الخميس 2018/11/29

مليشيات “ب ي د” تمنع أهالي قتلاها من رؤية جثث ذويهم

الجسر- أحمد العطرة


تعمل المليشيات الكردية ومنذ بداية معاركها ضد تنظيم الدولة بحملة ما يسمى "غضب الفرات" في محافظة الرقة وريف حلب، على إخفاء أعداد وأسماء قتلاها في المعارك التي خاضتها، واستمرت في سياستها هذه خلال معركة "عاصفة الجزيرة" بريف دير الزور، وذلك في إطار ما يدعى الحرب الإعلامية وحرصها على عدم إحباط الروح المعنوية لدى المقاتلين في صفوفها.

مصدر خاص من ذوي قتلى المليشيات الكردية (طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) قال للجسر إنه يخشى من سرقة المليشيات الكردية لأعضاء قريبه وذلك نتيجة عدة معطيات ذكرها خلال تصريحه.

المصدر قال إنه أُبلغ عن طريق معارف له بمقتل قريبه وإنه تم نقله إلى مشفى الحسكة الوطني، الخاضع لسيطرة المليشيات الكردية، والذي عادةً ما تُنقل إليه جثث قتلى "قسد"، وراجع المشفى مباشرةً ليتفاجأ بمنعه من رؤية القتيل بحجة أنه يخضع لـ"إجراءات الوفاة"، وبعد الإصرار على رؤيته تم إبلاغه بأنه إن أراد رؤية قريبه "القتيل" أو دفنه بنفسه، فإنه سيُحرم من التعويض والراتب الشهري الذي تتقاضاه أسر قتلى المليشيات الكردية، أما إن قامت هي بمراسيم دفنه وتشييعه فإنها ستدفع كامل مستحقاته.

هذا التخيير دفع القريب لاستشارة زوجة القتيل، فما كان منها إلا أن رضخت لإملاءات مليشيات "ب ي د" تحت ضغط الحاجة والعوَز، وقامت المليشيات على إثر ذلك بإعلان مقتله، وساعة تشييع جثمانه.

المصدر أكّد للجسر أن المليشيات الكردية تقوم بدفن قتلاها بمقابر خاصة، عليها حراسة مشددة، وهذا ما أثار وزاد شكوكه بأن المليشيات ترتكب جريمة سرقة الأعضاء البشرية والاتجار بها.

وطالب المصدر في نهاية حديثه للجسر، الجهات الحقوقية وقوات التحالف الدولي (الداعم والحليف الرئيسي للمليشيات الكردية)، بفتح تحقيق بموضوع عدم السماح لذوي القتلى برؤية جثامين أبنائهم قبل دفنهم، والسماح لأهالي القتلى بتشييعهم ودفنهم.