الأربعاء 2018/10/24

هكذا تغتال “فرقة النمر” المعارضين السعوديين

في جديد كشف، قال مصدر سعودي على اطلاع كبير بأجهزة الاستخبارات في بلاده لموقع «ميدل إيست آي» البريطاني معلومات عن كتيبة الإعدام التي تعمل تحت توجيه وإشراف محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي.

«فرقة النمر» هي فرقة معروفة بشكل جيد لأجهزة الاستخبارات الأمريكية. وقد تشكلت منذ أكثر من عام وتتألف من 50 من أفضل العناصر الاستخباراتية والعسكرية في المملكة.

تم اختيار المجموعة من فروع مختلفة من الأجهزة الأمنية السعودية، وتشمل العديد من مجالات الخبرة. وأعضاؤها موالون لولي العهد في الرياض، والمعروف باسم «MBS».

وقال الموقع البريطاني إنه يمكنه الكشف حصريا عن تفاصيل تتعلق ب «فرقة النمر»، بعد التحدث إلى مصدر موثوق. وفصل المصدر معلومات عن تشكيل الفرقة وأهدافها وأعمالها وعملائها.

على الرغم من أن «ميدل إيست آي» لم يتمكن من تأكيد المعلومات التي تم الكشف عنها، فقد تم التحقق من المصدر بشكل مستقل.

وقال المصدر إن مهمة «فرقة النمر» هي اغتيال المعارضين السعوديين داخل المملكة وعلى أراض أجنبية بطريقة لا تلاحظها وسائل الإعلام والمجتمع الدولي والسياسيون.

وأضاف المصدر: «إنهم أي (القيادة السعودية) يعتقدون أن اعتقال المعارضين سيزيد الضغط عليهم، ولهذا السبب بدأوا في اغتيالهم بهدوء».

تتنوع الأساليب التي تستخدمها «فرقة النمر». في بعض الأحيان، يقومون بعمليات قذرة، كما هو الحال مع الصحفي جمال خاشقجي، الذي تعرض للتعذيب والقتل والتشويه من قبل «فرقة النمر» في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر (تشرين الأول).

لكن الوحدة تخطط أيضا لعمليات الاغتيال عن بعد لتبدو العملية وكأنها حادث، مثل حوادث السيارات أو حرائق المنزل. وقال المصدر إن «فرقة النمر» حقنت شخصا منشقا بفيروس مميت أثناء زيارته للمستشفى لإجراء فحص روتيني.

سميت الفرقة على اسم اللواء أحمد العسيري، نائب رئيس الاستخبارات السعودية، الذي أقالته الرياض الأسبوع الماضي بعد ضغوط دولية مكثفة على السعودية لاتخاذ إجراء ضد مقتل خاشقجي.

وقال المصدر: «العسيري معروف جيدا بين زملائه ب (نمر الجنوب). ومنذ حرب التحالف (على اليمن) بدأت وسائل الإعلام السعودية أيضا في تسمية العسيري (الوحش)، وكان يحب هذا اللقب ».

علاقتهم بولي العهد

ونفى المصدر معرفة من يصدر الأوامر إلى «فرقة النمر»، لكنه قال إن العسيري وسعود القحطاني، أحد أقرب مساعدي ولي العهد السعودي، الذي أقيل الأسبوع الماضي، جزء من هيكل القيادة.

[caption id="attachment_321406" align="alignnone" width="1024"] تحقيقات موسعة تجريها السلطات التريكة لكشف ملابسات مقتل خاشقجي-إسطنبول[/caption]

وقال المصدر إن ولي العهد الشاب اختار خمسة من أكثر الشخصيات ولاء له ضمن الفريق الأمني ​​الخاص به للعمل في «فرقة النمر». وقال المصدر إن جميعهم من بين 15 رجلا أرسلوا لقتل خاشقجي بينهم ماهر عبد العزيز مطرب ومحمد الزهراني ودير الحربي.

مطرب هو دبلوماسي ولواء كان قد شوهد يسافر مع ولي العهد في وقت سابق من هذا العام في جولات في بوسطن وهيوستن والأمم المتحدة في نيويورك. ووصفه المصدر بأنه «العمود الفقري لفرقة النمر». وقال المصدر: «لقد تم اختياره من قبل ولي العهد الذي يعتمد عليه وهو مقرب منه».

وأضاف المصدر: «اختار ولي العهد حرسه الشخصي المقرب ليكونوا ضمن الفرقة، كي يظل على تواصل دائم بها ويشرف على الاغتيالات».

وقال المصدر ل «ميدل إيست آي» إن تركيا اعترضت 14 مكالمة هاتفية لمطرب في 2 أكتوبر (تشرين الأول)، يوم وفاة خاشقجي، وكانت سبعة من هذه المكالمات لمكتب ولي العهد.

ولم يوضح المصدر ما إذا كانت مكالمات مطرب تتعلق بمقتل خاشقجي لكنه قال إنه إذا تم تسريبها، فإن هذه المكالمات ستفجر «مفاجأة».

