الأربعاء 2018/06/06

خارطة الطريق التركية الأمريكية حول منبج، إخلاء كامل لغرب الفرات من المليشيات الكردية

في إحاطة هاتفية نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية، حول مجموعة العمل الأمريكية-التركية بشأن سوريا جرت يوم أمس 5حزيران/يونيو 2018، تمّ الحديث عن إقرار "وزير خارجية الولايات المتحدة ووزير الخارجية التركي خارطة طريق" جديدة بين البلدين لحل المشاكل العالقة بينهما في مناطق شمال شرق سوريا، ومناطق منبج وعفرين، ومناطق انتشار القوات التركية في درع الفرات، وغصن الزيتون، غرب نهر الفرات.

الخارطة هي "إطار سياسي واسع يهدف إلى الوفاء بالالتزام الذي قطعته الولايات المتحدة لنقل المليشيات الكردية الانفصالية إلى شرق الفرات والقيام بذلك بطريقة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة منبج، وبطريقة متَّفَقٍ عليها بين الولايات المتحدة وتركيا في كل جانب من جوانبه".

لكن هذا الإطار الواسع "يحتاج إلى تفاصيل لا يزال من المتعيَّن التفاوض بشأنها، لا بدّ من أن تكون مقبولة بشكل متبادل من الطرفين، وأن يتمّ توقيت التنفيذ بناء على التطورات التي ستجري على الأرض.

كان وزير الخارجية بومبيو قد أصدر بياناً "رحّب فيه بالقيام بعمليات جديدة ضد تنظيم الدولة في شرق سوريا، بقيادة مليشيا قوّات سوريا الديمقراطية، بهدف إجلاء تنظيم الدولة من المنطقة التي تسمى "دشيشة"(شرق مركدة)، والتي كانت معقلها على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، على الحدود العراقية السورية مباشرة.

وأضاف الوزير تركيز الولايات المتحدة على ضمان أن حكومة العراق الجديدة التي ستتشكل في أعقاب الانتخابات الأخيرة "سيكون لديها الدعم الذي تحتاجه لتأمين حدودها بالكامل ضد تنظيم الدولة والتهديدات الأخرى بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي لدينا مع العراق، وأيضاً في شمال شرق سوريا".

انتقل الحديث إلى منبج حيث "إن خارطة الطريق في منبج تلعب دورًا في مسألة "ما هي المرحلة بعد تنظيم الدولة". و "شرح السياق حول منبج وحول الأهمية الفائقة لهذه المدينة" والتذكير بالهجمات الكبيرة في عام 2015 التي كان يشنها تنظيم الدولة في شوارع باريس وبروكسل، وأنهم "كانوا يقومون بتدريب فرقهم تلك في سوريا. كانوا ينظمونها في منبج للتسلل وتنفيذ هذه الهجمات" في المدن الأوربية.

تطرّقت الإحاطة إلى فشل الولايات المتحدة في نقل قوات عربية مدعومة منها ومن تركيا لقتال تنظيم الدولة "لكن تلك العمليات أثبتت أنها صعبة للغاية"، لذا وقع الخيار على " مليشيا قوات سوريا الديمقراطية، التي عبرت نهر الفرات وخاضت خلال أكثر من ثلاثة أشهر في صيف عام 2016، معركة صعبة للغاية، وفقدت خلال تلك المعركة نحو 300 شخص، ولكنها تمكّنت من إزالة تنظيم الدولة من منبج. ومنذ ذلك الحين، لم نشهد تلك الأنواع من الهجمات الموجهة التي تخرج منها الفرق "الإرهابية" المقاتلة من سوريا لقتل الناس في شوارع الدول الشريكة" للولايات المتحدة.

"في نفس الوقت، بعد معركة منبج، بدأت تركيا في تلك المنطقة عملياتها المسماة "درع الفرات"، والتي دعمت فيها تركيا قوى المعارضة، وقامت، بدعمٍ ونصيحةٍ من الولايات المتحدة، بتطهير هذه المنطقة المسماة جيب منبج من تنظيم الدولة. وبذلك أحكمت إغلاق الزجاجة – سدّتها بالفلين – حيث كان تنظيم الدولة يحاول التسلل داخل وخارج سوريا، وهو تطور هام في الحملة المضادة ضدّ التنظيم".

وجود قوات المعارضة المدعومة تركيّاً شمال منطقة منبج، و مليشيا قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة جنوبها، أدّت إلى حدوث مواجهات بينهما، ورغم أن الولايات المتحدة ساعدت في حراسة خط التماس في محاولة للتأكد من عدم تصعيد التوترات ومن تقليص حدّة التصعيد. "ولكن الوضع بات أكثر تعقيدًا بعض الشيء مع العمليات في عفرين قبل بضعة أشهر، وحدث أمران هناك، فأتى لاجئو عفرين إلى منبج، كما أتت بعض جماعات المعارضة المسلحة من مناطق أخرى من سوريا إلى منطقة درع الفرات، مما زاد من بعض التوتر على خط الترسيم".

"في ضوء ذلك، أطلقت الولايات المتحدة جهداً دبلوماسيا قوياً جداً مع تركيا ومع الشركاء على الأرض في محاولة لتهدئة التوترات". "وبالتالي فإن الإطار السياسي الواسع الذي تم الاتفاق عليه أمس هو جزء من هذه العملية، التي سوف تكون عملية متواصلة، وسيكون التنفيذ حرجًا للغاية، لكن تؤكد الولايات المتحدة أنه سيكون في الفترة القادمة "عناصر معينة تتحرك شرقاً عبر النهر".

