ، و ينتهي الحصار لكن ليس بقرار أممي كما هو المفترض ، و إنما بتدخل روسي للتهجير بسيناريو مشابه لسيناريو حلب .

الوعر شهد عدة اتفاقات فيما سبق بين لجنة الحي و مسؤولي التفاوض لدى النظام و التي كان اخرها في أيلول 2016 حيث تم الاتفاق على خروج أهالي الحي مقابل كشف النظام عن مصير 7400 معتقل من أهالي حمص في سجون النظام ، الذي لم يلتزم النظام بعهوده و مواثيقه، واتبع أسلوب القصف الممنهج لإجبار الأهالي على الرضوخ لشروطه ، و مع تدخل الجانب الروسي زاد الوضع سوءا في الحي حيث إن الروس أعطوا النظام و الميليشيات الشيعية ضوءاً أخضر بحرق الحي في حال رفض سكانه الخروج من منازلهم أو التسوية مع النظام، ما زاد الضغط على لجنة الحي للموافقة على شروط الروس، فبعد عدة أيام من المفاوضات و ساعات طويلة من الأخذ و الرد بين الطرفين تم الاتفاق على خروج أهالي الحي على دفعات.

ووفق الاتفاق ..يجب أن تخرجَ الدفعة الأولى من أهالي الحي خلال سبعة أيام من تاريخ توقيع الاتفاق بعدد(1500) شخص ، على أن يكون بينهم من (400-500) مقاتل ، و تستمر عمليات خروج الدفعات بشكل أسبوعي وبنفس العدد حتى انتهاء الاتفاق.

لكن ما اختلف في اتفاق حي الوعر عما سبقه في بقية المناطق هو السماح لأهالي الحي بالخروج إلى إدلب أو ريف حمص الشمالي أو جرابلس التي حررها الجيش الحر ، الأمر الذي كان غير مقبول في الاتفاقات السابقة، كون أن النظام كان يصر على خروج الثوار المهجرين مع عوائلهم إلى إدلب حصرا .

الاتفاق ينص أيضا على نشر كتيبة عسكرية روسية بينهم ضباط روس و عودة المهجرين إلى الحي و عودة المتواجدين في الحي إلى منازلهم في بقية الأحياء، و يزعم الاتفاق أن هذه القوة العسكرية ستمنع دخول الميليشيات الطائفية إلى الحي و تحمي المعابر المحيطة به.

و بهذا التهجير تكون مدينة حمص خالية من الثوار و يطوى ملف المعتقلين دون أن يُذكَر ، ليتم تسليم عاصمة الثورة للنظام و داعميه الروس و الإيرانيين و بمباركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ..الذين بات دورهما مكتفياً بعبارات الشجب والتنديد ، دون تقديم أي بارقةِ أمل للشعب السوري الذي تدخل ثورته بعد أيام عامها السابع.