الثلاثاء 2018/04/10

صحيفة مقربة من نظام الأسد تفضح المستور: الأسد يشعر بحصار روسي – إيراني

كشفت صحيفة "الديار" اللبنانية المقرَّبة من مليشيا حزب الله و نظام الأسد ، عن استياء لدى بشار اﻷسد وضباط جيشه بسبب النفوذ الروسي - اﻹيراني، مؤكِّدةً أنه بات يشعر مؤخَّراً بحصار هاتين الجهتين له، خصوصاً بعد السيطرة على محيط العاصمة دمشق.

وقالت الصحيفة: إن اﻷسد بدأ يشعر بحصار روسي - إيراني له في السلطة بعد أن "انتصر" في الغوطة الشرقية إلا أن هناك اختلافاً بين الروس واﻹيرانيين في التعاطي معه.

ويرى اﻷسد -بحسب الصحيفة- أن روسيا تريد مشاركته في القرار السياسي في سوريا وفي فرض تسوية وتعديل الدستور السوري، أما الإيرانيون فهم لا يتدخلون في شؤون الدستور لكنهم يريدون التدخل في "العناصر التكفيرية" التي كانت في مدينة عربين ودوما وحرستا، وكانوا يريدون اعتقال العناصر العراقية من القادة وكبار الضباط السابقين في الجيش العراقي ونقلهم إلى إيران لكن الجيش الروسي والنظام رفضا هذا الأمر كلياً.

ويقول التقرير: إن الفرقة الرابعة في قوات النظام وهي "القوة الضاربة" انتشرت في كل أحياء دمشق ومناطقها وكل مداخل الغوطة الشرقية دون التحدث مع القوى الروسية ولا المستشارين الإيرانيين وكانت تعليمات قوات النظام تفتيش كل السيارات والسيطرة على دمشق وعلى الغوطة وأن تكون الأوامر لهم ولكبار ضباط النظام.

وقالت الصحيفة: إن كبار ضباط الجيش السوري بدؤوا يبحثون في شأن مستقبل الوضع بسوريا عقب السيطرة على الغوطة الشرقية، وهم يفكرون اﻵن بكيفية الالتفاف حول نظام الأسد و"عودة سوريا دولة قوية فيها نفوذ روسي وإيراني لكن ليس هيمنة روسية وإيرانية على سوريا".

وتحدث التقرير عن احتكاك واضح بين قوات النظام وجنود من الجيش الروسي، وكذلك مع مستشارين من الحرس الثوري الإيراني أثناء انسحاب المقاتلين من جيش الإسلام من مدينة دوما في اتجاه محافظة إدلب، حيث كان يريد النظام تفتيش الحافلات للبحث عن صواريخ "هوغ" الأمريكية المضادة للمدرعات، التي كان يقوم المقاتلين  بتهريبها عبر حقائب ظاهرها ألبسة لكن ضمنها صواريخ، على حد زعم الصحيفة.

وكان ضباط الجيش الروسي يقفون في وجه ضباط النظام ويطلبون منهم عدم تفتيش أغراض مقاتلي الفصائل الخارجين من الغوطة على أساس أن اتفاقاً عُقد بين الفصائل وبين كبار ضباط الجيش الروسي وأنهم مسؤولون عن الاتفاق.

ويشعر ضباط النظام بالاستياء من اﻹيرانيين والروس بسبب تدخُّلهم في كثير من اﻷمور، بل إن "الجيش الروسي يتدخل ويمنعهم من تفتيش حقائب كبرى تحمل على ما يظهر صواريخ ورشاشات ثقيلة".

كذلك كان المستشارون الإيرانيون يريدون ترحيل جيش الإسلام دون أي مشكلة مع النظام، فيما قالت مصادر: إن الأسد كان مستاءً من هذا الوضع، وكان كبار الضباط على تواصُل معه ويبلغونه ما يحصل، وكان يطلب منهم التدخل بمقدار ما يستطيعون دون الاصطدام مع الجيش الروسي والجيش الإيراني.

وكان الأسد مستاءً بسبب ذلك -تقول الديار- لكنه لا يريد أن يفتعل أزمة مع روسيا وإيران، وإذا كان مع إيران فهو قادر على حلّ المشاكل تدريجياً، إنما مع الجيش الروسي فالمشكلة كبيرة ذلك أن كبار ضباط الجيش الروسي كانوا حازمين ومنعوا ضباطاً سوريين كباراً من الدخول إلى دوما؛ لأن جيش الإسلام رفض دخولهم، وهذا ما أدى إلى غضب في معنوياتهم.

وكشف التقرير عن أن فرقة من الجيش الروسي عديدها 1500 جندي في الغوطة الشرقية باﻹضافة إلى نحو 2000 مستشار إيراني يشاركون قوات النظام في التفتيش والتمشيط خاصة بمدن عربين ودوما وحرستا، وعندما بدأت قوات النظام في مصادرة مخازن الأسلحة الكبرى تدخلت الفرقة الروسية وطلبت الحصول على القسم الأكبر من الأسلحة، وحصل خلاف بين الجانبين في شأن هذا الموضوع.

