الأحد 2018/10/28

أردنية مكلومة تعبر عن حزنها الكبير بعد فقدان طفلها في سيول البحر الميت

برسالة تُدمي القلب، عبَّرت سيدة أردنية مكلومة عن حزنها الكبير، بسبب فقدان طفلها قبل يومين، في الرحلة المدرسية التي فُقد فيها 18 طفلاً بسبب السيول في البحر الميت.

وكتبت الأم لابنها في هذه الرسالة المؤثرة أنها كانت خائفة عليه من البرد، حيث طلبت منه قبل الذهاب في الرحلة المدرسية لبس «جاكيت»، إلا أنه بات اليوم في برد ثلاجة حفظ الموتى… مذكرةً بأن ابنها يخاف العتمة.

وتابعت الأم أنها لم تبكِ ابنها بعد، حيث إنها لا تزال تنتظر أن يدق عليها الباب ويعود لبيته. ووعدت الأم ابنها، الذي لا تزال تنتظر عودته، بألا تؤنّبه لو رمى حقيبته في نصف الدار، أو دخل بحذائه الوسخ إلى البيت، متمنيةً أن تشم رائحته مرة أخرى وتنظر لعينيه.

وجاء في رسالة الأم المكلومة :

«كنت خايفه عليك من البرد حكيتلك خد معك جاكيت تغير الجو، بس ما كنت عارفه انه برد التلاجه وصقيعها اللي رح تنام فيه اليوم كل النار اللي بقلبي ما رح تدفيه، تلاجة باردة، معتمة، وانت بتخاف من العتمة كتير، أنا لسا عم بستناك السما، اليوم بكيت عليك كتير، بس أنا لسا ما بكيت، أنا عم بسمع الباب بيدق، وعم بسمع صوتك وانت بتنادي عليّ وبتقلي يما رجعت! أنا بوعدك اليوم لو رميت شنطتك بنص الدار ودخلت ببوطك اللي كله طين علسجاد ما رح أصرخ عليك، اليوم انت كنت طالع تنبسط وأنا مسامحتك لو شو ما تعمل بس خليني أشم ريحتك وأطلع بعيونك اللي بتوزع علدنيا كلها فرح، انت تأخرت كتير أنا وإخوتك وأبوك علشباك بنستناك، الدنيا برد وعتمة، صوت قلوبنا اللي بتصرخ وبتناديك أقوى من صوت كل العواصف اللي بره، سامعنا يا حبيبي احنا عم نستناك، طولت كتير».

وتفاعل رواد الشبكات الاجتماعية بشكل كبير مع رسالة الأم المكلومة.

 

وتحولت رحلة مدرسية إلى فاجعة في البحر الميت تسببت في مقتل 21 شخصاً، وأكثر من 40 مصاباً أغلبهم من الأطفال،  في حين كان من المفترض أن تكون كغيرها من الرحلات المدرسية الترفيهية لطلاب إحدى المدارس في الأردن، توجهت الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى منطقة البحر الميت، إحدى أشهر المناطق السياحية التي يرتادها المواطنون والسياح.

القصة بدأت عندما تقدمت إحدى المدارس الخاصة في عمّان بطلب إلى وزارة التربية والتعليم للموافقة على رحلة مدرسية إلى مدينة الأزرق شرقي العاصمة عمّان، إلا أن الرحلة توجهت إلى البحر الميت يوم الخميس، الذي شهد طقساً سيئاً ومنخفضاً جوياً أدى هطول أمطار غزيرة.

وبعد وصول الحافلة، التي كانت تقل قرابة 45 شخصاً، أغلبهم من الطلاب، إضافة إلى بعض المعلمين، وعندما نزل ركاب الحافلة في منطقة منخفضة بالقرب من أحد شواطئ البحر، فوجئ الجميع بمداهمة مياه الأمطار الغزيرة، التي جرفت معظمهم من كان في المكان من طلاب، ومواطنين آخرين كانوا موجودين في الموقع نفسه.