الخميس 2018/02/22

نريد دباباتنا! أمريكا تطالب بغداد بإعادة 9 مركبات من أقوى طراز في العالم.. خطأٌ واحدٌ كشف الواقعة التي أغضبت واشنطن

بالتأكيد، لم تكن الإدارة الأميركية ترغب في أن تصل أقوى دبابات صنعتها الولايات المتحدة إلى حلفاء إيران بالعراق، أو على الأقل ألا تستخدمها في مقاتَلة حلفاء واشنطن الأكراد بالمنطقة، ولكن ما حدث جاء على غير هوى أميركا.

ففي وقت مبكر من شهر فبراير/شباط 2018، أقرت واشنطن بأن الميليشيات الموالية لإيران في العراق استحوذت -على الأقل- على 9 دبابات أميركية الصنع فائقة التقنية من طراز M-1 في أوائل عام 2015. وإلى جانب هذا الإقرار المتأخر، صرَّحت وزارتا الدفاع (البنتاغون) والخارجية الأميركيتان بمحاولاتهما استرداد تلك الدبابات. لكن الضرر قد وقع بالفعل إلى حدٍّ كبير. فقد استخدمت الميليشيات تلك الدبابات ضد بعض الحلفاء طويلي الأمد لأميركا من الأكراد، بحسب تقرير لموقع "الديلي بيست" الأميركي الأربعاء 21 فبراير/شباط 2018

وصرَّح المُتحدِّث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده أميركا في العراق وسوريا، لموقع "الديلي بيست" الأميركي: "نحن ندرك أن جميع العتاد الدفاعي الذي تُقدِّمه أميركا، لا يخضع لسيطرة الجهة المقصودة بالتسلُّم؛ لذا تواصل أميركا العمل مع حكومة بغداد للتصرُّف بأسرع وقتٍ ممكن؛ لضمان وجود جميع العتاد الدفاعي في حيازة المتسلّم المقصود".

وأضاف المُتحدِّث الرسمي أن قوات حكومة بغداد استردَّت "العديد" من الدبابات.

 

مواصفات الدبابات

 

وبحسب الموقع الأميركي، تُعد دبابات أبرامز طراز M -1A1، التي تزن الواحدة منها 70 طناً، المركبات الأقوى على الإطلاق في العالم، وهي أكثر المركبات التي تملأ مستودعات الجيش وقوات المشاة البحرية الأميركية، إلى جانب أنها دعامة جيوش حلفاء أميركا. وتحمل الدبابة 4 أشخاص، وهي مُسلَّحة بمدفع عيار 120 ملليمتراً، ودروع ثقيلة، ومُحرِّك توربيني يعمل بقوةٍ لدرجة أنه يدفع المركبة لتسير 40 ميلاً (نحو 64 كم) في الساعة.

واشترت بغداد 140 دبابةً جديدةً طراز إم-1 من أميركا بداية من عام 2008؛ بهدف إعادة بناء المفارز المسلحة التي دمَّرَتها القوات الأميركية عقب الغزو الذي قادته أميركا عام 2003. وقد يختلف سعر كل دبابة، ولكنها تساوي نحو 4.3 ملايين دولار.

عندما اجتاح تنظيم الدولة شمال شرقي العراق عام 2014، كانت الدبابات العراقية M-1 تُستخدَم في أوج الحرب. فسرعان ما دمَّرَت الميليشيات 5 منها، وأتلفت عشرات أخرى، إلى جانب الاستيلاء على عدة دبابات سليمة. وقال المُتحدِّث الرسمي باسم التحالف إن تنظيم الدولة استخدم الدبابات طراز M-1 عدة أشهر على الأقل. ثم استولت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران والمجتمعة باسم "قوات الحشد الشعبي"، على بعضها، بحسب "الديلي بيست".

