الأربعاء 2018/06/06

تنظيم الدولة يستغل تموضعه في ضواحي كركوك ليهاجم أطراف الموصل

شهدت الأسابيع الأخيرة، هجمات خاطفة، شنها تنظيم الدولة في العراق ضد قوات حكومة بغداد في أطراف الموصل، وكركوك. ورغم أن هذه الهجمات لم تصل لحد الآن لمرحلة تهدد سيطرة قوات بغداد، على المدن والقرى الرئيسية، لكن بعضها كان قاسياً.

ففي إحدى الهجمات، نصب مقاتلو التنظيم نقطة تفتيش وهمية، على إحدى الطرق المرتبطة بكركوك، واعتقلوا نحو عشرة عناصر من الشرطة الاتحادية. وقام عناصر التنظيم بإعدام أسراهم بعد تصوير عمليات التحقيق معهم، وبثوا تفاصيل العملية في إصدار خاص يظهر مشاركة العناصر المعتقلين من الشرطة الاتحادية في معركة الموصل.

هذا الكمين، يظهر قدرة التنظيم على الاستفادة من تموضعه في قرى كركوك النائية المتصلة بصلاح الدين، ومرتفعات جنوب كركوك في سلسلة جبال حمرين، وهو تموضع استراتيجي يمنحه القدرة على الحركة في ثلاث محافظات عراقية وسط البلاد.

وامتدت عمليات التنظيم لتصل إلى أطراف الموصل الجنوبية، شمال المواقع التي يتمركز بها في كركوك. وضرب التنظيم بقوة جنوب الموصل قبل أيام، وسيطرعلى قريتي صلبي وكيطان لعدة ساعات.

التحركات المتصاعدة للتنظيم، جاءت في وقت أكد فيه مصدر أمني خاص لـ القدس العربي، إن «قوات بغداد أصبحت تتعرض لهجمات من وقت لآخر من قبل عناصر التنظيم في المنطقة التي تمثل الخاصرة الضعيفة للقوات الحكومية، وهو الطريق الرابط بين محافظتي نينوى وبغداد». ولفت إلى «الكمين الذي تعرضت له قوات حكومة بغداد، قرب قرية الأصلبي الواقعة على الطريق العام».

وأوضح أن «التنظيم يحاول مجدداً فرض نفوذه وسيطرته على هذا الطريق الحيوي، الذي كان من أبرز معاقله فيما مضى».

وأضاف: «قواتنا تعتزم نشر سيطرات ونقاط تفتيش هناك ولكن خطورة الوضع الأمني وقلة الأعداد في قوات بغداد تحول دون ذلك، خصوصاً أن التنظيم يحاول الآن تكييف نفسه من جديد وإعادة ترتيب صفوفه».

ويحاول التنظيم من خلال نشاطه في كركوك، فتح طريق يربط بين مقاتليه في المدينة والمناطق المحيطة بها، والتي تعتبر العمق الاستراتيجي له في العراق، وفق المصدر، الذي يستبعد نجاح التنظيم في تحقيق ذلك.

وبين أن التنظيم «سيحاول القتال على شكل مجاميع منفردة ومنعزلة عن بعضها»، مضيفاً أن تنظيم الدولة يعتبر الموصل أهم منطقة له من الناحية المادية حيث كانت معظم إيراداته المالية تأتيه من هذه المدينة، فقد كان يعتمد على النفط والأتاوات التي كان يفرضها على التجار والمقاولين، لذا يسعى لاستعادة تواجده فيها من جديد».

وأشار إلى أن «التنظيم قام بنقل أموال ومعادن نفيسة إلى الصحراء الغربية، قبيل انطلاق العمليات العسكرية، ولكنها لا تكفيه للاستمرار وتمويل مقاتليه لذلك يريد الذهاب إلى الموصل، ولكن يصعب عليه تحقيق ذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تعيشها المحافظة في الوقت الحالي.»

وأكد أن « قوات حكومة بغداد لن تستطيع السيطرة على المناطق الصحراوية، ما يجعل الأخيرة البيئة المناسبة للتنظيم للعيش فيها، وجعلها منطلقاً له، لشن عملياته العسكرية ضد قوات بغداد المتواجدة بالقرب من المناطق الصحراوية».

وتابع: «رغم أن القوات العراقية منشغلة الآن بتواجد التنظيم في مناطق كركوك، لكن خطره الحقيقي يكمن في الصحراء الغربية حيث لأن لأغلب مقاتليه استقروا هناك، لإعادة ترتيب صفوفهم».