الأحد 2018/07/15

واشنطن بوست: حلفاء أمريكا يلجؤون إلى روسيا لحماية مصالحهم بسوريا

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن غياب الاستراتيجية الأمريكية في سوريا دفع العديد من حلفاء الولايات المتحدة إلى اللجوء نحو روسيا من أجل حماية مصالحهم.

وأشارت الصحيفة إلى زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، إلى موسكو، وذلك في إطار مسعى إسرائيلي حثيث من أجل إبعاد المليشيات الإيرانية عن سوريا.

وكانت سوريا على رأس جدول الأعمال خلال لقاء الرئيس الروسي ونتنياهو، وهي ستكون كذلك في قمة بوتين ترامب المقررة في السادس عشر من يوليو الجاري.

وتضيف الصحيفة أن العديد من حلفاء وخصوم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط صاروا يتوجهون إلى بوتين "من أجل الاطمئنان"، فيما يتعلق بإيران التي اشتركت مع روسيا في إبقاء نظام الأسد في السلطة.

وهذه الدول، بحسب "واشنطن بوست"، تجد موسكو قريبة إلى مصالحها، كما أنها في الوقت ذاته تسعى لمعرفة إن كانت هناك مساع روسية جديدة باتجاه طهران من أجل سحب قواتها من سوريا.

وفي سوريا، يسعى ترامب إلى سحب قواته البالغ عددها 2200 مقاتل، وهو أمر يتوقع أن يتم خلال ستة أشهر، ما خلق مزيداً من البلبلة بين شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا والمنطقة.

مسؤولون عسكريون أمريكيون في جنوب سوريا، قالوا إن الأسد يعزز من سيطرته على الأجزاء المتبقية التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، وإن واقعاً جديداً بدأ يفرض نفسه في سوريا يتمثل في تعزيز قبضة الأسد بمساعدة روسيا وإيران، ما يعني بقاءه في السلطة، مؤكدين أنهم يستعدون لمثل هذا القرار.

العديد من كبار المسؤولين في الأردن والسعودية و"إسرائيل" اعتبروا خطوة ترامب بسحب قواته من سوريا "كارثية، وأنها ستقضي على كل نفوذ ما زالت أمريكا تمتلكه في سوريا، علماً أن بإمكان واشنطن الضغط من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة في سوريا".

روسيا وعلى لسان وزير دفاعها، سيرغي شويغو، هاجمت الوجود الأمريكي في سوريا، حيث قال في مقابلة مع صحيفة إيطالية الخميس، إن الحديث عن سحب أمريكا لقواتها من سوريا "مجرد خدعة".

وأضاف شويغو: "في البداية قالوا إنهم جاؤوا لمحاربة تنظيم الدولة، ومنع ظهوره مرة أخرى، الآن هم يقولون إن وجودهم في سوريا يجب أن يستمر لردع النفوذ الإيراني".

ويشترك حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في هدف معلن؛ وهو منع إيران من إنشاء ممر عبر سوريا يمتد من طهران إلى بيروت، لكنهم غير متأكدين إن كان ترامب يشاطرهم المخاوف ذاتها.

وبينما يدين الأسد، بحسب مسؤول كبير في الشرق الأوسط، "لإيران بكل شيء، فإنه في الوقت ذاته يلعب لعبة بين الروس والإيرانيين، في حين يلعب الروس الشطرنج بشكل جيد؛ بوتين لن يقوم بخطوة قبل التفكير في 10 خطوات إلى الأمام"، كما تقول الصحيفة.

غياب الخطة الأمريكية يقود إلى موسكو

وبسبب التناقضات والتصريحات المرتبكة التي تصدر عن الإدارة الأمريكية حيال الوضع في سوريا، فإنه من المشكوك فيه أن تكون لدى واشنطن خطة لتحقيق أهدافها على المدى الطويل.

وهذا الأمر دفع العديد من الحلفاء الإقليميين لأمريكا إلى التوجه إلى روسيا، وعلى مدى سنوات كانت هناك خيبات أمل متزايدة من الموقف الأمريكي في المنطقة؛ هجوم الأسد الأخير على جنوبي غربي سوريا مثال على ذلك.

ويقول دبلوماسي دولي كبير: إن "روسيا وإسرائيل تتعاونان في سوريا، والسعودية وروسياً أيضاً تتعاونان. هذا أمر جيد لتهدئة الأمور، فالأمريكيون اليوم ينظرون إلى سوريا على أنها شيء روسي، ومن ثم فمن الأفضل لدول المنطقة التعاون مع روسيا".

وسائل الإعلام الإسرائيلية علقت على زيارة نتنياهو إلى موسكو بالقول إنها كانت نجحت في عقد صفقة مع روسيا بشأن إيران ومليشياتها في سوريا، دون أن تفصح عن المزيد من تفاصيل تلك الصفقة.

وتعليقاً على تلك الأنباء، كتب السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، وهو من أشد المؤيدين لإبقاء القوات الأمريكية في سوريا، "على نتنياهو ألَّا يثق بروسيا في مراقبة إيران"، محذراً من أن أي اتفاقيات مع روسيا بشأن سوريا ستؤثر على المصالح الأمريكية.