الجمعة 2018/10/26

هل ستتأثر سلطات أردوغان بانسحاب بهتشلي من تحالف الشعب

أعلن رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي، في وقت سابق من هذا الأسبوع عدم نية حزبه التحالف مع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية المزمعة في 19 مارس / آذار المقبل.

ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد ساعتين فقط من إعلان بهتشلي بقوله إنه إذا اختار حزب الحركة القومية أن يعمل بمفرده فليكن كذلك.

ويشير تقرير لموقع ميدل إيست آي إلى أن قرار بهتشلي فض تحالف "لشعب" يطرح تساؤلات حول مدى تأثر سلطة أردوغان على السياسة الداخلية والخارجية التركية، لا سيما أن حزب العدالة والتنمية لا يملك بمفرده الأغلبية في البرلمان التركي، ويحتاج إلى أصوات حزب الحركة القومية لتمرير القوانين.

يحتفظ حزب العدالة والتنمية حاليا ب 290 مقعدا من إجمالي 600 مقعد في البرلمان التركي. وفي ظل نظام الحكم الجديد في تركيا، فإن الأغلبية البسيطة من أصوات البرلمانيين الذين يحضرون الجلسة تكفي لتمرير مشروع قانون. وهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى حزب الحركة القومية لتمرير التشريعات، في حالة حضور جميع نواب المعارضة للتصويت.

وإذا كان نظام الحكم الجديد، قد منح الرئيس المزيد من السلطات، فإن الرئيس التركي يحتاج إلى أصوات حزب الحركة القومية، في مسائل محدودة، منها عند الدعوة إلى استفتاء على تغيير في الدستور التركي، وهو الإجراء الذي يحتاج إلى 360 صوتا برلمانيا، يمتلك منها حزب الحركة القومية 50 مقعدا.

الآثار المحتملة على السياسة الخارجية لتركيا

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يرى الموقع أن هناك تطابقا في المواقف بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودولت بهتشلي، حيث يظل الأخير على استعداد للاستمرار في دعم أردوغان، ما دام يرى الرئيس يقف ضد القوى الأجنبية التي تريد الإضرار بوحدة تركيا الوطنية ووحدة أراضيها.

وخلال عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، دعا بهتشلي الحكومة إلى بدء عملية عسكرية ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن بهتشلي دعمه لعملية غصن الزيتون التي قام بها الجيش التركي لطرد ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي من مدينة عفرين السورية.

كما أيد زعيم حزب الحركة القومية قرار أردوغان بالتعاون مع إيران في معارضة الاستفتاء على استقلال إقليم شمال العراق الذي عقدته حكومة إقليم شمال العراق في أيلول / سبتمبر الماضي.

ودافع بهتشلي أيضا عن تأكيد الحكومة التركية بأن القس الأمريكي أندرو برونسون الذي صار احتجازه في تركيا مدار خلاف كبير بين واشنطن وأنقرة، كان جاسوسا ويجب أن يبقى في السجن. وقال: "إذا أرادت الولايات المتحدة عودة القس فعليها أن تعيد إلينا المجرم المقيم في بنسلفانيا،" وذلك في إشارة إلى فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشل بتركيا في تموز / يوليو 2016.

سبب الخلاف

بدأ الخلاف داخل تحالف الشعب عندما دعا بهتشلي، في أوائل أيار / مايو إلى إصدار عفو عام عن الأشخاص المدانين بجرائم مختلفة، وذكر اسم علاء الدين تشاكجي، أحد أعضاء المافيا في تركيا على وجه التحديد، كما قام في وقت لاحق بزيارته في مستشفى بولاية كيركالي بوسط الأناضول.

وقد رفض أردوغان هذه الدعوة، وقال في أوائل يونيو / حزيران إن العفو ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي.لكن حزب الحركة القومية لم يترك القضية، وطرح مشروع قانون حول العفو في الشهر الماضي.

وعاد الرئيس أردوغان وكرر يوم الأحد الماضي رفضه لقانون العفو، وقال: "إن الدولة لن تفتح الأبواب أمام المجرمين بعض الناس يتحدثون الآن عن العفو الضحية يمكن أن يغفر، لكن الدولة لا يمكن أبدا أن تغفر وخلاف ذلك سنعرف باسم الحكومة التي تسامح تجار ... المخدرات ".

كما ظهر على السطح خلاف آخر بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية يتعلق بقسم الطلاب في المدارس الذي ألغي في عام 2013. وكان هذا القسم يبدأ بعبارة "أنا تركي"، وينتهى ب "هنيئا لمن يقول أنا تركي".

وفي الأسبوع الماضي، حكمت المحكمة العليا التركية بإعادة هذا القسم، وهو ما أثار انتقادات من حزب العدالة والتنمية وأردوغان الذين يعدانه رمزا لأتباع مصطفى كمال أتاتورك العلمانيين والقوميين. وقد أثارت ردود الأفعال تلك غضب بهتشلي الذي انتقد أعضاء حزب العدالة والتنمية على تويتر.