 

مقطع فيديو كشف الواقعة

 

وبحسب الموقع الأميركي، في يناير/كانون الثاني عام 2015، نُشِرَ مقطع فيديو على الإنترنت يعرض دبابة M-1 ترفع علم "كتائب حزب الله"، وهي جماعة صنَّفَتها الولايات المتحدة بأنها إرهابية وتُمثِّل إحدى قوات الحشد الشعبي، وتقاتل إلى جانب الجيش العراقي. وفي مقطع آخر نُشِرَ في فبراير/شباط 2016، ظهرت دبابة M-1 أيضاً تحمل علم "كتائب سيد الشهداء" التابعة لميليشيات "قوات الحشد الشعبي".

حسبما ذكر المُتحدِّث الرسمي باسم التحالف، لا تُمثِّل الدبابات المستوردة التي استولت عليها قوات الحشد الشعبي من تنظيم الدولة سوى "بعض" دبابات M-1، التي بلغ عددها -على الأقل- 9 عندما ظهرت في مستودع الميليشيات. ويبدو أن قوات حكومة بغداد قد منحت الدبابات مباشرةً لقوات التحالف الشعبي، مما يُعَد انتهاكاً للعقد الأصلي الخاص بالدبابات.

واستخدمت القوات الشيعية دبابة M-1 واحدة -على الأقل- ضد قوات البيشمركة الكردية في أثناء المناوشات التي جرت بمدينة كركوك العراقية المتنازع عليها، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، في محاولةٍ باءت بالفشل قامت بها حكومة إقليم كردستان ورامت بها تحقيق الاستقلال. وعلى الرغم من أن أميركا لم تدعم هذه الجهود، لا يزال الأكراد من أقرب الحلفاء لواشنطن بالمنطقة، ولكن في الوقت نفسه أهم خصوم إيران، بحسب الموقع الأميركي.

وخلال ذلك، وجَّهَت قوات البيشمركة ضربةً قاضية للدبابة، ويُقال إنها استخدمت صاروخاً مضاداً للدبابات صُنِع في ألمانيا أو الصين. ونشرت حكومة إقليم كردستان على الهواء صوراً للدبابة المدمرة كدليل على استخدام قوات الحشد الشعبي دبابات طراز M-1، بحسب الموقع الأميركي.

 

الدبابة اختفت!

 

وبحسب "الديلي بيست"، سرعان ما اختفت الدبابة المعطَّلة من ساحة المعركة، ويُحمّل القائد الكردي حكومة بغداد مسؤولية تحريك الدبابة؛ بهدف "إخفاء حقيقة استخدام دبابات أبرامز ضد قوات البيشمركة".

على أي حال، أقرت وزارة الخارجية الأميركية أخيراً باستحواذ قوات الحشد الشعبي على دبابات M-1، استناداً إلى تقرير أصدره المفتش العام للحملات السورية والإيرانية في فبراير/شباط 2018.

ويضغط "البنتاغون" على بغداد لاستعادة أية دبابات M-1 من حيازة قوات الحشد الشعبي. "باعتبار حكومة بغداد جهة متسلّمة لمعدات الدفاع الأميركية، يجب عليها الالتزام بشروط الاستخدام النهائي كما هي موضحة في الاتفاقيات المبرمة مع حكومة الولايات المتحدة"، بحسب "الديلي بيست".

وإلى جانب التوقف عن إرسال شحنات الأسلحة المستقبلية إلى العراق، قد تضع واشنطن حداً لدعم مجموعات دبابات M-1 في الفرق المسلحة التابعة لقوات بغداد. وهناك تقارير تفيد بأن شركة "جنرال داينامكس لاند سيستمز"، وهي الشركة المُصنِّعة لدبابات M-1 وتُوفِّر قطع غيار وفنيين للدبابات ومقرها ميشيغان، هدَّدَت مؤخراً بقطع العلاقات مع بغداد بناءً على استخدام الميليشيات دبابات M-1. ورفض المُتحدِّث الرسمي باسم الشركة التعليق على التقارير.