الأثنين 2018/04/09

جنرالات الجيش الأمريكي يتذمرون من السياسة المشوشة للبيت الأبيض

لاحظ مراقبون افتقار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استراتيجية واضحة بشأن سوريا حينما دعا مراراً القوات الأمريكية إلى الانسحاب من البلاد في رغبة تخالف توصيات المستشاريين الأمنيين للبيت الأبيض.

فقد فاجأ ترامب، كما هو معروف، وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية والعالم بالقول أثناء تجمع حاشد في ولاية أهايو بأن القوات الأمريكية ستكون خارج سوريا في القريب العاجل، وبعد أيام، تغير هذا الجدول الزمني إلى ستة اشهر مع تقارير تشير إلى اجتماعات متوترة بين ترامب وجنرالاته.

وأفادت منصات إعلامية بأن مشاعر الغضب قد سادت بين كبار الضباط وأعضاء مجلس الأمن القومي بسبب استهتار ترامب بنصيحتهم بأن الانسحاب الفوري للقوات الأمريكية من سوريا سيكون أمراً غير حكيم وأنه ليس من السهل تحديد جدول زمنى للانسحاب، وقد تجنبت المتحدثة الصحافية للبيت الأبيض، سارة هوكابي ساندرز، الحديث عن أي جدول زمني للانسحاب وقالت إن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا حتى يتم القضاء على الوجود الصغير لتنظيم الدولة كما أشارت بشكل مبهم إلى التشاور مع الحلفاء والأصدقاء فيما يتعلق بالخطط المستقبلية.

ومن المحتمل أن تكون هناك علاقة بين عدم الوضوح بشأن مستقبل القوات الأمريكية في سوريا والنهج العام للإدارة الأمريكية تجاه البلاد إذ اتفق العديد من المحللين الأمريكين على أن ترامب لا يملك بالفعل استرتيجية واضحة حول سوريا باستثناء محاربة تنظيم الدولة.

وفي الواقع، فإن الإشارة الواضحة الوحيدة من إدارة ترامب بشأن الاستراتيجية حول سوريا كانت حينما قال وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون في كانون الثاني/ يناير الماضي إن أهداف الولايات المتحدة في سوريا تشمل هزيمة تنظيم الدولة والاستقرار ومكافحة النفوذ الإيراني.

ويريد ترامب الخروج من سوريا ولكن قادة وزارة الدفاع ليس لديهم أي فكرة عما يتحدث عنه، وعلى حد تعبير العديد من المحللين، فقد انتقلت الإدارة الأمريكية من مرحلة المهمة الغامضة في سوريا إلى مرحلة يتخذ فيها رئيس الولايات المتحدة موقفاً عدائياً ضد فريقه الخاص.

وقالت مارا كارلين، وهي أستاذة مشاركة في ممارسة الدراسات الاستراتيجية في كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة إن القيادة السياسية الأمريكية الحالية معروفة بارتكاب الأخطاء والتناقض في الأفعال والأقوال والخلافات بين أعضاء الفريق الواحد.

وأكدت ان الرسالة الوحيدة التى يمكن فهمها بالنسبة إلى الدول الأخرى هي أن السياسة الأمريكية تعاني من حالة من عدم اليقين وأن مصداقية الولايات المتحدة ليست دقيقة.

وحاول أنصار ترامب تفسير الغموض في سياسة الإدارة بالقول إن ذلك يساهم في إحداث حالة من عدم التوازن عند خصوم أمريكا وأن النقص في الوضوح ميزة ولكن ذلك، وفقاً للعديد من الخبراء، سيئ جداً عندما يتعلق الأمر بالمسائل العسكرية.

وقال جيف كويباك من مركز مستقبل الحرب في جامعة ولاية أريزونا إن كبار الضباط العسكرين قلقون بشأن ما قد يعنيه الانسحاب من سوريا فيما يتعلق بإعطاء إيران وتركيا وروسيا ميزة أو السماح بنوع من الفراغ في السلطة وما يعنيه ذلك من ولادة جماعات متمردة أخرى.

وأضاف كويباك أن اهتمام ترامب لا يفكر بالطريقة نفسها ولا يهتم بمن يسيطر على منطقة الشرق الأوسط طالما أن إسرائيل تبدو آمنة.

وأشار محللون أمريكيون إلى أن ترامب يعتقد أن ألفي جندي أمريكي في سوريا قد يسببون له مشاكل سياسية، وتساءلوا: ما الذي سيحدث لو وقعت خسائر بينهم؟ لن يتمكن ترامب من الإجابة وهو لا يريد أن تسير الأمور في هذا الاتجاه.