الأحد 2017/08/20

مفاجأة.. الصدر يكشف طلبه من الرياض وأبو ظبي ورأيه بطهران

كشف المحلل السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي، الجمعة، تفاصيل لقائه زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، حيث تحدث الأخير عن زيارته إلى السعودية والإمارات واجتماعه بمسؤولي البلدين.

ونقل الصميدعي في تدوينة كتبها على حسابه في "فيسبوك" عن الصدر قوله إن "كل زياراتي العربية تمت بتنسيق وتفاهم مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وتأتي ترسيخا لدعائم انفتاح الدولة العراقية على جوارها الإقليمي وإنهاء مرحلة الاحتقان".

وأضاف الصدر، بحسب الصميدعي، إنه "لم يكن الغرض من هذه الزيارات الانضمام إلى محور ضد آخر وعلاقتنا بإيران ثابتة وتاريخية ولن نكون ضدها وضد مصالحها".

وأردف الزعيم الشيعي في حديثه لعدد من الصحفيين والمحللين السياسيين، قائلا: "جربنا حالة التصادم مع جوارنا الإقليمي ولم نحصد غير المشاكل لبلدنا وشعبنا ولابد من تجريب أدوات الانفتاح والحوار".

 

الإساءة للمالكي

وعن رئيس حكومة بغداد السابق نوري المالكي، قال الصدر: "رفضت الإساءة للمالكي في السعودية وأرفض الإساءة إلى أية قيادة عراقية، خلافنا في الداخل خلاف بيت وليس موضوع نسمح أن تتدخل به قوى خارجية".

من جهته، كشف الإعلامي العراقي جعفر الونان الذي كان ضمن الوفد الزائر للصدر إن الأخير قال لهم: "دافعت عن المالكي أمام السعوديين وقد تحدثت عن الجميع بروح وطنية".

وأضاف الصدر "ليس لدينا وقت للصراع فيما بيننا ولابد أن نفكر بالعراق من دون حروب لأن تعبنا ونريد السلام وجزء من هذا المشروع الانفتاح على الدول الإقليمية".

وبشأن زيارته للسعودية والإمارات قال الصدر، إن "التيار الصدري قد غاب وحضر العراق في كل المحاور ورفضت أي شيء يقدم للتيار الصدري حتى قالوا نعطيكم نسبة من المقاعد للحج رفضت ذلك".

وأوضح: "أنا ذهبت إلى الإمارات وطلبت منهم التوسط مع حكومة البحرين للإفراج عن عيسى القاسم (زعيم شيعي بحريني معارض أسقطت السلطات الجنسية عنه، ولازال قيد الاعتقال)".

وعن علاقته بدول الجوار العراقي، قال الصدر "مصلحة العراق عندي أولا، لا مصلحة السعودية، وإيران، وتركيا، ولا غيرها من الدول".

وبخصوص الهجوم الذي تعرض له من قناة "العراقية" الرسمية، قال الصدر: "لم تجرحني إساءة في حياتي أكثر من اتهامي بالخيانة والعمالة وعلى قناة الدولة الرسمية رغم كل ما قدمت وأقدم للعراق وشعبه".

وطالب الصدر بإسكات الأصوات التي تهاجم القيادات العراقية، بالقول إن "على القيادات السياسية إسكات حواشيها عن التهجم والإساءة إلى القيادات الأخرى".

ولفت الزعيم الشيعي العراقي إلى أن "بعض أنصارنا أراد ردع المتجاوزين، لكننا نصر أن نرد عليهم بالقانون ولكن زيارتكم جعلتنا نعفو حتى من حقنا القانوني".

وشدد الصدر على أن "شبكة الإعلام العراقي (الرسمية) بحاجة إلى تغييرات جذرية وإصلاح، ويجب أن تقف على الحياد في الصراع السياسي الداخلي"، حسبما نقل الصميدعي.

وكانت قناة "العراقية" الرسمية قد وصفت زيارة الصدر إلى السعودية في برنامج تلفزيوني خلال استضافها محللا سياسيا، بأنها خيانة للبلد وعمالة لدولة أخرى وهو بمثابة التابع لتلك الدولة.

وتسبب هذا الهجوم، بردود فعل غاضبة من أتباع الصدر حيث قرروا التظاهر أمام قناة "العراقية" استنكارا لما جاء في برنامجها، لكن الصدر أصدر بيانا قبل يوم من التظاهرة شكر فيه أنصاره وطالبهم بإلغائها والاكتفاء بالإجراء القانوني.

ونشرت وسائل إعلام محلية، الأربعاء الماضي، وثيقة قيل أنها صادرة من قناة العراقية الإخبارية ومعنونة من مدير القناة إلى القسم السياسي، تضمنت حجب المقدم "عزيز علي رحيم" الذي يقدم برنامج "أستوديو النصر"، من التقديم لمدة شهر واحد.

وذكرت الوثيقة المنشورة "يمنع منعا باتا استضافة أي شخصية برلمانية أو حكومية أو محلل سياسي يسيء للرموز الوطنية العراقية"، لافتة إلى أن "السبب هو الإساءة الشخصية للسيد الصدر من قبل أحد الضيوف".

ونوهت إلى أنه "سيتم إعداد حلقة تلفزيونية كاملة، الأربعاء 16 آب/ أغسطس 2017، لتسليط الضوء على الجهود التي يبذلها السيد مقتدى الصدر في جولته العربية.

وذكر الصميدي في تدوينته إنه زار الصدر، الخميس، في مقره في النجف مع كاظم المقدادي (المتهم بالإساءة للصدر) والصحفيين حمزة مصطفى وجعفر الونان ومصطفى الغزي ومحمد جواد، والتي استمرت لمدة ساعتين ونصف.

وكانت الهيئة القيادية للتيار الصدري أصدرت بيانا حول الزيارات السابقة للصدر، إلى السعودية والإمارات، لافتة أنه حراك يهدف لإخراج العراق من عزلته.

وقال بيان الهيئة إن زيارة الصدر للسعودية أثمرت تغيرا في الخطاب الديني المتشدد إلى صوب الاعتداء، وإخراجا للعراق من القوقعة التي وضعه فيها "سياسيو الصدفة.

وعن زيارة الإمارات قال البيان إن اللقاء الذي جمع الصدر بولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وعددا من مسؤولي البلاد.