الثلاثاء 2017/06/20

خان أرنبة تدفن “مجد حيمود”.. باع نفسه للشيطان فقتله !

شُيِّع "مجد حيمود" بموكب تمثيلي "مهيب" في خان أرنبة شمال محافظة القنيطرة، بعد أن اغتيل بعبوة ناسفة زُرعت له أمام إحدى مقراته التشبيحية في مدينة خان أرنبة، وتم التشييع بحضور قيادات عسكرية ومدنية ممثلة بما يسمى محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر.

اغتيل "مجد حيمود" بعد أن اغتال عدداً من رفاقه ليسيطر على المناخ التشبيحي في مدينته خان أرنبة، هذا وأفاد "ابو الزين الخالدي "وهو قيادي بارز في جبهة ثوار سورية لقناة الجسر أن "مجد حيمود" انشق عن صفوف النظام منذ بدايات الثورة عام 2011 وانضم إلى صفوف الثوار في جباثا الخشب، وشكل لواء "المعتصم بالله" مع مجموعة من أبناء خان أرنبة يقدر عددهم آنذاك بسبعين مقاتلاً ، وانضم إلى ألوية "أحفاد الرسول" (سابقاً) "جبهة ثوار سوريا" (حاليا) وخاض عدة معارك مع الجيش الحر ضد قوات النظام، ولكنه ما لبث أن عاد إلى صفوف النظام بعد وساطات وإغراءات من "هناء السيد" النائب في ما يسمى مجلس الشعب، التي وعدته بمبالغ مالية ضخمة ومناصب قيادية.

وفعلاً عاد حيمود إلى صفوف النظام ليشكل ما يسمى "فوج الجولان" وهو عبارة عن لجان شعبية تقاتل إلى جانب النظام لمواجهة تقدم الجيش الحر الذي حرر 90 بالمئة من مساحة محافظة القنيطرة.

وأضاف الخالدي أن عملية اغتيال "مجد حيمود" حسب معلومات استخباراتية للجيش الحر تمت بالتنسيق بين المخابرات العسكرية وعلاء الحاج قائد ما يسمى "صقور القنيطرة" وذلك لعدة أسباب أولها سعي النظام إلى التخلص من حيمود بعد أن أصبح رمزاً قيادياً سنِّياً لأهالي خان أرنبة وما حولها، واستبداله بقيادات من الطائفة العلوية، وثانيها انتقام "علاء الحاج" من "حيمود" بعد تورط الأخير باغتيال أبو صخر الحاج ابن عم علاء الحاج و القيادي في ما يسمى "جمعية البستان" ( وهي عبارة عن لجان شعبية تشبيحية ).

واعتبر الخالدي أن أهمية اغتيال "مجد حيمود" كان يصب في خدمة مخططات النظام في إعادة هيكلة البنية العسكرية الدفاعية في خان أرنبة وخاصة بعد الشعبية الكبيرة لمجد حيمود وسطوته وسيطرته على اللجان التشبيحية في المدينة، ما يشكل مصدرَ خطر على أمن المدينة وخاصة أنها خط الدفاع الأول عن دمشق من الجهة الجنوبية الغربية للعاصمة.

وفي سياق متصل.. أفاد أبو محمد حيمود رئيس المجلس المحلي الثوري لخان أرنبة في المناطق المحررة للجسر أن مجد حيمود لا يمثل أبناء خان أرنبة "المغلوبين على أمرهم" بحسب وصفه، وأنهم غير راضين عن تصرفاته التي "عانوا منها الويلات، ولا سيما تسببه باعتقال عوائل وأقارب الثوار".

واضاف "أبو محمد" أن مجد حيمود ممن باعوا دينهم وأخلاقهم مقابل المال والجاه والسلطة التي خسرها كنهاية حتمية لمن يقف مع نظام غادر قاتل لشعبه، وأن أهالي خان أرنبة كان لهم دور بارز في الثورة السورية، واستطاعوا تحرير عدة حواجز سابقاً من قبضة النظام، لكن موقع المدينة وأهميتها جعلت النظام يفرض سيطرته وهيمنته عليها، وهي التي تعتبر مركز المحافظة بسبب تدمير القنيطرة المدينة إبان الاحتلال الاسرائيلي في الستينات، وعدم السماح للأهالي بإعادة اعمارها، ويبلغ عدد سكان خان أرنبة نحو عشرين ألف نسمة نزح أكثر من ألف منهم إلى المناطق المحررة.

يُدفن مجد حيمود في تراب خان أرنبة التي خانها مع رفاق كانوا مثله في الخيانة والغدر، بعد أن أعانوا النظام الذي قتل إخوتهم، ويعرف الكثيرون أن نهاية حيمود هي نهاية كل خائن باع نفسه للشيطان، فباعه الشيطان بثمن بخس.