الثلاثاء 2018/06/05

عام على حصار قطر.. عندما تأتي الفرص من الأزمات

أكد المشاركون في ندوة "عام على الحصار .. الواقع والمآلات" أن الحصار الذي فرض على دولة قطر شكل فرصة للدولة بأن تخطو خطوات كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي، وزيادة الوعي المجتمعي السياسي والمشاركة في مواجهة الأزمات.

 

وأجمع المتحدثون في الندوة التي نظمتها جامعة قطر مساء الاثنين على أن دولة قطر تعرضت لأزمة وجودية خلال مدة الحصار، لكنها بقت قوية وصامدة بفضل أبنائها الذين بذلوا قصارى جهدهم وحققوا الإنجازات على كافة الصعد.

 

ووصف مدير إدارة السياسات في معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية الدكتور ماجد الأنصاري الأزمة الخليجية بالمختلقة، مشددا على أن الهدف الرئيسي من هذه الأزمة هو إنهاء الوجود القطري من الساحة السياسية العربية والدولية وتغيير نظام الحكم في البلاد.

 

وأضاف الأنصاري أن دول الحصار أرادت السيطرة على السياسة القطرية من كافة جوانبها، إلا أن السحر انقلب على الساحر فاستطاعت قطر بمواجهتها لهذا الحصار تحقيق الاستقلال الكامل في المستويات السياسية والاجتماعية وليس الاقتصادية فقط، مما جعلها ليست بحاجة إلى محيطها الإقليمي بشكل مباشر في توفير كافة التزاماتها.

 

زيادة الوعي

وقال الأنصاري، في حديث للجزيرة نت، إن زيادة الوعي المجتمعي الذي خلقه الحصار تمثل فرصة جوهرية لتحقيق قفزات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، خاصة في ظل المشاركة الشعبية في مواجهة الأزمات، مطالبا بضرورة البناء على هذه الحالة حتى تكون نقطة انطلاق الدولة.

 

وذكر الأنصاري بالشفافية التي انتهجتها دولة قطر في التعامل مع أزمة الحصار واطلاع الشعب على كافة تطورات الأزمة لحظة بلحظة، مشددا على أن المجتمع أظهر وعيا وقدرة على مواجهة تحديات أكبر من حجمه الجغرافي والديمغرافي.

 

واتفق مدير مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية في كلية الآداب والعلوم الدكتور نايف الشمري مع الأنصاري في أهمية الشفافية التي تعاملت بها قطر مع الأزمة، مشددا على أن قطر عانت خلال الأزمة من تهديد وجودي يصعب على الكثير من الدول مواجهته.

 

واعتبر الشمري أن الأزمة كانت اختبارا قويا لتحالفات قطر الخارجية والتي أظهرت أن سياسة الدولة الخارجية كانت مبنية على أسس متينة وقوية، داعيا إلى ضرورة أن تعمل قطر على الوجود القوي في جميع مكونات الدول الحليفة لها حتى تضمن بقاء هذه التحالفات.

الحياة السياسية

وشدد الشمري على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية من خلال المشاركة في الحياة السياسية، لافتا إلى أهمية أن يكون لقطر نموذج مستقل يتم الترويج له في العالم أجمع.

 

واعتبر أن من الصعب أن يكون لقطر تحالفات مع دول الحصار في المستقبل، الأمر الذي يتحتم عليها إنشاء تحالفات موازية تضم دولا جارة أو صديقة مثل تركيا والكويت وسلطنة عمان والعراق.

 

بدورها، رأت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية السيدة لولوة الخاطر أن الأزمة الخليجية تجاوزت كل الخطوط الحمر لتصبح أكبر أزمات المنطقة تعقيدا على الإطلاق، مشيرة إلى أن طريق حل تلك الأزمة يحتاج إلى مرحلتين، الأولى الجلوس على طاولة الحوار، والثانية إعادة بناء الثقة التي قد تحتاج إلى سنوات.

 

وأكدت الخاطر، في حديث للجزيرة نت، أن أحد الأهداف الرئيسية للأزمة الخليجية كان سلب استقلالية قطر بسبب وجود مشكلة لدى دول الحصار في الخط السياسي الذي انتهجته الدولة منذ سنوات، لافتة إلى أنهم أرادوا أن تنتهج قطر سياسيات منغلقة، وهو ما لم يتماش مع رؤية قطر التي أصرت على استقلالها السياسي في اتخاذ قراراتها.

 

واعتبرت الخاطر أن هناك حاجة ملحة لوجود تصور جديد للأمن الإقليمي في المنطقة العربية يقوم على أساس تقريب وجهات النظر، فضلا عن وجود آليات محددة لتحقيق هذا الأمن.