الخميس 2018/07/12

نظام الأسد يعلن وفاة مئات المعتقلين يومياً بلا ضجيج في سجونه… وسط صمت دولي

يثار اليوم ملف تصفية المعتقلين لدى نظام الأسد في سجونه، ويذهب ضحيتها آلاف السوريين من جيل الثورة الأول والثاني، نسبتهم العظمى من المتظاهرين السلميين، المطالبين بالتغيير، وبعضهم دفع حياته ثمناً للحرب والأحقاد التي تراكمت في السنوات الماضية.. المعتقلون السوريون الذين يسرب اليوم نظام الأسد أسماءهم بالتقسيط، بات المئات منهم مجرد أسماء في سجلات النفوس، بعدما كانوا أرقاماً في معتقلات أجهزة الأمن والمخابرات، أما جثث هؤلاء وفظائع موتهم فتبقى سراً دفيناً لا يعرفه إلا القائمون عليه من الجلادين.ويجري كل ذلك وسط صمت دولي مريب.

مصادر محلية أكدت تلقي دوائر النفوس في المدن والمحافظات السورية قوائم تضم كل منها عشرات الأسماء لمعتقلين سابقين، قتلوا تعذيباً في سجون الأسد، اعترف النظام بموتهم على أنهم ضحايا «أزمات قلبية».

في ريف دمشق، تلقت دائرة نفوس مدينة معضمية الشام، في الغوطة الغربية، في الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي، قوائم تضم أسماء 165 مدنياً معتقلاً في سجون الأسد، قتلوا تحت التعذيب، من مجمل 700 معتقل من أبناء المدينة، بينهم 40 سيدة.

مصادر حقوقية قالت لـ»القدس العربي» إن العشرات من الذين أعلن النظام وفاتهم، كانوا من جيل الثورة السورية الأول «جيل السلمية»، وقبل ظهور الجيش السوري الحر، وآخرون اعتقلوا على حواجز المخابرات والشبيحة، فأصبحوا أرقاماً في غياهب المعتقلات، وأخيراً اسماء بدون جثث في دوائر النفوس.

أما في مدينة «حماة» وسط سوريا، فقد تسلمت دائرة النفوس فيها، مطلع شهر تموز الحالي، قوائم بـ 120 معتقلاً، قتلوا في سجون النظام، في حين أرفقت مخابرات النظام  بجانب قوائم أسماء الضحايا، عبارة تفيد بأن سبب الوفاة «أزمات قلبية حادة».

وإلى الحسكة، وصلت قوائم قبل يومين فقط، تضم أسماء نحو 500 معتقل، ماتوا في سجون العاصمة دمشق، في أعقاب نقلهم إليها.

ولم يذكر النظام ، أي تفاصيل أخرى تتعلق بتاريخ وفاتهم، وما إذا كانت الجثث سيتم نقلها إلى الحسكة أو ستبقى في دمشق، حيث جرت العادة قيام النظام بحرق أو دفن أو إذابة جثث مَن يموتون تحت التعذيب بحسب ما أكده العديد من التقارير الحقوقية.

عاصمة الثورة

عاصمة الثورة السورية – حمـص، تلقت وفق ما أكده ناشطون سوريون، قوائم تؤكد تصفية 300 مدني بينهم عدد من النساء، داخل الأقبية السوداء لدى أجهزة النظام الأمنية، فيما أكدت مصادر من حمص وريفها لـ «القدس العربي»، أن عشرات العائلات تلقت تأكيد مقتل أبنائها عبر «اتصالات هاتفية» من دوائر النفوس أو اللجان المقربة من نظام الأسد ، لتطالبهم بالتوجه إلى الدوائر الحكومية للحصول على «شهادة وفاة» بعد قيامهم بتثبيت حادثة الوفاة، بدون أي إشارة لضلوع النظام في تصفيتهم.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهي منظمة غير حكومية، أصدرت قبل أيام تقريراً قالت فيه إن عدد السوريين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام يبلغ 13066 معتقَلاً، بينهم 163 طفلاً و 43 سيدةً، فيما لا يزال مصير 121829 معتقَلاً مجهولاً.