الأثنين 2018/05/28

خيام قطر الرمضانية.. موائد تجمع مختلف الجنسيات والأديان

أمام بيوت العائلات القطرية في العاصمة الدوحة، تُنصب خيام بيضاء صُممت خصيصا؛ لتكون أحد طقوس شهر رمضان المبارك، مُرحِّبة بضوفيها قبيل غروب الشمس وحلول وقت الإفطار.

المئات من العمال والمحتاجين والمقيمين الأجانب في الدوحة، ينتظرون نصب هذه الخيام خلال شهر رمضان؛ فهي مائدة طويلة تجتمع عليها جنسيات مختلفة.

وحسب آخر إحصاءات، صدرت عن وزارة الإحصاء والتخطيط القطرية، فإنه يوجد في البلاد 2.1 مليون عامل، غالبيتهم من الدول الآسيوية؛ كنيبال وبنغلادش والهند والفلبين وباكستان.

ويلجأ معظم هؤلاء للإفطار في هذه الخيام، بسبب ضيق وقتهم وعدم قدرتهم على تجهيز الطعام في البيوت بحكم انشغالهم في العمل وبعدهم عن ذويهم، كونهم مغتربين.

وهنا، يجد المحسنون والميسورون في قطر، فرصة للسباق على تفطير الصائمين والعطاء لهم؛ كفرصة للتقرب من الله ونيل الأجر في هذا الشهر، كما يقولون.

ويحرص القائمون على هذه الفعاليات، نصب الخيام في أماكن قريبة من سكن العمال والعازبين المقيمين في قطر.

ويختلف حجمها بحسب الموقع والعدد المُتوقّع حضوره، إذ أن بعضها يستوعب مائة شخص، في حين تتسع أخرى لألف.

وتجوّلت الأناضول في إحدى الخيام التي نُصبت في حي المنتزه وسط العاصمة الدوحة، ورصدت أجواء تجهيز الطعام والموائد.

وقالت عائلة عبد الله بن أحمد المصطفوى الهاشمي (قطرية)  القائمة على المائدة: إن “الخيمة تستضيف يوميا أكثر من ألف ضيف يتناولون الإفطار طوال شهر رمضان”.

وأضاف أحد أفراد العائلة: “خيمتنا مستمرة منذ عشر سنوات. كنا قبل ذلك نستقبل الضيوف داخل أحواش (ساحات) بيوتنا، لكن مع زيادة الأعداد تحولت إلى خيمة كبيرة (في الخارج)”.

واعتبر في حديثه للأناضول أن “إكرام الضيف واستقبال الصائمين عادة مؤصلة في المجتمع القطري، حيث تشيع قيم التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع طوال رمضان”.

وأكد أن التقاليد التي اعتاد عليها الشعب القطري تقتضي أن تُعد كل أسرة مائدة للغرباء والمحتاجين.

ومن الملفت أيضا أن موائد رمضان في الدوحة، لا تستهدف المسلمين فقط، بل تحرص العائلات والمؤسسات الخيرية على إعداد ولائم للعمال الأجانب من الديانات الأخرى.

ولا تشترط تلك الخيم أن تستقبل المسلمين فقط، ما يسهم ذلك إيجابيا في إعطاء غير المسلمين فكرة عن أخلاقيات المجتمع المسلم في رمضان.

وتحث الجمعيات الخيرية، القطريين على المشاركة في تقديم المساعدة الممكنة لتوفير الوجبات المخصصة، وذلك عن طريق الدعاية في مختلف وسائل الإعلام.

وليست العائلات فقط هي التي تقوم بإفطار الصائمين، بل إن المؤسسات الخيرية أيضاً لها دور كبير في ذلك، من خلال انتشار خيامها في الكثير من الأحياء والمدن القطرية.

حتى أن بعض العائلات والمحسنين تفضل تحمل المسؤولية المادية والتكلفة للخيام التي تشرف على تنفيذها المؤسسات الخيرية، حيث تطلق حملاتها قبل بداية شهر رمضان.

وتُقيم الجمعيات الخيرية عشرات الموائد لاستيعاب آلاف الصائمين في مختلف المدن.

وخلال إعلانه برنامجه الرمضاني، قال الهلال الأحمر القطري، إنه يخصص مبلغ 12مليون ريال قطري لتنفيذ مشاريع إفطار الصائم داخل البلاد.

وحمل البرنامج الرمضاني لهذا العام شعار “أبشروا بالخير”.

ويقيم الهلال الأحمر أيضا، مشروع “إفطار المودة” في عدة مناطق بالدولة، يستفيد منها 8 آلاف و750 شخصا.

وتنظم مؤسسة “قطر الخيرية” 39 مائدة جماعية في رمضان، تتوزع على مختلف مناطق الدولة، وتركز على العمال وعابري السبيل وذوي الدخل المحدود.

وتبلغ تكلتفها تقريبا 16 مليون ريال قطري، ويستفيد منها أكثر من 630 ألف شخص. بحسب القائمين عليها.

كما يقدم مركز “حفظ النعمة” هذا العام، خدمة إفطار لخمسة آلاف صائم في قطر،يتوزعون على نحو عشرين موقعاً.