الأربعاء 2018/11/07

ديوان المظالم يقترح حلّا لاستقرار اللاجئين السوريين في تركيا

نشرت مؤسسة تركية حكومية تقريرا بعنوان "السوريون في تركيا" بحثت فيه فرصة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وقدمت مجموعة من الاقتراحات لتسهيل عملية اندماجهم بالمجتمع التركي.

وبحسب ما ترجمه موقع الجسر تورك عن صحيفة خبر تورك التركية، فقد أشار التقرير الذي أصدره "ديوان المظالم"، وهي مؤسسة حكومية تُعنى بشكاوي المواطنين، إلى صعوبة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم حتى بعد انتهاء الحرب، مؤكدا ضرورة مواجهة الحقائق، والخروج باقتراحات وسياسات جديدة تواجه حقيقة استقرار السوريين بشكل دائم في تركيا.

وبحسب ما ورد في التقرير لا تتجاوز نسبة السوريين المقيمين في مخيمات اللجوء 6.69 بالمئة من إجمالي السوريين الموزعين على الولايات التركية المختلفة، بعضهم حصل على الجنسية التركية، وبعضهم الآخر يعمل ويتسثمر أمواله، ولا يمكن التعامل معهم كما لو أنهم سيرحلون غدا، كما إن إحلال السلام في سوريا أمر غير محتمل سواء في المستقبل القريب أو المتوسط، وفيما لو توفر للسوريين عمل بمردود ولو قليلا، ومنازل للعيش بمستوى متوسط، ومدارس يمكنهم إرسال أطفالهم إليها، فسيكون من الصعب عودتهم ولو انتهت الحرب.

ووفقا للاحصائيات الرسمية فإن ولادات السوريين في تركيا بلغت منذ عام 2011، 276 ألف و 158 طفلا، وهو ما اعتبره التقرير دلالة مهمة على رغبة السوريين بالاستقرار في تركيا، كما إن 46 بالمئة منهم، أي ما يعادل نحو مليون و 400 ألف سوري تحت سن الـ 18 ، وهذا ما يرجح احتمال زيادة أعداد السوريين في تركيا إلى 4-5 ملايين بعد 10 أعوام.

هذا وقدم التقرير مجموعة من الاقتراحات لتسهيل عملية اندماج اللاجئين السوريين، كإنشاء مديرية أو وزارة تهتم بشؤون السوريين تكون على اتصال مباشر برئاسة الجمهورية التركية، وتعمل بالتنسيق مع مديرية الهجرة العامة ومنظمة الطوارئ وكوارث الحروب AFAD والهلال الأحمر التركي.

كما اقترح التقرير تعاون المؤسسات التعليمية الحكومية التابعة لوزارة التعليم والجامعات مع المنظمات غير الحكومية بهدف توفير فرص تعليم اللغة التركية لجميع السوريين على وجه الأخص من هم في السن الدراسي، والبدء الفوري بالبرامج والمشاريع التعليمية المشتركة.

ونصت إحدى الاقتراحات على إضافة اللغة العربية كخيار في المواقع الحكومية الرسمية، مشيرا التقرير إلى أنها تشكل خطوة مهمة في سبيل تسهيل عملية اندماج اللاجئين، ومتابعتهم للمسائل التي تهمهم بيروقراطيا عبر مواقع مؤسسات الدولة الالكترونية.

واقترح التقرير أيضا تعاون بلديات المقاطعات التركية مع شركة TOKİ المتخصصة بالبناء فيما لو أمكن لبناء مساكن للاجئين السوريين، مع ضرورة مراعاة ردات فعل المجتمع التركي، بهدف إزالة التعامل العرقي، وتسهيل عملية الاندماج فيما بينهم.

أما فيما يخص مخيمات اللجوء اقترح التقرير إخلاء المخيمات من السوريين مشيرا إلى أن الحياة داخلها يترك آثارا سلبية تعيق عملية الاندماج، مع ضرورة السماح لكبار السن وضحايا الصدمات النفسية بالبقاء في المراكز لتلقي الرعاية المناسبة على أن يتم دمجهم مع المجتمع بعد إعادة تأهيلهم.