الأربعاء 2018/12/19

نيويورك تايمز: هدنة اليمن هشّة وتحتاج لدعم دولي أكبر

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الهدنة التي وقعت في السويد بين الحوثيين والحكومة اليمنية لوقف القتال، تبدو هشة بعد يوم واحد من إعلان تنفيذها، ما يستدعي تظافر أكبر للجهود الدولية من أجل دعم هذا الاتفاق.

وبدأ يوم الثلاثاء وقف إطلاق النار المدعوم دولياً في ميناء الحديدة، وبعده بساعات تجددت الاشتباكات منتصف الليل، ما يشير إلى أن هذه الهدنة "الهشة" يمكن أن تنهار في أي لحظة.

وكان الهدف من الهدنة التي وقعت في السويد، هو ضمان وصول الامدادات والمساعدات الإنسانية إلى الحديدة، التي تمثل نحو 70% من مجمل المساعدات التي تدخل اليمن، وأحيا الاتفاق آمال اليمنيون برؤية نهاية للحرب التي أدت إلى تشريد ومقتل الآلاف بالإضافة إلى تهديد حياة الملايين بسبب الجوع.

وقضى الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي في السويد، على سحب القوات المتحاربة عناصرها من حدود المدينة في غضون 21 يوماً تحت إشراف لجنة تقودها الأمم المتحدة.

ويقول مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، إنه من سيرأس اللجنة باتريك كاميرت، الجنرال الهولندي المتقاعد الذي سبق له أن قاد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو الديمقراطية وعلى طول الحدود بين أثيوبيا وأريتريا.

ومن أجل تماسك الهدنة، يأمل غريفيث الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يدعم جهود السلام الأخيرة، وعلى نطاق أوسع، فإنه يأمل في بناء خط تصاعدي من الاهتمام الدولي باليمن، خاصة بعد الخطوة الكبيرة التي أقدم عليها الكونغرس الأمريكي بإصداره قرارا يدعو لإنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حربها باليمن.

وتشير الصحيفة إلى أنه من المرجح أن يكون للقرار، الذي حظي بدعم الحزبين، تأثير رمزي وليس ملموسا، على الأقل حتى اجتماع المجلس الجديد مطلع الشهر المقبل، ورغم ذلك فإن التصويت أرسل رسالة قوية للرئيس دونالد ترامب، بأن سياسته في اليمن ستخضع لتدقيق مكثف الآن.

وبحسب مسح للأمم المتحدة فإن 16 مليون يمني يعيشون نقصاً في الغذاء، بينهم خمسة ملايين شخص يعيشون في ظروف ما تحت المجاعة وأن هناك 63 ألف يمني ماتوا من الجوع، وقد ارتفعت هذه الأرقام بنسبة 42% منذ إجراء المسح الأخير في مارس 2017، حيث يتخوف من حدوث مجاعة على نطاق واسع في اليمن.

وعن الأسباب التي أدت إلى التفات العالم لمأساة اليمن، تقول الصحيفة، إن الصور الواردة من هناك، ومنها صورة أمل، التي هي عبارة عن طفلة هيكل عظمي بسبب الجوع، وغيرها الكثير من الصور الواردة من هناك، أثارت اهتمام الراي العام الدولي، الذي كان لفترة لا ينظر سوى إلى صراعات أخرى مثل العراق وسوريا.

ليست الصور الواردة من اليمن للأطفال الذين تحولوا لهياكل عظمية وحدها من أثار الرأي العام الدولي، وإنما نتاج السياسة الدولية، بحسب "نيويورك تايمز".

وتابعت: "لقد إلتفت العالم لليمن عقب جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، على يد عناصر سعودية مقربة من ولي العهد محمد بن سلمان، وأكد تقييم وكالة المخابرات الأمريكية مسؤوليته عن تلك الجريمة".

فبالنسبة لبعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، كان تصويتهم على قرار وقف الدعم الأمريكي للسعودية في حربها باليمن، هو للتعبير عن غضبهم من بن سلمان المتهم بقتل خاشقجي.

وتختم الصحيفة بالقول، إن هناك مخاوف حقيقية من تجدد القتال في اليمن، خاصة وأن الهدنة هشة، وبالتالي فإنه في حال تجدد القتال في اليمن، فإنه سيكون هذه المرة "أكثر شراسة وفتكاً".