وبحسب المصدر، قام مطرب وثلاثة آخرون بحقن خاشقجي بعقار مميت، قبل أن يقطع جسده على طاولة داخل القنصلية.

وقال الموقع البريطاني إن العقار المقصود هو عقار المورفين. وقد أخبر المحققون الأتراك موقع «ميدل إيست آي» أن خاشقجي قطعت أوصاله فوق مكتب في مكتب القنصل العام السعودي.

كما نشرت صحيفة «يني شفق» التركية تقريرا عن اتصالات مطرب المزعومة لمكتب بن سلمان، وتقوم الصحيفة التركية، كبقية وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة، بنشر تفاصيل التحقيق في قضية خاشقجي.

وفقا ل «يني شفق»، تحدث مطرب إلى بدر العساكر، رئيس مكتب ولي العهد، أربع مرات بعد مقتل خاشقجي.

اقتلوهم بفيروس الإيدز

إحدى العمليات السرية الأولى التي نفذتها «فرقة النمر» داخل الحدود السعودية هي مقتل الأمير منصور بن مقرن، نائب حاكم محافظة عسير ونجل ولي العهد السابق، في نوفمبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

[caption id="attachment_321407" align="alignnone" width="1024"] ولي العهد السعودي محمد بن سلمان-الرياض[/caption]

الأمير منصور، المعارض المعروف لبن سلمان، توفي عندما تحطمت مروحيته بالقرب من الحدود السعودية مع اليمن. أفاد «ميدل إيست آي» في ذلك الوقت أن الأمير كان يحاول الفرار من البلد، وتوفي بعد ساعات قليلة من بدء حملة تطهير واسعة لشخصيات بارزة في المملكة في 4 نوفمبر (تشرين الأول).

وقد اعتقلت السلطات العشرات من الأمراء والوزراء والمليارديرات واحتجزتهم في فندق ريتز كارلتون بالرياض، وفرضت السلطات حظرا على السفر على جميع الطائرات الخاصة.

ووفقا للمصدر، فإن مشعل سعد البستاني، وهو أحد أعضاء «فرقة النمر» وأحد الخمسة عشر سعوديا الذين يشتبه في أنهم قتلوا خاشقجي، كان وراء وفاة الأمير منصور.

وقال المصدر: «البستاني هو ملازم في سلاح الجو الملكي السعودي وأسقط مروحية منصور بصاروخ من طائرة هليكوبتر أخرى. لكنهم جعلوها تبدو وكأنها موت طبيعي ».

وبحسب ما ورد فقد توفي البستاني، 31 عاما، في 18 أكتوبر (تشرين الأول) في حادث سيارة في الرياض. وقال المصدر: «إنها كذبة. كان محتجزا في سجن وتم تسميمه. يحمل البستاني سر مقتل نائب حاكم مقتل عسير، وكذلك خاشقجي ».

كانت هناك عملية سرية داخلية أخرى تديرها «فرقة النمر» وهي قتل رئيس المحكمة العامة في مكة المكرمة، القاضي والشيخ سليمان عبد الرحمن الثنيان، في مستشفى في الرياض في 1 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال المصدر: «أعتقد أنه قتل بفيروس مميت جرى حقنه في جسده خلال فحص طبي عادي. عرفت الفرقة أنه كان لديه موعد في المستشفى وجعلوا الوفاة تبدو وكأنها طبيعية. كان القاضي الثنيان قد أرسل رسالة إلى بن سلمان عارض من خلالها رؤيته الاقتصادية 2030 ".

وأضاف أن إحدى التقنيات التي تستخدمها «فرقة النمر» لإسكات المعارضين أو المعارضين للحكومة هي «قتلهم بفيروس نقص المناعة البشرية، أو أنواع أخرى من الفيروسات المميتة».

لم يتمكن موقع «ميدل إيست آي» التأكد من نوع المرض الذي كان سبب وفاة الثنيان. وبحسب المصدر، كان مقتل خاشقجي هو أول حادث اغتيال قامت به «فرقة النمر» في بلد أجنبي. ومع ذلك، لم تكن محاولة القتل الأولى للفرقة.

وقال المصدر: «أعلم بمحاولة أخرى تتمثل في استدراج المنشق السعودي عمر عبد العزيز في كندا للقنصلية وقتله. لكن عبد العزيز رفض الذهاب وفشلت المهمة. كانت عملية خاشقجي أول عملية ناجحة ». وقد وصفت تقارير منفصلة كيف تم استهداف عبد العزيز من قبل السعوديين باستخدام برنامج تجسس إسرائيلي.

وكدليل على نجاح مهمة خاشقجي، قال المصدر، إن أعضاء «فرقة النمر» جلبوا أصابع كاتب مقالات الرأي في صحيفة «واشنطن بوست» إلى الرياض. وتم تقديمها إلى الوريث الشاب لعرش السعودية.

وقال المصدر: «دائما ما يقول بن سلمان إنه سيقطع أصابع كل كاتب ينتقده».