السبت 2018/04/07

هل عليك الحذر لما يدور بينك وبين أصدقائك على فيسبوك بعد اليوم؟ نعم فالشركة اعترفت باحتفاظها لنسخة من رسائلك

اعترفت  شركة “فيسبوك” الأميركية أحد أكبر مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، بأنها تستخدم بشكل أوتوماتيكي أدوات لنسخ الرسائل التي يتبادلها مستخدموها عبر تطبيق “ماسنجر”.

ويأتي هذا الاعتراف في وقت يتزايد فيه الجدل بالولايات المتحدة، بعد فضيحة استغلال شركة الاستشارات “كامبريدج أناليتيكا”، للبيانات الشخصية لحوالي 87 مستخدماً على موقع “فيسبوك” أغلبهم أميركيون.

وجاء اعتراف”فيسبوك” في بيان نشرته الشركة، أمس الخميس 5 أبريل/نيسان 2018، وربطت قيامها بنسخ الرسائل بدعوى مواجهة ما وصفتها بـ”البرامج الضارة” و”الصورة الإباحية للأطفال”.

وأشار بيان “فيسبوك” إلى أنه يمكن لموظفي الشركة مراجعة أية رسائل يتم الإبلاغ عنها بواسطة المستخدمين، أو الأنظمة الآلية.

وكانت شركة “كامبريدج أناليتيكا”، ذكرت في وقت سابق أن الاحتفاظ بالرسائل الخاصة يعد إحدى “أولوياتها”، لكن بيان “فيسبوك”، استدرك أنه يستعمل آليات تلقائية شبيهة جداً بتلك التي تستعملها شركات الإنترنت الأخرى”.

وتواجه “فيسبوك” انتقادات واسعة على خلفية استغلال بيانات عشرات ملايين المستخدمين، وانخفضت قيمة أسهم الشركة حوالي 50 مليار دولار، بسبب تلك الفضيحة.

ومن المنتظر أن يقدم الرئيس التنفيذي لـ”فيسبوك” مارك زوكربيرغ شهادة أمام مجلس النواب الأميركي في 11 أبريل/نيسان الجاري،

وستكون هذه الشهادة الأولى التي سيقدمها زوكربيرغ على خلفية الفضيحة.

وبعد أن كان “فيسبوك” قد كشف أن عدد الأشخاص الذين تمت مشاركة بياناتهم الشخصية من قبل “كامبريدج أناليتيكا”، يصل إلى 50 مليون مستخدم، عاد يوم الأربعاء الفائت ليكشف أن هذا العدد يبلغ 87 مليون شخص، معظمهم أميركيون.

ورجحت الشركة العملاقة أن أغلب مستخدميها البالغ عددهم ملياري مستخدم، “من الوارد أن تكون قد استُخدمت بياناتهم الشخصية من قبل أطراف خارجية، دون إذن صريح منهم”.

وعلى خلفية الانتقادات، اعتذر زوكربيرغ لمستخدمي موقعه في بريطانيا والولايات المتحدة عن عملية الاختراق.

وتم اتهام “كامبريدج أناليتيكا” لتحليل البيانات، ومقرها بريطانيا، بجمع بيانات 50 مليون حساب على “فيسبوك” من دون علم المستخدمين بذلك، كما تواجه فيسبوك اتهاماً بعدم القدرة على حماية بيانات مستخدميه.

الثغرة التي استغلتها الشركة

وزُعم أن شركة “كامبريدج أناليتيكا” استخدمت بيانات مستخدمي “فيسبوك” لتوجيه الناخبين في الولايات المتحدة أثناء الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2016.

ولاستغلال البيانات استخدمت الشركة ملفات تحليل نفسي تُصنف الناس حسب نوع الشخصية، وبالتالي يمكنها استهدافهم بالرسائل السياسية التي من المرجح أكثر أن تصيب هدفها.

والثغرة التي استغلتها شركة “كامبريدج أناليتيكا” يمكن ربطها مباشرة بخيارات أقدم عليها زوكربيرغ في السنوات الأولى من عمر فيسبوك، التي ساعدت على تحديد شكل النشاط: عدم اهتمامه بالخصوصية، واندفاعه للانفتاح على المطورين، والسعي وراء نموذج أعمال قائم على الإعلانات الموجهة.

وأشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن زوكربيرغ "تجاهل هو وآخرون بشركة فيسبوك تحذيرات الموظفين والناشطين بأنهم يسلكون المسار الخاطئ".

وقالت كيت لوس، كاتبة بيانات زوكربيرغ السابقة ومؤلفة كتاب “The Boy Kings: A Journey Into the Heart of the Social Network”، أو “الصبية الملوك: رحلة في قلب الشبكة الاجتماعية”، إنه عندما قرَّر فيسبوك الانفتاح على المطورين في 2007، كان رئيسها “متحمساً للغاية”.

وأضافت أنه “وجد هذا الحماس تعبيراتٍ عنه أكثر بكثيرٍ من المخاوف بشأن الخصوصية. هذا لا يعني القول إنه لم يفكر في الخصوصية، لكن المحادثات عن المنصة كانت مُنصبَّة على كونها مشروعاً تجارياً، وإمكاناتها التقنية”.

وألقى ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب وكان في السابق نائب رئيس “كامبريدج أناليتيكا”، باللوم على فيسبوك، لجمع البيانات التي استخدمتها الشركة لاحقاً.

وقال في وقت سابق أمام مؤتمر مستقبل الأخبار الذي نظمته صحيفة “The Financial Times”، إن “فيسبوك عمل تجاري”. وأضاف: “يأخذون بيانات مجاناً ويبيعونها ويحولونها إلى سبيلٍ لتحقيق هوامش ربح ضخمة.. ثم يكتبون الخوارزميات ويديرون حياتك”.