الأثنين 2018/04/02

لماذا غابت مظاهرات التضامن مع “مسيرة العودة” في مصر؟

رغم الأجواء الساخنة التي تشهدها الساحة الفلسطينية بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض وخروج مسيرات العودة للأراضي المحتلة؛ إلا أن مصر لم تشهد تفاعلا كبيرا مع الحدث، خلافا لما كانت تشهده من مظاهرات شعبية مؤيدة للفلسطينيين في مثل هذه الأحداث، سواء كان ذلك في عهد مبارك أو خلال السنوات التي سبقت انقلاب 3 يوليو 2013.

"الحملات الكاذبة"

وأرجع مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل، تلك الحالة لما تم ممارسته عبر "الحملات الكاذبة بالإعلام، وربط الفلسطينيين بالإرهاب في سيناء وربط إسرائيل بأمن ورخاء مصر، ثم تغييب العقول واتهام الناس بصعوبات الحياة ونشر الأكاذيب على أنها حقائق".

"جمهورية الرعب والقمع"

وفي تعليقه حول هذه الظاهرة، قال الأستاذ بجامعة سقاريا التركية مصطفى التميمي، إن "الشعب المصري محب لفلسطين وقريب منها قلبا وجغرافيا، وإن المصريين هم أكثر الناس إحساسا بمأساة إخوانهم بفلسطين؛ ولكن السيسي أقام جمهورية الرعب والقمع الوحشي؛ فبات الناس إما مخفيين بالسجون وإما خائفين ملتزمين الصمت خوفا من بطش أجهزة قمع السيسي".

التميمي، أكد لـ "عربي 21"، أن "القمع والإرهاب الذي تعيشه مصر الآن يشبه ما كان بعهد عبد الناصر، حتى هامش الحرية الضيق الذي كان بعهدي السادات ومبارك قضى عليه السيسي، وذلك إضافة للأزمات الكثيرة والمتتالية التي خلقها السيسي للمصريين، وما أشاعه من روح الإحباط واليأس من التغيير".

4 أسباب للفتور

ويرى الباحث الفلسطيني رامي أبو زبيدة، أن عدم التفاعل المصري الشعبي والرسمي، "واضح ولكن ليس بمصر وحدها".

أبو زبيدة، أكد لـ " عربي 21"، أن أهم أسباب غياب التفاعل، هي حالة الإنهاك التي تحياها الشعوب العربية، إلى جانب غياب القيادات المركزية التي تقود الجماهير خوفا من سطوة السلطات الحاكمة، مع رغبة بعض الأنظمة مثل مصر والسعودية بتغيير وعي الناس بتغيير العدو المركزي للأمة باتجاه آخر، وهو إيران".

وأضاف: "كثيرة هي الأسباب التي تراكمت وقد يكون جزء منها الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وحالة التردي التي وصلوا إليها بالخصومة جعلت بعضا من الجماهير يخفي ويخفت تعاطفها".

وحول كيفية استعادة الروح المصرية أولا والعربية والإسلامية ثانيا مع القضية الأم، قال أبو زبيدة: "نحتاج بالبداية لوحدة رأي وقرار فلسطيني موحد، حتى يعطي الفلسطيني المثال الحي على أهمية قضيته ويبرز أهميتها عربيا"، موضحا أن "الأولوية عند الشعوب العربية صارت إنهاء صراعاتها الداخلية والحصول على حياة كريمة وخفض نسب البطالة والفقر".

وتابع: "لكن كلنا ثقة أن القصية الفلسطينية في ضمير كل مصري وعربي حر، لكن هذا الضمير بحاجة للاستفزاز والتحريض حتى يظهر دوره وهذا دور المؤسسات المجتمعية والأحزاب"، موضحا أن "الشارع الفلسطيني يؤمن بأن مشروع تحرير فلسطين لا يمكن أن يكون فلسطينيا فقط، إذ لا بد أن تتسع دائرة المسؤولية لتشمل الدائرة العربية والإسلامية".

وختم قائلا: "لاستعادة حضور القضية الفلسطينية بالوعي والضمير الشعبي، هنا يأتي دور الإعلاميين والصحفيين والأدباء والمثقفين، والمساعدة لرفع معاناة الفلسطينيين وخصوصا بقطاع غزة عبر صيغة عربية توافقية".

من جهته، انتقد أستاذ العلوم السياسية المصري، نادر فرجاني، عبر موقع "فيسبوك"، غياب رد الفعل المصري والعربي واصفا إياه بـ"الصمت المشين"، متسائلا: "أين الحكام العرب الخونة المنادون بأمن إسرائيل ووزراء خارجيتهم الأراذل ووعاظ السلاطين وقوادي إعلام العهر، الذين ينتفضون منددين بالإرهاب إذا ما أصاب مسلم جانح بعض الأوروبيين أو أضر فلسطيني بمحتل صهيوني؟".

فشل في تغيير الوعي

وعلى الرغم من غياب مظاهر التعاطف الجماهيرية، إلا أن البرلماني المصري طارق مرسي، يعتقد أن السيسي لم ينجح في سرقة التعاطف المصري مع فلسطين، مؤكدا أن "هذه ليست رؤية حقيقية ولا واقعية للمشهد، والرؤية الحقة للمشهد لابد أن تسفر عن عدة حقائق ثابتة أولها: أن السيسي ونظامه نظام فاشل ولم ولن يعرف النجاح يوما ما، وثانيا أنه ما لم ينجح فيه مبارك لن يستطيعه السيسي ولا غيره في سرقة التعاطف مع الفلسطينين".