الأثنين 2018/11/26

“اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة” نساء سوريا الأكثر تعرضا للعنف بكافة أشكاله

أعلن يوم 25/11 يوما عالميا للقضاء على العنف ضد المرأة الذي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993.

ويعرف العنف ضد النساء، بأنه أي عملية عنيفة تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب على ذلك أذى أو معاناة من الناحية الجسمانية أو النفسية أو الجنسية بما في ذلك التلفظ والتهديد بالأسر أو الحرمان من الحرية .

حيث تعد سيدات سوريا الأكثر تعرضا للعنف كصرخة أم مكلومة فقدت فلذة كبدها وصرخة أرملة باتت بلا معيل تستند عليه في صعاب الحياة تاركا لها أيتاما لا تقوى على إعالتهم ؛ومن أعنف الصرخات صرخة معتقلة في غيابات السجون تتعرض للتعنيف المميت والقاهر مخلفا وراءه أقسى أنواع الترهيب والدمار النفسي والجسدي ناهيك عن عدم تقبل المجتمع للناجيات منهن ونظرته الدونية لهن وتأتي الفاجعة الأكبر حرمانهن من حقهن في الحرية والعيش بسلام.

لكن قوة وصمود نساء سوريا لم تثنِ عزيمتهن ولم تقف عائقا أمام طموح غالبيتهن، فهناك الكثير من النماذج الواقعية التي تعرضت لتعنيف بشكل مباشر لكنها استمرت وأكملت حياتها بكل نجاح .

 

وفي تصريح من السيدة( أم أحمد ) لقناة الجسر التي وصفت أنها تعرضت لعنف نفسي خطير، وذكرت الصعوبات الكبيرة التي تواجهها فهي في الثلاثين من عمرها، تركها زوجها وتزوج من سيدة أخرى تاركا ستة أطفال بلا معيل، مما اضطرها للعمل في تصفيف شعر السيدات لتؤمن لقمة العيش لها ولأطفالها، واجهت الكثير من المصاعب في الحياة، كونها تعود متأخرة من عملها وتقضي باقي يومها في تنظيف المنزل والاستماع لقصص أطفالها وما مرّ معهم طوال اليوم وتأمين متطلباتهم حتى يأتي الليل وهي منهكة ؛ كما قالت : هناك الكثير من الصعوبات في المجتمع لتقبل المرأة المطلقة وعدم الاهتمام بحقوق النساء من نفقة للزوج وإعالة الأسرة بعد الطلاق .

وتابعت : أصعب موقف حينما يتعرض أطفالي لمواقف تشعرهم باليتم والحرج أمام رفاقهم، كون والدهم تخلى عن مسؤوليته والسؤال عنهم.

السيدة ( أمل ) صاحبة الأربعين عاما تروي هي الأخرى قصتها في للجسر : رغم صعوبة العيش وتأمين مستلزمات المنزل بعد استشهاد زوجي ؛ اضطررت للعمل في مجال التعليم، لأوفر احتياجات أطفالي وتكاليف البيت، لاسيما سفر أهلي وبقائي وحيدة دون معيل.

وتابعت أمل : العنف الذي تعرضتُ له اجتماعيا ونفسيا كان كافيا لأتخذ قرار مواجهة الحياة وأهب حياتي لتربية الاطفال ونجاحهم في الحياة .

فيما ذكرت السيدة (هـ - و) معاناتها وتعرضها لعنف نفسي قاهر، نتيجة هجران زوجها لها، وزواجه من امرأة أخرى، حيث اعتبرت أن ما تتعرض له هو تحصيل حاصل لزواج فاشل واختيار خاطىء.

وأكدت أن ما ينسيني همي ويغمرني بسعادة لا حدود لها هو وجود أبنائي في حياتي وهو ما يشعرني بالقوة والاستمرار لأراهم يكبرون وينعمون في جو أسري هادئ.

ومن أهم أسباب العنف ضد المرأة :

المرأة ذاتها من العوامل المحفزة لتوجيه العنف ضدها واضطهادها إذ يعتبر ضعف المرأة واستكانتها عاملا أساسيا في زيادة الاعتداء عليها وتوجيه الإهانات لها.

وهناك أسباب ثقافية كالجهل وعدم معرفة التعامل مع الآخرين واحترامهم، فجهل المرأة لحقوقها وعدم مطالبتها لها يؤدي للتجاوز وتعدي الحدود .

وأسباب تربوية قد تكون أساسا في التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد والتي تورث العنف لاشعوريا ضد المرأة .

والعادات والتقاليد المتجذرة في ثقافات مجتمعاتنا والتي تحمل في طياتها الرؤية الرجعية لتمييز الذكر على الأنثى حيث تعطي الحقوق للذكر بممارسة السلطنة وفرض هيمنته وتعويد الأنثى على الرضوخ وتقبل ذلك فقط لأنها خلقت أنثى.

ويعد العامل الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي للأفراد إذ من الصعب الحصول على دخل مادي مما يخلق مشكلات اقتصادية تضغط على الرجل ليصب لجام غضبه على المرأة، أضف إلى ذلك أعباء النفقات التي تدفع المرأة لتقبل العنف الممارس ضدها، كونها لا تتمكن من إعالة نفسها واولادها .

يعدّ التمييز ضد المرأة بإنكار أو تقييد تساويها في الحقوق مع الرجل يمثل إجحافا أساسيا ويكون إهانة لكرامتها الإنسانية.

على المجتمع أن يضع نصب عينيه أهمية إسهام المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدور المهم الذي تؤديه داخل الأسرة ولاسيما تربية الأطفال تربية سليمة.