الأثنين 2018/04/09

الغارديان…كيماوي دوما لن يكون الأخير .. دعم روسيا وصمت المجتمع الدولي يحفز الأسد على مواصلة استخدامه

شنت صحيفة الغارديان البريطانية هجوماً لاذعاً على المجتمع الدولي، محمّلة إياه مسؤولية الجرائم التي يرتكبها نظام  الأسد في سوريا، وآخرها عملية القصف بالكيماوي التي استهدفت مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن الاستخدام المفرط للأسلحة الكيماوية من قِبل نظام الأسد عمل "وقح وبربري"، فلقد اختنق عشرات الأشخاص في المدينة، التي ما زالت تحت سيطرة قوات المعارضة السورية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا؛ فمنذ استخدام غاز السارين في خان شيخون عام 2013، أقدم النظام على عشرات الهجمات الكيماوية، ما يمثل ازدراءً للبشرية وتجاهلاً لكل قوانين الحرب.

وتقول "الغارديان" بحسب مانقلت "الخليج أونلاين" إن استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية مرة أخرى يعود لسببين؛ الأول أنه يملك تلك الأسلحة وهي رسالة مهمة يريد إيصالها لمعارضيه، كما يملك في الوقت نفسه الإرادة لاستخدامها، والأمر الآخر أنه فعل ذلك لأنه يعرف أنه يستطيع أن يفلت من العقاب، فحتى العقوبات القانونية والدبلوماسية التي تُفرض عليه، غير فعالة.

وربما يتساءل البعض: لماذا يلجأ الأسد إلى استخدام هذه الأسلحة المحرمة، في وقت تضيق قواته الخناق على الثوار بالغوطة الشرقية؟

للإجابة عن ذلك، تقول "الغارديان"، ينبغي العودة إلى علم النفس، الذي يفسر هذه الظاهرة بأنها محاولة من النظام لترهيب المدنيين، وأيضاً معاقبة معارضيه بهذا السلاح الفتاك.

وتقول الصحيفة: إن "روسيا تتحمل مسؤولية كبيرة في تمكين السلاح الجوي التابع لنظام الأسد من قصف دوما، فهي تسيطر على المجال الجوي الغربي لسوريا، والمستشارون الروس موجودون في القواعد الجوية التي تنطلق منها طائرات النظام".

وتضيف: "ربما لا يكون الروس منخرطين بشكل مباشر في هذه القرارات وهذا القصف، ولكنهم يوفرون غطاءً عسكرياً ودبلوماسياً نشطاً لاستخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية، كما أن استخدام موسكو المتكرر حق النقض (الفيتو)، منع أي تدابير فعالة ضد هذا النظام، ومنَحه الضوء الأخضر للمزيد من هذه الجرائم".

أما السياسة الأمريكية، فهي ومنذ حرب العراق، باتت غير حاسمة، وخاصة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. واليوم في عهد الرئيس دونالد ترامب، فإنها تبدو فوضوية، فقبل عام وبعد هجوم كيماوي من قِبل النظام، والذي أدى إلى مقتل العشرات في خان شيخون، قصف ترامب مطاراً للنظام بـ59 صاروخاً من نوع "كروز". ومنذ ذلك الحين، تقلبت سياسة واشنطن إزاء سوريا، خاصة مع المليشيات الكردية التي  كانت حليفة لأمريكا في حربها ضد تنظيم الدولة.

إزاء هذا الوضع في سوريا، تقول "الغارديان"، وفي ظل غياب أي حل دبلوماسي للحرب، فإنه يمكن القول إن الهجمات على دوما لن تكون الأخيرة.