الخميس 2018/04/19

تجريد الأسد من وسام الشرف الفرنسي ليس الأول من نوعه: هؤلاء سبقوه

قررت فرنسا بدء إجراءات تجريد بشارالأسد من وسام جوقة الشرف (أعلى تكريم رسمي في فرنسا)، كما أعلن مقربون من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وهو ما أكده الإليزيه، أيضاً، في بيان له.

ويأتي هذا الإجراء، الذي أمر به الرئيس الفرنسي، بعد الضربات الجوية الفرنسية، التي نُفّذت إثر استخدام نظام الأسد لأسلحة كيميائية ضد المعارضة والمدنيين. وكانت أصوات عدة قد ارتفعت مطالِبةً بتجريد بشار الأسد من هذا التشريف الفرنسي، بعد فضيحة هارفي وينستين المدوية، إذ سحب الوسام من هذا الأخير.

هل يمكن سحب جوقة الشرف؟ الجواب هو نعم، إذ تسحب جوقة الشرف من كل شخص يدان بالسجن لفترة سنة أو أكثر، أو من كل شخص يُعتَبر سلوكه غير مشرّف، وفي بعض الحالات يستطيع رئيس الجمهورية أن يقرر وحده هذا الأمر.

وقبل بشار الأسد هؤلاء هم أبرز من سُحب منهم هذا الوسام:

هارفي وينستين

بعد الضجة التي أثارها ملف التحرش الجنسي الذي ضلع فيه هارفي وينستين، سحبت السلطات الفرنسية الوسام من المنتج الهوليوودي الشهير، والذي كان قد منحه إياه الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في العام 2012.

 

بول أوساريس

الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك جرّد الجنرال الفرنسي بول أوساريس، من الوسام بعد اعترافات علنية متأخرة صدرت من هذا العسكري تؤكد لجوءه إلى التعذيب أثناء حرب الجزائر، وهو ما اعتبر فضيحة، وأثار غضب الكثيرين في فرنسا والجزائر.

 (فيسبوك)

 موريس بابون

رئيس شرطة باريس، فقد الوسام بصفة تلقائية، سنة 1998، بعد أن حُوكم بعشر سنوات سجن بتهمة التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية. وكان الرئيس الفرنسي الأسبق شارل دوغول هو من قلّد موريس بابون هذا الوسام الرفيع، سنة 1961.

جون غاليانو 

وفيما يخص الحاصلين على هذا الوسام من الأجانب، فيكفي صدور مرسوم رئاسي حتى تسحب منهم هذه الأوسمة. وهو ما حدث مع جون غاليانو، مصمم الأزياء البريطاني الشهير، بعد تسريحه من مؤسسة ديور بسبب تصريحاته العنصرية والمعادية للسامية و"حبه لهتلر".

لانس أرمسترونغ

التكريم سُحب أيضاً من بطل سباق الدراجات الأميركي لانس أرمسترونغ، بسبب تناوله للمنشطات المحظورة، دولياً أثناء مشاركته في المسابقات الدولية.

جوقة الشرف الدبلوماسية

وتتميز جوقة الشرف الدبلوماسية، ببعض الاختلاف مع جوقة الشرف الأخرى، فجوقة الشرف الدبلوماسية غالباً ما تتم بصورة شبه سرية، كما جرى، مثلاً، مع ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، الذي وشحه بها الرئيس السابق فرانسوا هولاند، سنة 2016 أو مع بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحين يتعلق الأمر بجوقة الشرف الدبلوماسية، أيضاً، فليس من الإلزامي نشر الخبر في الجريدة الرسمية، وليس من الضروري تنظيم حفلة رسمية للتسلم، بل يمكن أن يحدث الأمر حتى من دون مصور ولا كاميرا (رسمية)، كما حدث مع بن نايف والأسد وبوتين.

لكن ما يراد منه أن يظل سريّاً لا ينجح في كل الأحوال، فقد يكشف المعنيون بأنفسهم عن هذه التشريفات، مسبّبين بعض الحرج لفرنسا، وفي هذا الصدد استعرض الرئيس فلاديمير بوتين،  صُوَراً من الاحتفال التقطها له مصوره الشخصي.

وتضم القائمة كثيراً من زعماء عالميين، الكثير منهم قد لا يستحقها وقد تندرج عليهم شبهة "سلوك يتعارض مع الشرف"، الكافي لتجريده منها، كما أن بعضهم لم يُعرَف عنه احترام حقوق الإنسان، كالجنرال فرانكو وموسوليني ونيكولاي تشاوسيسكو، ومن بعدهم زين العابدين بن علي وعلي بونغو وفلاديمير بوتين وغيرهم.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الحاصلين على جوقة الشرف منذ إنشائها، على يد نابوليون الأول، في 19 مايو/أيار 1802، يقترب من المليون شخص.