الثلاثاء 2017/11/28

الإعلام الروسي الرسمي يضع عنواناً مثيراً : الأسد حجر عثرة أمام السلام في سوريا

"رئيس حزب روسي: الأسد حجر عثرة" ..تحت هذا العنوان وضعت قناة "روسيا اليوم" مقالة انتقد فيها الكاتب دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبشار الأسد، وطالب الكرملين بأن يكون مستعداً لتطبيق فكرة "استسلام الأسد" تماماً.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" التي تمثّل السياسة الرسمية لموسكو، مقالاً لـ"ميخائيل كاسيانوف" رئيس حزب "الحرية الشعبية" الروسي المعارض" اليوم الثلاثاء، متسائلاً: "ما نوع السلام الذي يحتاجه بوتين في سوريا؟".

وجاء في المقال أن المهمة الرئيسية التي أراد المشاركون حلها هي في الاجتماع الذي عقد في سوتشي كانت الانتقال من سلطة إلى تسوية سياسية. ومن الواضح أن موسكو مستعدة لتقليد عملية ديمقراطية: إعطاء المعارضة فرصة للدخول إلى البرلمان، مع الاحتفاظ بجميع أذرع السلطة في أيدي جماعة الأسد.

وأوضح الكاتب أن تضحيات المعارضة ومؤيِّديها الكبيرة لم تكن للموافقة على المشاركة في النظام السياسي الذي يديره الأسد. وفي البيان الختامي لاجتماع الرياض، يشار بوضوح إلى أن بشار الأسد يجب أن يترك السلطة في بداية الفترة الانتقالية.

ويتابع كاسيانوف أن الكرملين يرى، على ما يبدو، مهمته الرئيسية في مغادرة الحرب، وتوفير ضمانات لنظام الأسد والحفاظ على المنشآت العسكرية الروسية التي أقيمت في هذه السنوات في سوريا.

ويؤكد الكاتب أن وجود القوات الأمريكية في المنطقة يجعل من المستحيل على بوتين محاولة استعادة سلطة الأسد في جميع أنحاء البلاد، فالوجود الأمريكي يهدم آمال إيران ودمشق في إيصال الحرب "إلى نهاية ظافرة".

وهكذا، كما يقول كاسيانوف، يتولد انطباع بأن بوتين في عجلة من أمره للعب ورقة السلام التي لديه. وهذا ليس من قبيل الصدفة. ففي 28 نوفمبر الجاري هناك مفاوضات مقررة تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف. ومثلما كان الحال قبل اجتماع يناير في أستانا، فإن موسكو تحاول إقناع الجميع بأن قمة سوتشي هي مجرد إعداد لمحادثات جنيف. ومع ذلك، يحاول بوتين الوصول بعملية سلام بديلة إلى خط النهاية، وتقاسم هذا الانجاز مع "حلفائه" في الشرق الأوسط، وكسب أمجاد صانع السلام الأول.

وفي انتقاد واضح لسياسة بوتين تجاه دعم الأسد يرى كاسيانوف أن بوتين يحاول تثبيت نجاحه على المدى القصير في النموذج الدولي للتسوية طويلة الأجل في سوريا، وتقديم هذا النجاح بشكل صحيح. ولكن ذلك محفوف بخطر تفاقم جديد للوضع بسبب الاختلاف الواضح في مصالح اللاعبين الرئيسيين. فالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لا ينويان، بعد كل شيء، السماح للديكتاتور الأسد باستعادة وضعه، ناهيك بتعزيزه.

ويختم كاسيانوف بأن وضع نموذج للتسوية السلمية في سوريا ينبغي أن يتم حصرا ضمن "صيغة جنيف"، تحت إشراف الأمم المتحدة. وبالتالي، فالكرملين، إذا كان يريد حقا السلام، فينبغي أن يتوقف عن دعم النظام الاستبدادي وأن يكون مستعدا لاستسلام الأسد تماما. كما إن إيران وتركيا طرفان في النزاع، ومن المستبعد أن يكون لهما الحق الأخلاقي في إملاء إرادتهما على الشعب السوري.

يذكر أن الإعلام الرسمي في روسيا حرص على "تلميع" صورة نظام بشار الأسد، وامتداح سياسة الكرملين في سوريا، ولم يحصل من قبل  - على الأقل بعد التدخل الروسي هناك -  أن نقل الإعلام الروسي الموالي للكرملين أي انتقادات بشأن إدارة بوتين للملف السوري، ما يُعدّ تطوراً لافتاً في مسار الطرح الروسي للملف السوري.