وأصر الجيش الروسي على نقل السلاح إلى القاعدة البحرية الروسية في طرطوس وقاعدة حميميم قرب اللاذقية في شاحنات تخصّه، بينما وقفت قوات النظام في وجههم ورفض ذلك، وحصلت حساسية بين المستشارين الإيرانيين والنظام حيث إن المستشارين كانت لديهم لوائح بقيادات عراقية متطرفة كانت في السابق في جيش صدام حسين ولاحقاً قاتلت في العراق، ويريدون اعتقالهم، لكن النظام لم يسمح بذلك وطلب من الجميع الصعود إلى الحافلات فيما كان الخلاف الروسي – السوري حول الأسلحة يشتدّ، أما أوامر الأسد فلم يعرف أحد شيئاً عنها؛ لأنه لم يصدر أي شيء عن القصر الرئاسي.

وأحجم النظام عن إرسال الفرقة الرابعة إلى الغوطة الشرقية وحسم الأمر لأن مشكلة كبرى كانت ستحصل مع الروس والإيرانيين فيما لو فعل ذلك.

ونقل التقرير عن موقع مونيتور "الذي يصدر في الولايات المتحدة والتابع لضباط مخابرات أمريكيين سابقين "أن الأسد ارتاح من القوى التي كادت تطيح بنظامه لكن لديه مخاوف من تنامي النفوذ الروسي والإيراني خاصة أنهم بدؤوا يتحدثون معه عن مشاريع "لإعادة إعمار سوريا"، وهو لا يريد إشراكهم إلا وَفْق خطة نظامه.

ويقول الموقع اﻷمريكي: "كأنه قد وصلت اﻷوامر" إلى غرفة العمليات في وزارة دفاع النظام لأخذ المبادرة واتخاذ القرارات دون الرجوع إلى الضباط الكبار في الجيش الروسي، ولا إلى المستشارين الإيرانيين، ونقل ضابط روسي أنه تفاجأ في تصرُّف ضباط سوريين كبار عندما طلبوا منه عدة مرات عدم التدخل في شؤون تتعلق بحركة قوات النظام.

وذكر التقرير معلومات حول أن المستشارين الإيرانيين في وزارة دفاع النظام بدأ ينحسر دورهم ويتم مطالبتهم بتخفيف عددهم، وأن يكون الموجود منهم عدداً قليلاً في وزارة الدفاع وفي غرف العمليات وفي القواعد الجوية والعسكرية السورية، والانتقال إلى بلدتين كبيرتين يسكنهما المستشارون الإيرانيون والمجيء إلى العمل ضِمن الدوام العادي من الثامنة صباحاً حتى الرابعة "لأنه لم يعد هنالك مشكلة في دمشق والغوطة ومحيط العاصمة".

ويريد الأسد -وفقاً لما نقلته الصحيفة عن المونيتور- عدم إنهاء الحرب وإكمال الهجوم حتى دون مساعدة القوات الروسية ولا الإيرانيين، ويعتبر أنه أصبح لديه 200 ألف جندي سوري لديهم أسلحة كافية للقتال إضافة إلى حوالي 30 ألف مقاتل من مليشيا حزب الله و40 ألف مقاتل من جيش حشد الشعبي العراقي إضافة إلى مقاتلين من إيران وغيرها لكن القوة الأساسية هي للـ 200 ألف جندي من جيشه ويريد التوجه إلى محافظة إدلب وإنهاء وجود الفصائل الثورية هناك لكن ذلك سيؤدي إلى حرب سورية – تركية.

ويقول الموقع اﻷمريكي: إن الأسد مصمِّم على دخول محافظة إدلب حتى لو اشتبك مع الجيش التركي، وإنه بعد 7 سنوات من الحرب لم يعد يتخوَّف من أي قرار يأخذه بل أصبح يخاطر ويغامر ويأخذ القرار الذي يريده مهما كانت النتائج.

ونقلت "الديار" عن موقع مونيتور أيضاً أن الأسد مستاء من روسيا؛ لأنها لم تقبل أن تبيعه منظومة صواريخ "إس 400"، وهو لا يفهم لماذا يرفض الرئيس الروسي بوتين بيع سوريا منظومة دفاع صواريخ "إس 400" طالما أنها باعتها إلى تركيا والسعودية وإيران.

يُذكر أن قوات النظام تعرضت مراراً لضربات جوية إسرائيلية رغم وجودِ القوات الروسية في سوريا، والحديثِ عن نَشْر منظومات دفاع جوي، وكان آخِر تلك الضربات على مطار الـ T4 العسكري بحمص.