الخميس 2018/01/18

لماذا منح ناد تركي طفلا سوريا عضوية مدى الحياة؟

أشعلت صورة مؤثرة لطفل سوري مواقع التواصل الاجتماعي ومكنته من الحصول على عضوية مدى الحياة في ناد رياضي بتركيا، حسب ما جاء في صحيفة فرنسية.

وظهر الطفل محمد حسين، البالغ من العمر 12 عاما وهو يراقب عن كثب عبر الواجهة الزجاجية لقاعة نادي أوليمبيات لكمال الأجسام، رياضيين وهم يتمرنون، ليقول لاحقا إنه تمنى لو أنه كان مثلهم كي يتمكن من إنقاص وزنه.

مراسلة صحيفة لوفيغارو الفرنسية بتركيا دلفين مينوي أوردت هذا الخبر بأسلوب أدبي خاص قائلة "كان جو الثاني من يناير/كانون الثاني 2018 باردا على رصيف أديامان، جنوب شرق تركيا.

كان محمد حسين قد تخلى لدقائق عن الفرشاة والخرقة اللتين يستخدمهما لتلميع الأحذية، ليتبع وميضا يتسلل من الطابق الأرضي لإحدى العمارات، أوصله إلى حيث ألصق أنفه بواجهة زجاجية، وبدأ على الفور يلتهم بعينيه تلك الصالة الرياضية النظيفة والمرتبة التي غطت فجأة الأفق أمام عينيه المتعبتين.

ولم يدر في خلد هذا اللاجئ السوري الصغير المحكوم عليه بتلميع الأحذية في الشارع أن هذه الحركة البريئة ستفتح يوما ما أمامه باب المستحيل".

ذاك الباب الذي قالت مينوي إن زبون النادي عمر يافوز جعل محمد حسين يقتحمه عندما أخذ صورة منه ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لتنتشر انتشار النار في الهشيم ويشاركها مئات الآلاف من مستخدمي هذه الشبكات.

"حطم هذا المنظر قلبي وأردت أن أشاركه مع الجميع" هذا هو السبب الذي قال يافوز، في معرض رده على اتصال من لوفيغارو، إنه دفعه إلى أخذ هذه الصورة.

وسريعا وصلت الصورة إلى مصطفى كوكوكايا، صاحب صالة الرياضة المذكورة أوليمبيات، وفورا بدأ يبحث عن أي طريقة للعثور على هذا الطفل بغية تقديم عضوية له في النادي مدى الحياة.

ويضيف في حديث للصحيفة، مليء بالعواطف، إنه رأى نفسه في هذا الطفل، إذ كان وهو صغير يعمل في مخبز لمساعدة أهله.

وبعد يومين من البحث المضنى في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، تمكن النادي من العثور على محمد حسين.

ويعلق مصطفى على لحظة اللقاء مع حسين قائلا "كان يواجه صعوبة في فهم ما يحدث حوله، كانت لغته التركية مكسرة، ولم يكن يعلم أن قصته قد وصلت إلى الكثير من الناس، كما أنه لا يتذكر أن أحدا أخذ منه صورة وعندما وصل إلى النادي، فوجئ برؤية كل تلك الكاميرات حوله، إنه طفل خجول".

ويضيف أن كثيرا من الناس اتصلوا بالنادي منذ انتشار القصة لأخذ معلومات عن محمد حسين وعنوان عائلته، بل إن إحدى النساء الثريات في أنقرة أرسلت له طردا خاصا به كما اتصلت جهات قطرية لعرض المساعدة.

أما محمد حسين، فبدأ يعتاد الذهاب إلى نادي كمال الأجسام يغدوه طموح واحد هو خفض وزنه، بعد أن كان، حسب قوله يراقب "بغيرة أولئك الذين يتمرنون في هذا المكان الجميل للغاية".