الأثنين 2018/10/22

الديلي ميل: محمد بن سلمان عولج من الصرع في ألمانيا

كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية النقاب عن تقرير طبي ألماني يتضمّن السجلّ الطبي لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن مصدراً مطّلعاً أبلغها أن بن سلمان كان يُعالج في ألمانيا أيام المراهقة من الصرع، وأنه كان يعاني من اضطرابات نفسية.

وأوضحت الصحيفة أن هذا السبب ربما يكون وراء تقرير غريب، صدر في العام 2015، من جهاز الاستخبارات البريطانية m16، حذّر فيه من تغيير أجيال القيادة السعودية، كما حذّر التقرير من تركّز السلطة بيد محمد بن سلمان، الذي كان وزيراً للدفاع آنذاك، وولياً لولي العهد، ثم ولياً للعهد في طريقه للصعود إلى عرش المملكة، مؤكّدة في الوقت ذاته أنه سيكون زعيماً على غرار الرئيس العراقي ، صدام حسين، في حال أصبح ملكاً للسعودية، على حدّ تعبير التقرير.

وتقول الصحيفة إن هذا التقرير والتحذير كان غريباً؛ لما تتمتّع به بريطانيا من علاقات تجارية قوية مع السعودية، والتي تُعتبر إحدى أهم مشتري السلاح البريطاني، ولكن يبدو أن وكالة الاستخبارات البريطانية كانت لديها أدلّة على ما تقول.

وتضيف الصحيفة أن أحد المصادر في الخليج أبلغها أن المخابرات البريطانية كانت قد حصلت على تقرير طبي لمحمد بن سلمان، حيث عولج من الصرع في ألمانيا أيام مراهقته، وأن هناك قلقاً بشأن حالته الذهنية، وهو ما دفع ألمانيا أيضا لإصدار تحذير مماثل.

المخابرات الألمانية، بحسب الصحيفة، كانت قد حذّرت هي الأخرى من طموحات بن سلمان في تقرير سرّي لها، وأنه يطمح للوصول إلى عرش المملكة، خاصة في ظل إصابة والده، الملك سلمان، بمرض ألزهايمر.

كل هذه الأسباب جعلت الدول الغربية تنظر بحذر لمحمد بن سلمان، بل إن المخابرات الأمريكية حذّرت من شنّ ولي العهد السعودي مقامرة عسكرية.

شخصية بن سلمان هي التي أثارت القلق في الكويت، بحسب الصحيفة، فالبعض يطلق عليه لقب "صدام الصغير"، في إشارة إلى الرئيس العراقي صدام حسين، الذي غزا الكويت عام 1990، حيث إن هناك خشية حقيقية لدى قطاع كبير داخل الكويت من أن يكرّر بن سلمان ما فعله صدام حسين ويغزو الكويت.

الآن يبدو أن قلق دوائر الاستخبارات الغربية من وصول بن سلمان إلى السلطة في السعودية كان حقيقياً؛ فلقد شنّ بن سلمان حرباً في اليمن ما زالت مستمرّة منذ أكثر من 3 سنوات، أدّت إلى مقتل قرابة 10 آلاف شخص، بينما هناك نحو 11 مليون يمني يعانون من الجوع.

وفي نوفمبر الماضي، احتجز محمد بن سلمان رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، كما قام بحملة اعتقالات شملت العشرات من رجال الأعمال والأمراء، كما خطّط لغزو قطر المجاورة، قبل أن يضطرّ لمحاصرتها فقط، في وقت تعلن فيه وسائل الإعلام السعودية نيّتها عزل قطر وجعلها جزيرة.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن قرار ولي العهد السعودي بحصار قطر أدّى لانقسام كبير في دول مجلس التعاون الخليجي؛ ففي حين تؤيّد الإمارات والبحرين هذا الحصار وتشارك فيه، فإن الكويت وعُمان تعارضانه.

وتلفت النظر إلى أن جمال خاشقجي، الصحفي السعودي الذي قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول، كان من معارضي حصار قطر، كما شكّك بإصلاحات محمد بن سلمان وبرنامجه الاقتصادي.

وتصف الصحيفة العواقب الدبلوماسية التي تعرّضت لها السعودية جراء سياسة بن سلمان، وخاصة عملية قتل خاشقجي داخل القنصلية، بالوخيمة، مبيّنة أن الأنظار تتّجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفة ما الذي يمكن أن تتّخذه تجاه السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، خاصة بعد أن بات بحكم المؤكّد أن الصحفي السعودي قُتل داخل القنصلية، وربما فعلاً، بحسب التسريبات التركية، وتسريبات وكالة الاستخبارات الأمريكية، يكون محمد بن سلمان نفسه ضالعاً بالعملية من خلال إعطائه أوامر مباشرة بتصفيته.