وحول التهديدات التركية بالانتقال شرق الفرات إلى عين العرب والرقة لطرد الميليشيات الكردية ومقدار "الثقة في أن تركيا لن تقوم بتوسيع نطاق هجماتها في شمال سوريا، بحيث يشعر الأكراد بالثقة الكافية للتركيز أكثر على تنظيم الدولة"، أجابت الخارجية الأمريكية أن هناك "الكثير من العمل الدبلوماسي مع تركيا ومع  قوات سوريا الديمقراطية لمحاولة تقديم بعض التطمينات وضمان أن قوات سوريا الديمقراطية تستطيع مواصلة الحملة ضد تنظيم الدولة" وأنّه "تمّ إطلاع بعد عناصر قوات سوريا الديمقراطية بالطبع على خارطة الطريق هذه".

وردّاً على سؤال: من سيحكم منبج؟ هل سيظل المجلس العسكري في منبج من يفعل ذلك؟ هل ستحتفظ الولايات المتحدة بقوات في منبج كرادع؟ كان جواب الخارجية الأمريكية "إن الاتفاق هو أن كادر "وحدات حماية الشعب" المنخرطة في الحكم سوف تنسحب وتنتقل، ويمكن استبدالها بالسكان المحليين الذين يمكن التوافق عليهم بشكل مشترك".

وحول الأطر الزمنية التي أعلن وزير الخارجية التركي في تنفيذ الاتفاق، أجابت الخارجية الأمريكية: علينا أن ندع الأتراك يتكلمون عن أنفسهم – حول لماذا يريدون إرفاق أرقام. ولكن هناك عناصر من الاتفاق يمكن تنفيذها بسرعة، وقد بدأنا بالفعل مناقشات عسكرية حول بعض الجوانب العسكرية. وهناك عناصر أخرى ستأخذ وقتا أطول بكثير. لذلك لا نعتقد أن الأطر الزمنية المنشورة في الصحافة تعكس أي شيء ملموس. نودّ القول إن الإطار الزمني العام هو صحيح في المجمل، ولكن فيما يتعلّق بالتفاصيل المحددة له، لا نريد أن نضع أي تأكيد لرقم ما، لكن هذا الترتيب قائم على شروط، وقد تمّ الاتفاق عليه في المفاوضات. إنه ترتيب قائم على الشروط.

أضافت الخارجية الأمريكية "الطبيعة المحلية للبنى الحاكمة والأمنية هي العنصر الحاسم الذي تتفق جميع الأطراف عليه"، و "أن الفائدة للجميع هنا ستكون في حلٍّ مستدام طويل الأمد في منبج" وعدم وجود "أي تهديد بوقوع جرائم عسكرية أو إجراء عسكري، وهذا ما نريده للخروج من الطاولة". و "أن الهياكل في منبج بشكل عام – البنى المحلية، المتجذّرة، العرب – هي بنى قابلة للبقاء، لكننا نريد التأكد من أن حليفتنا في الناتو، الأتراك، وكذلك سكان منبج الآخرين الذين ربما يكونون قد تشردوا أثناء القتال يثقون في تلك الهياكل ويمكنهم بالتالي العودة، وأن أي إصلاحات في تلك الهياكل التي يتعين القيام بها، يمكن أن نقوم بها من خلال مرحلة التنفيذ.

وحول إعلان المليشيات الكردية في بيان لها أنها بدأت بسحب مستشاريها العسكريين من منبج. وهل الولايات المتحدة على علم بهذا الإعلان، وهل هو جزء من خارطة الطريق؟ كان الجواب "من الواضح أن الولايات المتحدة تشجع هذا الإعلان وستواصل العمل مع جميع الأطراف لتطبيق خريطة الطريق كما اتفق عليها بالأمس وزيرا الخارجية".

وحول ما يشاع عن رغبة السكان المحليين في المصالحة مع النظام. هل ستعارض الولايات المتحدة ذلك أيضًا؟ أو احتمال أن يشنّ النظام حملة عسكرية لاستعادة منبج؟

كان الجواب: لن تكون القوات الأمريكية هي التي ستستقرّ في شوارع مدينة منبج. ليس هذا ما نفكر فيه هنا. نريد أن تستمرّ القوى المتجذّرة محليا في توفير الاستقرار والأمن في منبج. ومجلس منبج العسكري هو إلى حدّ كبير – إلى حدّ كبير ذو أغلبية عربية ومحلية، ولذا من الواضح أن العناصر الأساسية في تلك البنى، كما نتوقّع، سوف تبقى في مكانها، وسنتأكد من تحقيق ذلك مع الأتراك للتأكد من أنهم مرتاحون مع الترتيبات طويلة الأمد، كما تم تحديدها في خريطة الطريق.

وبخصوص دور روسيا في منع النظام من تنفيذ تهديداته باستعادة السيطرة على كامل البلاد قالت الخارجية الأمريكية: "هناك مناقشات مع الروس طوال الوقت من خلال قنوات إزالة الصراع. من الواضح أن بعض هذه الحدود وخطوط خفض التصعيد هي في جنوب منبج. وهي خطوط بقيت مستقرة للغاية، ونحن عازمون على الحفاظ عليها بهذه الطريقة. تُجري تركيا أيضًا مناقشات منتظمة مع الروس وغيرهم من الجهات الفاعلة، وسوف نحافظ على ذلك التنسيق من خلال من خلال تركيا.


فريق تحرير قناة الجسر