الأربعاء 2016/11/09

شتاء خامس.. ولاجئو سوريا في عراء البقاع اللبناني

يحل الشتاء الخامس على اللاجئين السوريين بمنطقة البقاع في لبنان دون مقومات أساسية للحياة، وسط مخاوف من تكرار مأساة الشتاء الماضي إثر تناقص مساعدات الأمم المتحدة.

ومن 1.7 مليون لاجئ سوري بلبنان، بينهم نصف مليون غير مسجلين، يعيش 34% من اللاجئين في مخيمات عشوائية داخل قرى وبلدات ريفية وجبلية بالبقاع.

هؤلاء اللاجئون يعبرون عن استيائهم من تخفيض الأمم المتحدة للمساعدات التي تقدمها للكثيرين منهم، بدعوى انخفاض قدرتها على تحصيل الموارد المالية الكافية للإغاثة.

وتمثل الأمطار -التي انهمرت خلال الأيام القليلة الماضية على هذه المنطقة المعروفة أساسا ببردها القارس- نذيرًا بقساوة ما سيحمله شتاء هذا العام لسكان عشرات المخيمات المنتشرة بالبقاع شمال وجنوبا.

وعبر الإمساك بأطراف الخيمة وتثبيتها بالحبال، يحاول بعض سكان المخيم الواقع في سهل قب الياس بالبقاع الأوسط التصدي للرياح الشديدة والأمطار الغزيرة كي لا تتطاير الأسقف البلاستيكية.

محمد عبد الباري (أحد سكان المخيمات) يقول لوكالة الأناضول إن الرياح في هذه المنطقة قوية للغاية نظرا لقرب المخيم من الجبل الذي لا يبعد سوى خمسمئة متر، ومع اشتداد الرياح تبدأ المعاناة لمن لا يملكون ما يثبت خيمهم ويمنع تطايرها أو دخول المياه إليها.

مخاوف
وفي ظل هذه الحال، فإن اللاجئين وفق عبد الباري "يتخوفون جدا مما ستحمله الأشهر الأربعة القادمة لأننا جربنا مرارة الشتاء السنة الماضية، ولا نملك ما نقاوم به حتى ينتهي الشتاء الحالي".

أما بعض النساء فانشغلن لنهار كامل بإزالة المياه التي تسربت إلى داخل الخيم، وفق ما تقول الجدة أم علي التي تضيف "بدأنا بتنظيف خيامنا من المياه صباحا والمطر شلال لا يتوقف، رغم أننا كنا ندرك أنه سيدخل من جديد، لكننا لا نملك سبيلا سوى أن نستمر في إبعاد المياه إلى خارج الخيمة ما استمر المطر".

وبتحسر واستنكار، تتساءل الجدة السورية عما قد تحمله الأيام القادمة إن كانت البداية بهذه القسوة قائلة "هذا أول الغيث.. فما عسانا نفعل إذا ما اشتد علينا الصقيع والبرد والريح كما المطر لأيام طوال متتاليات بينما لا نملك ملاذا.. الخيام نفسها والمعاناة مضاعفة".

خفض
في ظل هذه المأساة، يتساوى خوف اللاجئين من الشتاء بالتوجس من سياسة تخفيض المساعدات التي تلجأ إليها المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، إضافة إلى الهيئات الإغاثية المحلية.

اللاجئ ياسر الحواري يشكو من التأخير المستمر في المساعدات الأممية قائلًا "بدأ الشتاء وغزتنا موجات البرد، لكن الأمم المتحدة تعيش بمنأى عن حاجتنا للمازوت (أحد أنواع الوقود) الذي تستلزمه التدفئة، ولم توفر حتى اليوم أيا من حاجات الشتاء الضرورية.. لكن مساعدات الأمم المتحدة تبقى أفضل من العدم".

أبو الأطفال الخمسة رامح ركان الذي استمر في إصلاح خيمته لساعات بعد توقف المطر، يدعو الله أن تنتهي هذه الشدة عاجلا.

المعنيون من جانبهم أعلنوا أن الحاجة الميدانية الفعلية تفوق قدرة المؤسسات المحلية والدولية، خصوصا في ظل منع بعض البنوك لتحويلات مالية ترسلها جمعيات إغاثية خارجية إلى نظيرتها المحلية التي تعمل في مجال إغاثة اللاجئين، إذ تعتبر السلطات أن أموال بعض الجمعيات الخارجية مجهولة المصدر والهدف.

ويقول مسؤولون بجمعيات أهلية وخيرية لوكالة لأناضول إن المساعدات الشتائية -مثل البطانيات والمدافئ والشوادر البلاستيكية) في تناقص حاد مقارنة بالأعوام التي خلت.

ومع هذه الحال، يؤكد اللاجئون وجمعيات الإغاثة ضرورة تلبية الحاجات الضرورية قبل بدء موسم الثلوج الذي يكون أشد قسوة من الأيام الراهنة.